كتبَ الشعرَ، وبرعَ في النقد، وعشقَ المسرحَ ليكونَ الممثل والجامعَ لتاريخ "حمص" المسرحي، ولما ضاقَ به الوطن، حطّ رحاله في "الإمارات العربية"، ليسطّر تاريخاً مشرّفاً في الإعلام والنقد، ويكون رئيس تحرير إحدى المجلات ومشاركاً بتأسيس صحفٍ أخرى.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الأديب "هيثم يحيى الخواجة" بتاريخ 28 أب 2019، ليحدثنا عن بداية انطلاقته الإبداعية، قائلاً: «في العقد الأول من عمري حضرتُ مسرحيةً من تأليف الشاعر والمؤرّخ "رضا صافي" مثّل فيها أخي الكبير "عبد الخالق"، فدهشت وسألت وتساءلت، و كان أخي الكبير "دريد" الذي اصطحبني لحضور المسرحية يجيب عن أسئلتي بتفصيل وسعادة، وعندما كنت في الصف الخامس شاركت في مسرحية عنوانها "ثورة حمص" التي نفذتها مدرسة "سيد قريش" من تأليف وإخراج "محمود الملوحي"، ونلتُ من خلال عرضها في مهرجان المسرح المدرسي جائزةَ أفضل ممثلٍ مناصفةً، وفي المرحلة الإعدادية شاركت في مسرحية كتبها الشاعر والنحوي الكبير "محيي الدين الدرويش"، وكانت بعنوان "يوسف العظمة"، وفي هذه الفترة كتبت مسرحية مدرسية واحدة، كما بدأت أكتب بعض القصائد دون معرفة بالأوزان، وفي المرحلة الثانوية ازداد عشقي للمسرح، فقد انتسبت لـ"نادي الخيام"، وشاركت في مسرحية "ولادة" لرائد المسرح السياسي آنذاك "فؤاد سليم"، الذي اشتهر بمسرحية "عمر المختار"، ومسرحية "طيف المتنبي"، وقد دام عرض مسرحية "ولادة" على مسرح سينما "الزهراء" ثلاث ساعات، ومثّلت فيها دورين الأول "أرماندو"، والثاني "ابن جهور"، ثمّ انتقلت إلى نادي "دوحة الميماس"، فعملت مع الممثل والمخرج "محمود طليمات"، والمخرج "محمود حمدي" من خلال مسرحية "الجدران القرمزية" من تأليف الكاتب المسرحي "فرحان بلبل" عام 1968، إضافة لمسرحيات أخرى أخرجها "محمود طليمات"، وقد توقفت عن العمل بالتمثيل بعد دخولي الجامعة عام 1969».

ما كتبته في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية لم يكن ناضجاً، وفي المرحلة الثانوية ركزت على كتابة الشعر، وكان "فرحان بلبل" يوجهني ويصحح مساراتي الفنية في قرض الشعر المسرحي من خلال رسائله الجميلة وملاحظاته السديدة، وكذلك أخي الناقد والقاصّ الدكتور "دريد يحيى الخواجة"، وأول كتاب ألفته هو كتاب "حركة المسرح في حمص" (1860-1979) الذي صدر عام 1985، والثاني ثلاث مسرحيات للأطفال هي "القاضي الصغير"، "القطة السوداء"، "الفرسان الثلاثة " الذي صدر عام 1990، إنّ كتاب حركة المسرح في "حمص" هو الأول من نوعه، كونه يؤرخ لأول مرة لتاريخ المسرح في "حمص" دون إغفال الرؤية النقدية، وربط هذه الحركة بالمسرح "السوري" بخاصة، وهذا ما منحه أهمية كبيرة وغدا مصدراً لكثير من الكتب التي كتبت عن المسرح بعد صدوره

وتناول تجربته في الكتابة والإبداع، قائلاً: «ما كتبته في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية لم يكن ناضجاً، وفي المرحلة الثانوية ركزت على كتابة الشعر، وكان "فرحان بلبل" يوجهني ويصحح مساراتي الفنية في قرض الشعر المسرحي من خلال رسائله الجميلة وملاحظاته السديدة، وكذلك أخي الناقد والقاصّ الدكتور "دريد يحيى الخواجة"، وأول كتاب ألفته هو كتاب "حركة المسرح في حمص" (1860-1979) الذي صدر عام 1985، والثاني ثلاث مسرحيات للأطفال هي "القاضي الصغير"، "القطة السوداء"، "الفرسان الثلاثة " الذي صدر عام 1990، إنّ كتاب حركة المسرح في "حمص" هو الأول من نوعه، كونه يؤرخ لأول مرة لتاريخ المسرح في "حمص" دون إغفال الرؤية النقدية، وربط هذه الحركة بالمسرح "السوري" بخاصة، وهذا ما منحه أهمية كبيرة وغدا مصدراً لكثير من الكتب التي كتبت عن المسرح بعد صدوره».

