بقيت الرياضة بالنسبة لها تمثّل حالة عشق وحياة، توّجتها مع التصميم والإرادة، ببطولات في ألعاب فردية وجماعية، ومازالت تسعى إلى المزيد من التميز الرياضي.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 شباط 2019، "شيرين الحزام" لاعبة منتخب "سورية" بكرة اليد، وكان الحديث معها عن بداية مشوارها الرياضي، فقالت: «بدأت مع الرياضة في سنّ التاسعة، وكنت أحبُّ وما زلت ألعاب القوى، وقد مارستها من خلال المشاركة في البطولات الرياضية المدرسية، وكان لمدرّسي الرياضة دور كبير في اكتشاف موهبتي وصقلها، وخاصةً المدرّب "سعيد عبد المولى" صاحب الفضل الأكبر في تدريبي ورعايته لي، الذي أراد أن أكون إحدى لاعباته ضمن صفوف نادي "الكرامة"، وفعلاً بدأ المشوار معه وتخصصت في مجال الجري للمسافات الطويلة ومسابقات الضاحية، فهذه الألعاب تحتاج إلى قوة تحملٍ وإرادة صلبة، ناسبت طبيعة شخصيتي المحبَّة للتحدي والفوز، واستمريت في ممارستها والمشاركة في بطولات المحافظة، وحصلت على المركز الأول لسنوات عدة. كذلك كنت أشارك في بطولة الجمهورية باستمرار، وحصلت على المركزين الأول والثاني في مسابقة الجري لمسافة 6 و8 كم خلال عامي 2009-2010 على التوالي».

شاهدتها خلال عملي كمدرب في البطولات المدرسية، وشدَّت انتباهي من خلال الطاقة الكامنة التي كانت تمتلكها وما زالت. قمت بتدريبها لمدة عام واحد قبل سفري، وأحرزت خلال مدة قصيرة بطولات عديدة على مستوى المحافظة والجمهورية، وما يميزها شعلة النشاط الدائم الذي تمتلكه، إضافة إلى الإصرار وحبُّ الفوز الموجود لديها، واستمرارها حتى الآن في التدريب الفردي وتطوير ذاتها بوجه دائم، ومازال لديها الكثير لتقدمه في الملاعب، وأنا فخور جداً بإنجازاتها كإحدى اللاعبات اللواتي درّبتهن

وفي الحديث عن ممارسة لعبة كرة اليد وماذا أضافت إليها، تابعت: «إضافة إلى ممارستي ألعاب القوى خلال طفولتي، كنت أشارك أيضاً مع فريق كرة اليد الخاص بمدرستي، ومن خلال البطولات التي كانت تجرى، شاهدني أحد المدربين المعروفين؛ وهو "سامر أبو عبيد"، وأعجب بما كنت أقدم من أداءٍ حينئذٍ، ودعاني لكي أنضَّم إلى فريق الناشئات في النادي ذاته، وفعلاً بدأت عام 1998 التدريب واللعب الاحترافي في بطولات الدوري الرسمية، وكانت سعادتي كبيرة في اللعب ضمن فريقٍ جماعي، لأنَّ الجوّ الحميمي الموجود في الألعاب الجماعية، وروح التصميم الموجودة عند الجميع، تجعل اللاعب متحفزاً أكثر ومصمّماً على تقديم الأفضل لتحقيق الفوز؛ وهذا ما لم يكن موجوداً في ألعاب القوى، وتوِّج ذلك بحصولنا على بطولة الدوري عام 2000 لأربعة أعوامٍ متتالية، كذلك نلنا بطولة الجمهورية عام 2004، وشاركت في صفوف المنتخب الوطني؛ وهنا أصبح للعب نكهة مختلفة، وهو شرف ومسؤولية في ذات الوقت؛ فاللاعبون مجبرون على تقديم كلِّ طاقاتهم من أجل الفوز ورفع علم الوطن، وهذا ما كنت أشعر به ويدفعني للعب بكلِّ إمكاناتي مع زملائي، والبداية كانت عام 2009، حيث شاركنا في بطولة ودّية في "الجزائر" وحققنا المركز الأول، كما أحرزت مع المنتخب المركز الثاني في بطولة "مصر" الدولية الودِّية سنة 2009، وبعد انقطاعٍ بسبب الحرمان الذي فُرِضَ علينا خلال سنوات الأزمة، عدنا لنشارك في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في "الأردن"، وعلى الرغم من قلة التحضير والإمكانات، إلاّ أننا أحرزنا المركز الثالث، وأطمح في المستقبل القريب أن أحقق بطولات جديدة مع المنتخب».

