صاحب مسيرةٍ طويلةٍ حافلة بالإنجازات الرياضية، إن كان خلالها كلاعبٍ موهوب، أو كمدربٍ محترفٍ في "سورية" وخارجها، وبصماته حاضرةٌ في ملاعب كرة اليد التي عشقها، وقدَّم لها الكثير وما زال إلى الآن.

بكلمة أبنائي استقبل "سامر أبو عبيد" الأطفال والشباب الذين يشرف على تدريبهم، وذلك بحضور مدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 14 أيار 2019، في الصالة الرياضية بمدينة "حمص"، وبدايةً حدثنا عن نفسه فقال: «على الرغم من أصولي الفلسطينية، إلا أنني ابن هذه المدينة الجميلة بكلِّ ما فيها، ومراحل دراستي كانت في مدارسها، حتى أنهيتها وتخرجت في معهد إعداد المدرسين باختصاص التربية الرياضية عام 1988، وبعدها عملت مدرِّساً لها وما زلت، وكلُّ ذلك وأنا أمارس رياضة كرة اليد كلاعبٍ لسنواتٍ طويلة، وكمدرِّبٍ حالياً».

على الرغم من أصولي الفلسطينية، إلا أنني ابن هذه المدينة الجميلة بكلِّ ما فيها، ومراحل دراستي كانت في مدارسها، حتى أنهيتها وتخرجت في معهد إعداد المدرسين باختصاص التربية الرياضية عام 1988، وبعدها عملت مدرِّساً لها وما زلت، وكلُّ ذلك وأنا أمارس رياضة كرة اليد كلاعبٍ لسنواتٍ طويلة، وكمدرِّبٍ حالياً

وعن الرياضة في حياته، تابع قائلاً: «هي في حياتي كلُّ شيء، ولا أستطيع تخيل نفسي من دونها إن كان في المنزل أو في صالة التدريب، ومتابعة أخبارها حول العالم، وحكايتي معها بدأت منذ ما يقارب الأربعين عاماً، أحببت كرة اليد من خلال معلميْ الرياضة أثناء المرحلة الابتدائية، والفضل فيما وصلت إليه يعود إلى أشخاصٍ آمنوا بموهبتي وكانوا أصحاب فضلٍ عليَّ فيما بعد، من خلال تدريبهم وتوجيههم لي رياضياً وفنِّياً، وأهمهم "مفيد الحكيم" الذي اكتشف موهبتي وكرَّس حبِّي لهذه الرياضة، وأصبحنا نلعب معاً ضمن صفوف نادي "الكرامة" الذي نشأت فيه، وما زلت حتى اللحظة ابناً من أبنائه، ولن أنسى المدرِّب "منقذ الأتاسي"؛ فمنه أخذت الكثير من العلم والخبرة والتوجيه الصحيح، وهو بالنسبة لي ملهمٌ وقدوة في مسيرتي الرياضية، وما قدَّمه لي ولأبناء جيلي في بداية التسعينات كان عظيماً، وكان متابعاً ومازال حتى اللحظة لمسيرتي الرياضية».

أثناء تتويجه في بطولة شارك بها كلاعب

وعن كرة اليد ومسيرة حياة "سامر أبو عبيد" معها وأهم إنجازاته، يضيف: «بدأت ممارستها ضمن فئة الأشبال في نادي "الكرامة"، وتدرّجت في جميع الفئات حتى فريق الرجال، وأحرزنا بطولة الدوري وكأس الجمهورية منذ عام 1990 ولسنواتٍ متتالية عديدة، ومع فريقي الناشئين والشباب أحرزت المركز الثاني في بطولة الدوري أيضاً، أما مع المنتخب الوطني الذي كنت حاضراً فيه كلاعبٍ أساسي، فقد أحرزت معه الميدالية الفضية في بطولة العرب التي أقيمت في "تونس" عام 1996. كما لعبت مع نادي "الشعلة"، وهو من الأندية المتقدمة في اللعبة على مستوى القطر، ومعه حققت الميدالية البرونزية والمركز الثالث في بطولة الأندية العربية التي جرت عام 1993، كما كانت لي مشاركة مع فريق "الشرطة" ضمن بطولة الشرطة العربية، وفيها حققنا المركز الثالث.

ولكوني أحمل الجنسية الفلسطينية؛ فهذا دعاني للعب مع منتخب "فلسطين" والمشاركة في بطولاتٍ عدَّة، ومعه نلنا الميدالية الفضية في منافسات بطولة "الصداقة" عام 1988 التي أقيمت في دولة "الكويت"».

