تحدَّت كل المهام والمسؤوليات التي أوكلت إليها، أعطت جلَّ وقتها من أجل ترسيخ ثقافة السلام والمحبة في المجتمع الحمصي، وللعمل الإنساني حيزٌ كبيرٌ في نشاطاتها؛ من خلال متابعتها لشؤون الجمعيات الخيرية المعنية بالمرأة والطفل.

مدونة وطن "eSyria" التقت "زبيدة جانسيز" بتاريخ 21 كانون الثاني 2019، وكان الحديث بدايةًّ عن نشأتها ودراستها، حيث قالت: «ولادتي كانت في مدينة "حمص" حيث الطيبة والبساطة تعيش مع أبنائها، وكانت دراستي لجميع المراحل فيها، وبعد نيلي للشهادة الثانوية، ولأنَّ حلمي منذ صغري -إضافة إلى تشجيع الأهل- أن أكون محامية، تابعت دراستي في كلية الحقوق، وحصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة "حلب" عام 1994، وبعدها اتبعت عدة دوراتٍ اختصاصية، أهمها دورة التحكيم القانوني الدولي في "القاهرة".

بالنسبة لي عرفتها من خلال مسؤوليتها عن قطاع الثقافة في محافظة "حمص"، وأهم ما كان يميزها اهتمامها الدؤوب والشديد بالتفاصيل الخاصة بأي عملٍ فنيٍ وثقافي كان يجري في إطار أي مناسبة، فهي تملك من المحبة والمتابعة الدقيقة ما يلزم من أجل نجاح العمل أو الفعالية الثقافية المقامة، وهذا سرُّ نجاحها برأيي المتواضع، عدا حبّ العطاء الذي هو أحد أبرز سمات شخصيتها الإنسانية، التي ظهرت خلال سنوات الأزمة، من خلال مشاركتها في الأعمال الخيرية والتطوعية لخدمة الجميع من دون تفريقٍ، وخاصةً مع الأطفال، ونجاحها في تأدية المهام والمسؤوليات التي حملتها يشهد به كل من عرفها، وأنا سعيدة جداً بصداقتها الشخصية، وأتمنى لها دوام النجاح والتميز

وعندما يكون الشخص مطلعاً ودارساً للقانون، فإنَّ ذلك يسهّل عليه جميع المهام الإدارية التي توكل إليه، وهذا ما حصل معي في الوظائف والمسؤوليات التي كلفت بها، فقد بدأت العمل الحكومي عام 1996 كرئيسة شعبة القضايا القانونية في "الشركة العامة للموارد المائية" لمدة أربع سنوات، وبعدها تنقلت بين وظائف عدة، وفي عام 2001 تمَّ انتخابي كعضو مكتبٍ تنفيذيٍ في مجلس محافظة "حمص"، وهنا بالذات كان لي إمكانية الاطلاع والإشراف على عدة جوانب تخصُّ واقع حياة الإنسان الاجتماعية والخدمية والثقافية، وغيرها من الجوانب الأساسية التي تلامسه، وكان لطبيعة المرأة والأم التي بداخلي دورٌ في اهتمامي بالقضايا التي تعاني منها نساء مجتمعنا بوجه خاص، من حيث الاهتمام بتعليم المرأة وتمكينها من حقوقها، وتقديم الرعاية التي تستحقها وأطفالها، لأنني أؤمن بأنَّ المجتمع الذي تكون فيه المرأة والطفل بخير، سيكون سليماً ومعافى، وسيقدِّم الأجيال السليمة والقادرة على تطويره، وهذا ما سعيت إليه من خلال عملي كمسؤولةٍ عن قطاع الثقافة والشباب والصحة والآثار حتى عام 2018».

