تمكّن طالب هندسة العمارة "أسامة غصن" من تحويل حزنه بفقدان أبيه إلى دافع وإصرارٍ للتميز، فاستطاع التطور في مجال الرسم وتدريس مادة فحص القبول لكلية العمارة للطلاب المستجدين ومساعدتهم في اجتيازه، كما قام بتعلّم العزف على آلة العود "سماعي" من دون أي مساعدة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 آذار 2019، "أسامة غصن" ليتحدث حول بداياته في الرسم ودافعه إلى التطور فيه، فقال: «بدأت الرسم بعمر صغير، وكان ذلك موهبة، لكنها تطورت كثيراً بعد استشهاد والدي في الحرب على "سورية"، حيث دفعني ذلك الفقدان إلى التطور والتدرب اليومي لمدة أربع سنوات، فأردت أن أكون عند ثقته بي وبموهبتي؛ فقادني ذلك إلى تجاوز جميع الأخطاء وعدم الاستسلام، وبدأت نشر لوحاتي على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وحازت إعجاب الكثيرين، فكان باستطاعة أي شخص معرفة لوحاتي من خلال أسلوبي الواضح فيها، وشجعني ذلك على افتتاح مرسم ومعرض، عرضتُ خلاله سبع لوحات بدأت تزداد تدريجياً، وقمت بافتتاح دورات لتعليم رسم البورتريه لمختلف الأعمار».

لقد تعلمت مبادئ المادة عند دخولي كلية العمارة، فأصبحت بسيطة جداً بالنسبة لي وبالإمكان تدريسها، فافتتحت دورات لتعليمها وساعدت العديد من الطلاب على اجتياز الفحص من خلال تعليمهم المبادئ الأساسية

أما عن كيفية تدريسه لمادة فحص قبول في كلية العمارة، فقال: «لقد تعلمت مبادئ المادة عند دخولي كلية العمارة، فأصبحت بسيطة جداً بالنسبة لي وبالإمكان تدريسها، فافتتحت دورات لتعليمها وساعدت العديد من الطلاب على اجتياز الفحص من خلال تعليمهم المبادئ الأساسية».

لوحة "المرآة"

وعن لوحته التي أثارت ضجة حول أنها صورة وليست لوحة لدقة تفاصيلها وصدق الانعكاس ضمنها، قال: «كانت أول لوحة لي من هذا النوع، فأردت أن أرسم شيئاً مميزاً بعيداً عن المتعارف، فكانت اللوحة انعكاساً لوجه على المرآة لتعبر عن داخل الإنسان الذي يملؤه الضجيج وخارجه الهادئ، فاستخدمت الضبابية؛ وهي أسلوب جديد في الرسم، وقمت بتنويع درجات الظل الداكنة بعيداً عن الدرجات المستخدمة عادة.

أما لوحة مغني الراب السوري "فولكينو"، فقد أثارت إعجاب الكثيرين من المتابعين لأفكارها الحديثة، كالخلفية السوادوية جداً واللحية الكثيفة، ودرجات الظل المتباينة، فحاولت إظهارها كصورة فوتوغراف معدلة على برامج الفوتوشوب، كما تقصدت إظهار إحساسه في أغانيه خلال اللوحة بتفاصيل مختلفة، ووظفت مخيلتي والأفكار الواسعة حتى استطعت رسم التفاصيل بدقة متناهية».

لوحة "المغني فولكينو"

وتابع عن تعلمه العزف على آلة العود (سماعي) قائلاً: «لم أتخيل يوماً أنني سوف أتعلم العزف، فقد كنت بعيداً جداً عن هذا المجال، لكن فقدان والدي جعلني أتعلم العزف لحبه له، فبدأت التعلم (سماعي) من دون أي مساعدة، وتابعت التعلم لمدة أربع سنوات، حيث كنت أقوم بتسجيل العزف ثم سماعه لمحاولة معرفة الأخطاء ومحاولة تجاوزها، وانضممت بعدها إلى فرقة قمنا بتكوينها أنا ومجموعة من الأصدقاء، وأقمنا العديد من الحفلات ضمن محافظة "حمص" وخارجها، وبدأت الفرقة تتطور وتزايد عدد الحفلات لتصبح معروفة على مستوى محافظة "حمص" وريفها».

"حسين الحسين" المطرب الشعبي للفرقة، تحدث عن معرفته بـ"أسامة"، فقال: «"أسامة" شخص طموح جداً، لا يتوقف عن المحاولة والاستمرار مهما كانت الظروف، واستطاع بعد جهد كبير الوصول إلى محطة مميزة في الرسم حصدت له شعبية وتقدير جميع متابعيه، وكان قادراً على التنسيق بين عمله ودراسته وطريقه الفني ليكمل رسالة أبيه الشهيد "غياث غصن"، في البداية عملنا معاً بخطوات بسيطة تطورت خلال سنتين لتصبح حفلات مع الفرقة بأكملها، فاستطعنا بذلك الوصول إلى مرحلة نصبح فيها معروفين على مستوى محافظة "حمص" وريفها».

حسين الحسين

الجدير بالذكر، أن "أسامة غصن" من مواليد "مصياف" عام 1999، طالب في كلية الهندسة المعمارية في جامعة "البعث".