من مؤلفاته الخاصة بتعليم كرة اليد

وعن مرحلة التدريب الاحترافي في مسيرته الرياضية، قال: «بعد مرور كل تلك السنوات الطويلة من اللعب، والخبرة التي اكتسبتها فيها كلاعب، كان لا بد لي من تقديمها للأجيال الناشئة من أجل رؤية نفسي بهم أولاً، وثانياً لأنني أعدّهم كأبنائي، ويجب توجيههم نحو حب الرياضة وتحقيق الانتصارات الرياضية، فالفوز في الرياضة وخاصةً عند الفئات العمرية الصغيرة، يدفعها نحو تحقيقه في مجالاتٍ أخرى مختلفة، منها تحصيلهم العلمي والمهني، إضافة إلى تحسين سلوكهم النفسي ضمن المحيط والمجتمع الذين يعيشون ضمنه، وسعادتي لا توصف أثناء التدريب، وأشعر بأنني واحدٌ منهم.

بدأت مسيرتي الاحترافية كمدرب بعد خضوعي لعدَّة دوراتٍ تخصصية منها العربية، وكذلك دورات آسيوية خارج "سورية"، لكن أهمها دورة "ليبزك" التي درست فيها لمدة عامٍ كامل موفداً إلى "ألمانيا" عام 2000، وفيها تعرّفت إلى الأساليب العلمية الحديثة فيما يخص علم التدريب بكرة اليد، وذلك منذ مرحلة اللاعب الطفل، وكل ما يتعلق بها نفسياً وجسدياً، وصولاً إلى مرحلة اللاعبين الكبار، وكيفية التغذية والعلاج والدعم النفسي لهم، وبعدها احترفت العمل التدريبي في دولة "البحرين" لمدة تسع سنواتٍ ابتداءً من عام 2002، والبداية كانت مع نادي "النجمة"؛ حيث درَّبت أفراد النادي وحققت معهم المركز الثالث، ثمَّ المركز الثاني في العام الذي تلاه. بعدها انتقلت إلى التدريب في نادي "بربار"، ونال النادي المركز الأول لمدة عامين متتاليين على اختلاف البطولات التي لعبنا فيها، وتلك السنوات من حياتي تعدّ ذكرى جميلة؛ خاصةً وأنا أشاهد من دربتهم قد أصبحوا نجوماً على مستوى عالٍ في بلادهم أو خارجها، وأفضل إنجاز لي كمدربٍ كان مع منتخب سيدات "سورية" عندما أحرزنا كأس البطولة العربية التي أقيمت في "الأردن"، ولكي تصل الفائدة إلى كل محبي هذه الرياضة وممارسيها، فقد قمت بتأليف العديد من "النوط" والكتب المتعلقة بعملية تأهيل المدربين، وتمَّ اعتمادها كمراجع تدريسية لدى وزارة التربية لكوني أعمل محاضراً معتمداً لديها».

ميادة جحجاح

"ميادة جحجاح" لاعبة المنتخب الوطني سابقاً، وعضو مجلس إدارة نادي "الدريكيش"، قالت عن مدربها: «من حسن حظِّنا أنَّ الكابتن "سامر أبو عبيد" قد أشرف على التدريب في النادي لمدة عام واحد آتياً من "حمص"، ومعه حققنا مركز وصافة دوري السيدات عام 2017، شخصياً عاصرته كمدربٍ في المنتخب الوطني، كنَّا نراه أباً وأخاً وصديقاً لنا، عدا كونه مدرِّبنا، وابتسامته ومعاملته المهذبة من أبرز صفاته الطيبة، وخبرته الواسعة وأسلوبه المميز في التدريب، يجعل اللاعبين يشعرون وكأنهم يعيشون مع عائلاتهم، وهذا انعكس على النتائج الإيجابية التي حققها نادينا بقيادته، وأجمل سنوات حياتي تلك التي قضيتها كلاعبةٍ تحت قيادته في المنتخب الوطني، والبطولات التي حققناها معه، باختصار إنه علامة فارقة في تاريخ رياضة كرة اليد في "سورية"».

"هاني سيد سليمان" الذي يعمل مدرِّباً لفئة الذكور في نادي "الكرامة"، عنه يقول: «عرفت المدرب "سامر أبو عبيد" منذ أن بدأت ممارسة كرة اليد عام 1985 كلاعب في فئة الأشبال، حينئذٍ كنت أنظر إليه كمعجبٍ بأدائه المميز الذي كان يقدِّمه، ثم لعبت معه لسنواتٍ عدة ضمن فريق الرجال في نادي "الكرامة"، وأشرف لاحقاً على تدريبي مع زملائي، والرياضة كانت وما زالت الأساس في حياته، وأهم ما يميزه نجاحه في تدريب الفئات العمرية الصغيرة، لأنَّه مؤمنٌ بأنَّ البناء الجيد يبدأ من التأسيس الصحيح، وهذا ما يقدِّمه لهؤلاء الصغار من اللاعبين، إن كان من ناحية التدريب الفني العالي الذي يبرع فيه، أو من خلال العلاقة الأبوية التي يخصُّهم بها، وأكثر من ذلك متابعته لأمورهم المتعلقة بحياتهم الخاصة، إن كان من الناحية الدراسية، أو التغيرات النفسية التي تطرأ عليهم في مرحلة المراهقة».

يذكر، أنَّ "سامر أبو عبيد" من مواليد "حمص" عام 1966، متزوج ولديه ثلاثة أولاد.