الأديب الناقد محمد بري العواني صديق الأديب

وعن تجربته في التمثيل، قال: «برزت موهبة التمثيل لدي خلال مشاركتي في مهرجان المسرح المدرسي، ومشاركتي بمسرحية "ثورة حمص"، وكان دوري في المسرحية "أم خيرو الشهلا" الرجل الثائر الذي قتل المتصرف الفرنسي، وقد استطعت أن أحرك مشاعر الجمهور حيث صفق لي كثيراً، بعد ذلك شاركت في مدرسة "الميتم الإسلامي" بمسرحيتين من تأليف أخي "دريد" أذكر اسم واحدة "اليتيم"، وفي المرحلة الإعدادية تابعت عملي في التمثيل، ثمّ في المرحلة الثانوية شاركت بمسرحيات عدة، ولا أنكر هنا فضل أخوي "عبد الخالق"، و"دريد" في تشجيعي، والأخذ بيدي، وتثقيفي بهذا الفن، ويضاف إلى ذلك الخبرة العملية التي حصلتها من خلال انتسابي إلى فرقة "حمص "، حيث التقيت بعمالقة المسرح آنذاك مثل "مراد السباعي"، "محمود طليمات"، "ماهر عيون الود"، ومن خلال انتسابي إلى الأندية الفنية مع "فؤاد سليم"، و"محمود حمدي"، و"محمود طليمات"، و"فوزي السيد" وغيرهم».

وعن تجربته في فن النقد، قال: «النقد إبداع آخر، فهو يفتق مفاصل الإبداع، وينير على المزهر فيه، ويدعم الإبداع ويطوره، ويساعد المتلقي على التغلغل في أعماق العمل الأدبي، النقد موهبة قبل أن يكون دراسة، ودور الدراسة الأكاديمية في هذا المجال المزيد من الصقل والتمكّن والمعرفة، وقد وصلت اليوم كتبي إلى مئة كتاب في أدب الأطفال وأدب الكبار والنقد، وسأقتصر هنا على ذكر بعض إصداراتي المسرحية والنقدية: "الرجل الذي لم يفقد ظله" وهو مسرحيتان مونودراما عام 1991، "أسلاك الجمر" مسرحيتان 1995، "الصوت المسافر" مسرحية 1997، "ملامح الدراما في التراث الشعبي" 1997، "الشبكة مسرحية" 1991، "شهيق الحلم" مسرحية عام 2000، "إشكالية التأصيل في المسرح العربي"، دراسة عام 2000، "محاور في المسرح العربي" 2003، "العرض والنص المسرحي الإماراتي" دراسة عام 2003، "أوراق في النقد .. دراسة الظل والبديل" مسرحية 2005، "أطياف من المسرح العربي" دراسة 2007، والكثير الكثير».

الأديب "محمد بري العواني" تحدث عن تجربة "الخواجة"، قائلاً: «الأديب الناقد "هيثم يحيى الخواجة" أديب متعدد الاتجاهات، فقد كتب مسرحيات وقصصاً للأطفال فازت معظمها بجوائز في "الإمارات العربية المتحدة"، وهو باحث في التاريخ المسرحي الحمصي، وله كتاب مهم هو "حركة المسرح في حمص".

غير أنّه اتجه نحو النقد المسرحي، وأصدر عدة كتب في "سورية"، و"الإمارات العربية المتحدة"، أما عن دوره العملي فقد تجلى في تحرير مجلة "رأس الخيمة" التي حوّلها من مجلة إعلانية إلى مجلة أدبية، كما شارك في تأسيس مجلات مهمة مثل مجلات "الرافد"، و"نخيل"، و"الملتقى الأدبي"، و"شؤون ثقافية"، وأسهم في تحريرها أدباء إماراتيون، وسوريون، ومصريون.

والمتابع لنشاط الدكتور "الخواجة" يعجب لكميات الإصدارات الإبداعية، والإسهام في فعاليات احتفالية كالمهرجانات، ولجان التحكيم وغير ذلك، مما له علاقة بالإبداع الأدبي والمسرحي والقصصي والنقدي، ومما له دلالته في هذا الكم الكبير من الإصدارات ما يشير إلى اهتمام الدكتور "الخواجة" بالتوثيق للمبدعين والاتجاهات والحركات الأدبية والفنية، خاصة تأصيل المسرح العربي، ودراسة الظواهر الاحتفالية الشعبية العربية التي تتضمن في بناها الفنية إرهاصات درامية».

يذكر أنّ الأديب "الخواجة " من مواليد "حمص" عام 1949.