صارعَ الفقرَ، وقهرَ الصعاب بإرادةٍ وتصميمٍ حقيقيّ لتحقيق ذاته، واستغل الوقت وتدرب ليمتلك أدواته، حتى أصبح بطلاً للجمهورية في الملاكمة عن وزن زائد 91 كغ منفرداً، ونتيجة ظروف خارجة عن إرادته تحوّل إلى "الكيك بوكسينغ" ونال بطولة الجمهورية.
مدونةُ وطن "eSyria"، التقت بطل الملاكمة "قيس محفوض" بتاريخ 26 حزيران 2019، ليحدثنا عن بداية ميوله الرياضية ودراسته قائلاً: «نشأت في عائلة مكونة من ستة عشر فرداً، أبي موظف وأمي ربّة منزلٍ في قرية خالية من وسائل الترفيه ورفد المواهب، إلا من الطيبة والعطاء كالأرض التي عملت بها، وحطّمت الصخور فيها منذ يفاعتي لأشقّ المستحيل وأحقق حلمي كملاكم، فبدأت التدريب في محافظة "حماة" البعيدة 60 كم عن قريتي عام 1998 حتى 1999، وكان مدربي البطل الدولي "محمد سليمان اليوسف".
أعرفه منذ عام 1998، حين التقينا في نادي "الجلاء"، فهو البطل الوحيد في "سورية" في وزن 91 كغ، وحقق الكثير من الجوائز الذهبية، ومع ذلك لم تسنح له الفرصة ليحقق ذاته، ولم ينل الاهتمام اللازم، ورغم كلّ ذلك يواصل تدريبه ويقهر اليأس، فقد تحول من الملاكمة إلى لعبة الكيك بوكسينغ وحقق الذهب رغم كل الضغوط حوله، هو خامةٌ لن تتكرر بسهولة فرغم تقدمه بالعمر ما زال يتمتع بقلبِ شابٍ صغير، وهذا دليل على قوته البدنية وإرادته الصلبة
في عام 2000 تابعت التدريب في "دمشق"، وهناك تدربت على يد المدرب والبطل الدولي "ياسر شيخان"، والمدرب "حسين غصون ". ولم أكمل دراستي بعد أن تركت المعهد الرياضي في "اللاذقية"، لأنّني تطوعت في الخدمة العسكرية»..
وعن بطولاته يحدثنا قائلاَ: «شاركت بأول بطولة لـ"سورية" بوزن 91 عام 2002، وحافظت على نيل الذهبية أو الفضية منذ ذلك العام حتى عام 2018، ونلت عام 2010 ثلاث ذهبيات في بطولة الوزن الزائد 91كغ، وغيرها الكثير من البطولات. وبعدها تمّ إقصائي وإنهاء تفريغي لمصلحة نادي "الجيش"، وإعادتي لمقر عملي، نتيجة ضغوط كبيرة مُورست عليَ وتفضيل شاب بعمر أقل مني سناً، ثمّ انضممت لأسرة الكيك بوكسينغ، وبدأت من الصفر معها، ولكن بنيتي الجسدية وقدرتي على الاستيعاب السريع وحبي لإثبات الذات من جديد كانت دافعي للتميز، حيث حصلت على ذهبية في "كازاخستان" عام 2019، إنّ تاريخي الرياضي الطويل الذي يمتدّ لما يزيد عن 22 عاماً من العطاء والتفوّق لم يشفع لي، وأنا كملاكم أتدرب في الشوارع أو في البيت، أو في حديقة "تشرين"، وأتمنى على القيادة الرياضية احترام اللاعب والمواهب وفسح المجال ليحققوا البطولات، فلدينا طاقات كبيرة تحتاج لتدريبٍ وتأهيلٍ في صالات خاصة، فالتفوق الرياضي يحتاج لمقومات كثيرة، أهمها توفير الراحة للرياضي حتى يحقق الإنجاز».
الملاكم البطل "محمد حسن" تحدث عن "قيس محفوض" قائلاُ: «أعرفه منذ عام 1998، حين التقينا في نادي "الجلاء"، فهو البطل الوحيد في "سورية" في وزن 91 كغ، وحقق الكثير من الجوائز الذهبية، ومع ذلك لم تسنح له الفرصة ليحقق ذاته، ولم ينل الاهتمام اللازم، ورغم كلّ ذلك يواصل تدريبه ويقهر اليأس، فقد تحول من الملاكمة إلى لعبة الكيك بوكسينغ وحقق الذهب رغم كل الضغوط حوله، هو خامةٌ لن تتكرر بسهولة فرغم تقدمه بالعمر ما زال يتمتع بقلبِ شابٍ صغير، وهذا دليل على قوته البدنية وإرادته الصلبة».
يذكر أنّ الملاكم "قيس محفوض" من مواليد "عين الكروم" العام 1982.