شهادة تدريب اّسيوية فئة c

وتضيف عن حياتها الرياضية وكيفية تدعيم ذاتها وطموحها المستقبلي: «لا أستطيع أن أرى نفسي بعيدةً عن الرياضة، أو غير معنية بها؛ لذلك اتبعت عدّة دورات في مجال التدريب والتحكيم في كرة اليد التي أمارسها وأحبها، وحصلت على شهادة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من الفئة C في التدريب والتحكيم عام 2015، واتبعت أيضاً دورةً تدريبية أقامها الاتحاد النرويجي لكرة القدم جرت في "دمشق"؛ تختص بتأهيل وتدريب البراعم الناشئة من الأطفال عام 2010، وبسبب ممارستي للعبة الريشة الطائرة التي تستهويني، شاركت في دورات متعددة في هذا المجال، ومنها دورة "شيتل تايم" خاصة بتأهيل المدربين في اللعبة، لأنني أطمح إلى توظيف كل خبراتي مستقبلاً في تطوير الرياضة الأنثوية في ألعاب متنوعة، واهتمامي بممارسة التصوير الفوتوغرافي جعلني أشارك في دورات تختص بالإعلام الرياضي خاصة، وحصلت على شهادات في هذا المجال».

"سعيد عبد الولى" عضو اتحاد ألعاب القوى ومدربٌ سابق محترف، تحدث عن ذكرياته مع "شيرين الحزَّام"، وقال: «شاهدتها خلال عملي كمدرب في البطولات المدرسية، وشدَّت انتباهي من خلال الطاقة الكامنة التي كانت تمتلكها وما زالت. قمت بتدريبها لمدة عام واحد قبل سفري، وأحرزت خلال مدة قصيرة بطولات عديدة على مستوى المحافظة والجمهورية، وما يميزها شعلة النشاط الدائم الذي تمتلكه، إضافة إلى الإصرار وحبُّ الفوز الموجود لديها، واستمرارها حتى الآن في التدريب الفردي وتطوير ذاتها بوجه دائم، ومازال لديها الكثير لتقدمه في الملاعب، وأنا فخور جداً بإنجازاتها كإحدى اللاعبات اللواتي درّبتهن».

مع المدرب سعيد عبد المولى

"سامر أبو عبيد" مدرّب منتخب "سورية" للسيدات في كرة اليد، قال عن شخصية "شيرين": «تابعتها منذ بداياتها الأولى في مرحلة الطفولة، وتميز موهبتها الرياضية كان واضحاً فيه مستقبل لاعبة بطلة، وأهم ما يميزها الروح القتالية العالية داخل الملعب، التي تعطي من خلالها الحماسة لباقي الفريق. وبالنسبة لي، فهي من أفضل اللاعبات في المركز الدفاعي، ويمكن لأيِّ مدرّب الاعتماد عليها كمساعدٍ له، من خلال الخبرة وروح القيادة التي تتمتع بها، والتأسيس الجيد لها في ألعاب القوى وتدريبها المستمر، جعلها تحافظ على مستواها حتى الآن، وطموحها الرياضي لا حدود له في شتى المجالات».

يذكر، أنَّ "شيرين الحزَّام" من مواليد عام 1983 في مدينة "حمص"، وتدرس حالياً في كلية الآداب، قسم التاريخ في جامعة "البعث"، وتشغل منصب أمينة سرّ مكتب الألعاب الفردية في اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي في "حمص"، وعضو مكتب الإعلام الفرعي فيها.

سامر أبو عبيد