موهبة بالفطرة، اخترقت المستحيل وتحدّت كل الصعاب، لتكون من أهم اللاعبات في فرق كرة اليد التي لعبت معها، وتنقل ما تحمله من طاقة كمدرّبة لفريقها ليحقق العديد من الإنجازات.

التقت مدونة وطن "eSyria" بطلة ومدرّبة كرة اليد "إيمان سلامة" لتحدثنا عن انطلاقتها ومسيرتها في مجال الرياضة، قائلة: «بدأت انطلاقتي الرياضية، مذ كنت بعمر العاشرة؛ من خلال مشاركتي بجميع البطولات المدرسية في "دير عطية" فريق "ريف دمشق"، تربيت في جو أسري يعشق الرياضة على الرغم من أن والدي لم يكن رياضياً، إلا أنه كان الداعم الأول لي ولإخوتي، حيث إن إخوتي كذلك مهتمون ولاعبون رياضيون، ومن خلال مشاركاتي الرياضية حققت العديد من الإنجازات، ثم انتقلت مع فريقي إلى البطولات على مستوى المحافظة، وانتقلنا إلى البطولات على مستوى القطر.

كان دور أسرتي محفزاً ومشجعاً مع أن زوجي ليس رياضياً، إلا أنه كان محفزاً دائماً، فكنت على الرغم من حملي لا أتأخر عن السفر لحضور البطولات المدرسية، حيث كنت أضطر للسفر لعدة أيام لمرافقة فريقي، وكنت آخذ أبنائي للتدريب معي، والآن ولدي "كريم" يتدرب هو وأختاه "إيفا" و"نور" على رياضة كرة اليد

عند تأسيس فريق "دير عطية" كنت أحد أعضاء فريق كرة السلة الذي قمنا بتأسيسه تحت إشراف المدرب "عمر الحرفي"، فشاركنا ببطولات الدرجة الثانية، لننتقل إلى مصاف الدرجة الأولى، ومن خلال تميزي بالبطولات المدرسية والأندية، تمَّت دعوتي للعب مع المنتخب السوري، فمثّلنا منتخب "سورية" في الكثير من البطولات، وعند حصولي على الثانوية العامة التحقت بمعهد التربية الرياضية في "حمص"، وكان عليَّ نقل كشفي الرياضي من "دير عطية" إلى محافظة "حمص"، وكان الأمر غاية في الصعوبة، وخصوصاً أنني عينت بوظيفة في "حمص"، فكان للمدرب "سامر أبو عبيد" دور إيجابي بوجودنا أنا وأختي "سماهر" في نادي "الكرامة"، فحققنا العديد من البطولات الدورية، ثم استدعينا إلى فريق المنتخب السوري مع الكابتن "سامر أبو عبيد" للمشاركة في البطولات التي حصلت في كرة اليد، حيث كان "أبو عبيد" مدرب فريق "الكرامة" والمنتخب السوري معاً، وكنا في الفريق الوطني ثماني لاعبات من فريق "الكرامة"؛ ست لاعبات من الأساسيات في الفريق، ويعود ذلك إلى التدريب المميز والمتقن للكابتن "أبو عبيد"».

اللاعبة إيمان سلامة مع فريقها في مدرسة جميل سرحان

وعن الإنجازات الرياضية التي شاركت بها، قالت: «شاركنا ببطولات الأندية العربية في "الأردن" ودورة "اليرموك" في "إربد" عام 1999، وحصلنا على كأس الجمهورية من عام 1996 حتى عام 2000، حيث سيطر فريق "الكرامة" ناشئات على بطولة الجمهورية لعدة سنوات، لكننا توقفنا لمدة 6 أعوام من عام 2000 حتى عام 2006، بسبب سفر مدرب الفريق "أبو عبيد" خارج "سورية"، ثم استعدنا نشاطنا وحيويتنا عند عودته عام 2006، وأحرزنا بطولة الدوري.