مع أطفال الجمعية الخيرية

وفي التعمق أكثر عن طبيعة العمل الإنساني والثقافي وكيف تنظر إليه، وما قدمته "زبيدة جانسيز" في ذلك الشأن، تضيف: «كما ذكرت سابقاً، فقد نالت المرأة والطفل اهتمامي الأكبر، وإشرافي من خلال وظيفتي الرسمية على واقع عمل الجمعيات الخيرية بمختلف اختصاصاتها، زاد من محبتي وشغفي لتقديم المساعدة التي استطعت، فقد كان لي دور مؤسس في إنشاء جمعية "الأسرة القانونية"، وجمعية "تطوير المرأة"، وكذلك جمعية "حماية الطفل"، وأيضاً كان للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مكانة مميزة لدي، واهتمام خاص من خلال جمعية "الربيع لأطفال التوحد"، إضافة إلى مساهمتي في "دار الضيافة"، وهو مركز يعنى بقضايا النساء والأحداث في السجون، وكانت الثقافة موجودةً معي في كل النشاطات التي أقيمت في نطاق عمل الجمعيات الخيرية والإنسانية، وحتى في المجتمع العادي والحياة اليومية، ومسؤوليتي الوظيفية حتَّمت عليَّ الاطلاع وملامسة الجانب الثقافي بمدينة "حمص"، لذلك كان لي شرف المساهمة والتخطيط لأغلب الفعاليات الثقافية التي أقيمت فيها، مثل: مهرجان "القلعة والوادي"، ومهرجان "حمص المسرحي"، وغيرهما».

"حلا نقرور" مغنية ومرنمة ومن الوجوه الفنية المعروفة في مدينة "حمص"، عن رأيها بـ"زبيدة جانسيز" من خلال العمل معها، تقول: «بالنسبة لي عرفتها من خلال مسؤوليتها عن قطاع الثقافة في محافظة "حمص"، وأهم ما كان يميزها اهتمامها الدؤوب والشديد بالتفاصيل الخاصة بأي عملٍ فنيٍ وثقافي كان يجري في إطار أي مناسبة، فهي تملك من المحبة والمتابعة الدقيقة ما يلزم من أجل نجاح العمل أو الفعالية الثقافية المقامة، وهذا سرُّ نجاحها برأيي المتواضع، عدا حبّ العطاء الذي هو أحد أبرز سمات شخصيتها الإنسانية، التي ظهرت خلال سنوات الأزمة، من خلال مشاركتها في الأعمال الخيرية والتطوعية لخدمة الجميع من دون تفريقٍ، وخاصةً مع الأطفال، ونجاحها في تأدية المهام والمسؤوليات التي حملتها يشهد به كل من عرفها، وأنا سعيدة جداً بصداقتها الشخصية، وأتمنى لها دوام النجاح والتميز».

شهادة التحكيم القانوني

"دمر العلي" مهندس شغل منصب نائب محافظ "حمص" كان على اطلاعٍ مباشر على نشاط "زبيدة جانسيز" في المهام التي تولتها، قال عنها: «هي مثال للمرأة صاحبة الشخصية ذات الحضور القوي والفعال في أي وسط وجدت فيه، عرفتها عام 2012 خلال عملنا معاً في مجلس محافظة "حمص"، وكانت حينئذٍ مسؤولة عن الشؤون الاجتماعية، ولفت اهتمامي حبها لعملها والمتابعة الكاملة لشؤون الجمعيات الخيرية، وخاصة مع بداية الأزمة التي شهدتها مدينة "حمص"، وكانت قادرة على نسج خيوط التواصل الاجتماعي بين مختلف المناطق على الرغم من صعوبة المرحلة حينئذٍ، وحتى عندما تولت أمور مراكز الإيواء كانت ناجحة في ذلك الأمر، وساعد في ذلك شبكة علاقاتها الاجتماعية وسط المجتمع الحمصي، كما أنها مثابرة على تطوير عملها في مجال القانون، من خلال دورات التحكيم القانونية التي اتبعتها، وهي تستحق بجدارة العمل القيادي».

أخيراً نذكر، أنَّ "زبيدة جانسيز" من مواليد مدينة "حمص" عام 1971، متزوجة ولديها ولد وحيد.

الفنانة حلا نقرور مع زبيدة جانسيز