باجتهادٍ وإصرارٍ عالٍ، استطاع الوصول إلى مرحلة متقدمة في فن "البيتبوكس" بالتدرّب يومياً لمدة تفوق 14 ساعة؛ وهو ما ميّزه أيضاً في مجال كرة اليد، لينتقل ضمن مدة قصيرة من حارس إلى لاعب دفاع أساسي ويصبح أحد أبطال الجمهورية ضمن فريقه.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 أيار 2019، التقت "عبادة الباشا" ليتحدث عن رحلته مع فن "البيتبوكس"، فقال: «بدأت تعلّم "البيتبوكس" قبل ثلاث سنواتٍ، فهو فن تقليد أصوات الآلات الموسيقية بواسطة الفم، حبُّ التميز دفعني إلى اختياره؛ لأنه فن مدفون في عالمنا العربي، وعملتُ على إظهاره أمام المجتمع وتدريسه، كانت البداية صعبة جداً بسبب عدم تقبل المجتمع لهذا النوع من الفن، استطعت التعرّف إلى مبادئه وطرائق التطور فيه عن طريق "اليوتيوب"، فبدأت التدرّب ووصل بي الأمر إلى أنني لم أخرج من غرفتي لمدة أربعة أشهر، كنت أتدرّب يومياً تدريباً مكثفاً لمدةٍ تتجاوز الـ14 ساعة، فاستطعت الوصول إلى مرحلةٍ متقدمة، قمت بتأسيس مجموعة على تطبيق (الواتس آب) لتكون أكبر مجموعة تجمع عازفي "البيتبوكس"، فوصل عدد أعضائه إلى 52 شخصاً؛ كنت مشرفاً عليه بمساعدة صديقين لي، عندها دُعيتُ من قبل معهد "سولو" في مدينة "حمص" لتدريب "البيتبوكس"، فكان أول معهد لتعليمه في "سورية"، كانت فكرة جديدة كلياً وغريبة فحصدت الكثيرين من المتدربين المحبين للفن، إلا أنني توقفت عن التدريب بسبب رفضي لتقاضي المال مقابل محاولة إشهار فن مدفون، فشاركت بالكثير من البطولات الودية في الوطن العربي عن طريق مواقع الإنترنت، كنت حكماً ومتسابقاً فيها، وحصلت على العديد من المراكز والألقاب، كان منها "أفضل معلم بيبتوكس" في الوطن العربي، شجعني على الاستمرار وتجاوز جميع الصعوبات، والدي كان يدفعني إلى تجاهل جميع التعليقات والآراء السلبية والتمسك بالتدريب والتطور، إضافة إلى صديقي "عبد الله" الذي عرّفني بالفن وشجعني على التمسك به، فالمجتمع لم يستطع أبداً تقبل فكرة أن "البيبوكس" فن، إضافة إلى محاولاتنا التي باءت بالفشل لمحاولة إقناع نقابة الفنانين بأن تعترف بـ"البيتبوكس" على أنه فن كأي نوعٍ آخر، إلا أنني أعمل جاهداً لتثبيته كفن ومحاولة زيادة عدد العازفين ضمن مدينة "حمص"».

بدأت التدرّب بعمر 5 سنوات، كنت ملتزماً بحضور جميع التدريبات والمباريات في الملعب المجاور لمنزلنا، فشاهدني الكابتن "سامر أبو عبيد" ودعاني للانضمام إلى الفريق والتدرب، فشاركت بالعديد من البطولات، منها: (جميع بطولات المدارس المقامة على مستوى "حمص" و"سورية"، الدوري العام للأشبال، الدوري العام للناشئين، الدوري العام للرجال)، أحرز الفريق خلال هذه البطولات العديد من المراكز المتقدمة، فكنت مؤهلاً لأنضم إلى فريق المنتخب الوطني لكرة اليد، لكن التزامي بالتدرب بـ "البيتبوكس" منعني من الاستمرار

ويتابع متحدثاً عن حبه لرياضة كرة اليد، ويقول: «بدأت التدرّب بعمر 5 سنوات، كنت ملتزماً بحضور جميع التدريبات والمباريات في الملعب المجاور لمنزلنا، فشاهدني الكابتن "سامر أبو عبيد" ودعاني للانضمام إلى الفريق والتدرب، فشاركت بالعديد من البطولات، منها: (جميع بطولات المدارس المقامة على مستوى "حمص" و"سورية"، الدوري العام للأشبال، الدوري العام للناشئين، الدوري العام للرجال)، أحرز الفريق خلال هذه البطولات العديد من المراكز المتقدمة، فكنت مؤهلاً لأنضم إلى فريق المنتخب الوطني لكرة اليد، لكن التزامي بالتدرب بـ "البيتبوكس" منعني من الاستمرار».

"عبادة" و"صهيب" يعزفان ضمن إحدى الحفلات

"سامر أبو عبيد" مدرّب كرة اليد في منتخب "سورية" وفريق "الكرامة" تحدث عنه فقال: «إن أي لاعب من خلال التدرب بإمكانه الوصول والنجاح، إلا أن "عبادة" كان لاعباً مميزاً لامتلاكه خامة فريدة جداً، فهو موهوب وباستطاعته النجاح في أي مجال، كان مثابراً على التدرب باستمرار، يمتلك طموحاً للمشاركة في جميع البطولات المقامة على مستوى الجمهورية، حيث بدأ اللعب كحارس مرمى، ثم انتقل خلال مدةٍ قصيرة إلى لاعب (ساعد أيمن) ولاعب جناح، عانينا صعوبات كان منها عدم وجود بطولات رسمية خلال فترة الحرب على "سورية"، استعضنا عنها بالمباريات الودية مع العديد من الأندية، "عبادة" لاعب متميز كان مرشحاً ليصبح أحد لاعبي المنتخب الوطني للرجال، خلال هذه المدة اتجه إلى عزف "البيتبوكس"، أنا فخور به ومعجب بعزفه حتى إن لاعبين من فريقي يتدربون عنده».

"صهيب مصطفى" عازف "بيتبوكس" وصديق "عبادة" تحدث عن معرفته به قائلاً: «عن طريق المصادفة بدأنا التدرّب لعزف "البيتبوكس" في الوقت ذاته، كان متميزاً بإصراره على الاستمرار بالتدرّب والتعلّم على الرغم من جميع الانتقادات الموجهة له، ففن "البيتبوكس" ينقسم إلى قسمين: "تكنيك"، و"ميوزكلتي"، كما يختلف من شخص إلى آخر حسب الأحبال الصوتية ونوعية التدريب، تميز "عبادة" بأصوات (الحلق)، إضافة إلى سرعته وأدائه العالي في التكنيك، كوّنا أنا و"عبادة" (ديو) وشاركنا بالكثير من الحفلات التي أقيمت في المسارح والمركز الثقافي، منها مشاركتنا مع منظمة "الأمم المتحدة UN" في عيد الميلاد المجيد».

صهيب مصطفى

بقي أن نذكر، أن "عبادة الباشا" من مواليد محافظة "حمص"، عام 1999.

المدرب سامر أبو عبيد