شاركت في العديد من المعسكرات والدورات التدريبية، منها التحضير للدورة العربية في "الأردن" عام 1998-1999، ودورة "اليرموك" الدولية ككابتن للفريق المشارك ولاعبة، فحصلنا على الكأس، ثم اعتزلت اللعب كلاعبة واكتفيت بالتدريب، وبدأت أقوم بدوري في تدريب الفرق المدرسية لكوني مفرغة بشعبة التدريب والبطولات في مديرية تربية "حمص"، فشاركت في البطولات المدرسية عامي 2004-2005، وقد شاركت هذا العام بفريقي المدرسي وأحرزنا المركز الثاني على مستوى محافظة "حمص"، على الرغم من قلة التدريب في المدارس، وحالياً افتتح فريق "الكرامة" مركزاً جديداً للصغيرات سأقوم بتدريبهن».

المدرب سامر أبو عبيد

وعن تأثير الأزمة في مسيرتها، قالت: «كان تأثير الأزمة كبيراً بالرياضة، حيث شاركنا عام 2011 ببطولة مركزية بكرة اليد في الحلقة الأولى، حيث سافرنا إلى "إدلب" قبل الحرب على "سورية" بشهرين فقط، فتأهلنا إلى البطولة النهائية بالدورة التمهيدية، لكننا بسبب الأحداث توقفنا لمدة عامين، حيث امتنع الأهالي عن إرسال أولادهم بسبب الأحداث إلا نادراً إلى التدريب، حيث كنا نلتزم بالدوام على الرغم من الرصاص والقذائف، واستمر ذلك حتى عام 2015، حيث عاد الأمان جزئياً، فعاود الأهالي لإرسال أبنائهم؛ وهو ما أعطانا حافزاً للتدريب والعطاء أكثر فأكثر، فكنا نكثف التدريب صباحاً ومساءً».

وتناولت دور أسرتها، قائلة: «كان دور أسرتي محفزاً ومشجعاً مع أن زوجي ليس رياضياً، إلا أنه كان محفزاً دائماً، فكنت على الرغم من حملي لا أتأخر عن السفر لحضور البطولات المدرسية، حيث كنت أضطر للسفر لعدة أيام لمرافقة فريقي، وكنت آخذ أبنائي للتدريب معي، والآن ولدي "كريم" يتدرب هو وأختاه "إيفا" و"نور" على رياضة كرة اليد».

اللاعبة لمى الشمعة

مدرب منتخب "سورية" للسيدات بكرة اليد "سامر أبو عبيد" مدرب وصديق البطلة، قال: «تعود معرفتي بـ"إيمان" إلى طفولتها، حيث التحقت بنادي "الكرامة" الذي كنت مدرباً فيه، فعاصرت جميع البطولات التي حصلنا عليها على صعيد سيدات وناشئات "الكرامة". عند قدومها هي وأختها "سماهر" من "دير عطية"، عملت على استقطابهما لفريق "الكرامة"، وحصلنا خلال وجودها ضمن الفريق على كأس الدوري أربع مرات، وكأس الجمهورية أربع مرات، وأخذنا المركز الأول في دورة "اليرموك" التي أقيمت في "الأردن"، بمشاركة أندية من "مصر" و"العراق" و"الأردن"، وتربطني مع اللاعبة علاقة اجتماعية وعائلية لكون زوجتي رياضية كذلك. أما عن أخلاقها الرياضية، فهي قمة بالعطاء والأخلاق، وهذه نظرة جميع من حولها لها لأنها تستحق كل تقدير».

بطلة الجمهورية لعدة رياضات وصديقة اللاعبة "لمى الشمعة" تحدثت عنها قائلة: «تتميز اللاعبة "إيمان سلامة" بأخلاقها الرياضية العالية، وإنسانيتها وعملها الدؤوب، فلا مقياس للإنسان أفضل من عمله، فحين ابتعدت عن اللعب لأسباب عائلية طالب متابعو رياضة كرة اليد أن تعود عن قرارها، لتعود لصنع الأبطال، لكونها مدرّسة رياضة، وهي مشاركة دائمة بكل الألعاب عن طريق الفرق التي تقوم بتدريبها ولكونها حكماً».

يذكر، أن اللاعبة "إيمان سلامة" من مواليد "دير عطية" عام 1973، مقيمة في "حمص".