يعتبر واحداً من أهم أعلام اللغة العربية، حيث ساهم في إنجاز العديد من الكتب المدرسية، وكان الموجه والمنسق للغة العربية في محافظة "حمص"، والمدّرس في العديد من المدارس والمعاهد والجامعة، والحائز على العديد شهادات التكريم.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المربي "نزار بدور" بتاريخ 9 كانون الأول 2019، ليحدثنا عن مسيرته، فقال: «نشأت في بيئة ريفية كادحة مفرداتها حيثيات الطبيعة، وقيم التربية البيتية التي هي جزء من التربية المجتمعية التي فطرنا عليها جميعاً، كان للدفء الأسري دور كبير في تعزيز معنى الحضور في مسار الحياة، حيث كان والدي معلماً وشغوفاً بالعلم وصديق المعرفة ومحبّ للكتاب. في المرحلة الدراسية كان التحفيز من قبل البيت والمعلمين، لما لدي من مهارات وما يرونه من نباهة في العلم والتحصيل، ولا سيّما في مجال الأدب وفطنة التفكير، وذلك من خلال الحوار والتساؤلات المتعددة حول قضايا كانت تبدو كبيرة قياساً بمرحلتي العمرية، حيث كانت شرفات العمر العقلي لدي تتجاوزها في أغلب المناسبات الوطنية والاجتماعية والقومية، ولي مشاركات فيها من حيث الإلقاء وكتابة بعض الخواطر، والمشاركة في بعض الندوات على مستوى المدارس.

برز في عمله كمدرس للغة العربية، فكان عاشقاً لهذه اللغة، ليختار عضواً في لجنة تأليف منهاج اللغة العربية في وزارة التربية، وعضواً في لجنة المعايير التربوية، يكتب في صحيفة العروبة المحلية منذ ثلاثين عاماً، وقد عرفناه محاضراً في مواضيع اللغة العربية في المراكز الثقافية والنوادي الثقافية، حيث يمتاز الخطاب الثقافي لديه بالجزالة اللغوية والمعاني العميقة والخيال الخصب والثراء اللغوي

حصلت على الثانوية العامة عام 1979، وبما أنّني وجدت في قسم اللغة العربية ما يحاكي ميولي واتجاهاتي والبيئة التي نشأت فيها أيضاً، فكانت هدفي، وقد انتخبت في المرحلة الجامعية كرئيس لهيئة إدارية في الاتحاد العام لطلبة "سورية" فرع "حمص"، وحصلت على الإجازة باللغة العربية عام 1984، ثم على الدبلوم عام 1993».

الروائي الإعلامي عيسى اسماعيل

وتابع حديثه عن مسيرته المهنية، قائلاً: «في عام 1989 تقدمت لمسابقة مديرية التربية في "حمص"، لأحصل على المرتبة الأولى، لأعينَّ في محافظة "حمص" مباشرة، حيث درّستُ لمدة 12 سنة الثالث الثانوي في مدرسة "نظير نشيواتي"، وقبلها عدة مدارس إعدادية، وكذلك في معهد الصناعات التطبيقية إضافة للتدريس في الثانوية، وقمت لمدة 10 سنوات بإلقاء محاضرات فكرية وسياسية، وتابعت منذ عام 1983 وبشكل أسبوعي نشر مقالاتي في بعض الصحف مثل: "العروبة"، و"البعث"، و"الثقافة الأسبوعية"، و"المحرر"، ومجلات "بناة الأجيال" و"المعلم العربي" ودراسات نقدية وسياسية. ودرّستُ في الجامعة ما يقارب 17 عاماً من خارج الملاك لطلاب كلية التربية، وفي المعهد العالي للغات في "حمص" لطلبة الماجستير التربية العملية».

وعن مشاركاته، قال :«شاركت بالمعايير الوطنية، حيث كنت واحداً من 10 مدرسين على مستوى القطر، في معايير اللغة العربية ضمن جزأين، المعايير ووثيقة المؤلف، وقد شاركت بتأليف تسعة كتب لغة عربية مع زملائي، ما بين 2006 حتى 2016، وقدمت على قناة "التربوية السورية" عام 2005 برامج تعليمية للثالث الثانوي بفرعيه، وندوات تربوية، وكان لي مشاركة ببرنامج "إلى أهلنا في الجولان" على القناة الثانية، وقدمت العديد من المحاضرات في المراكز الثقافية في مدينة "حمص" وريفها، وكنت عضواً في لجنة "تمكين اللغة العربية" الفرعية في "حمص"، وقد تم ترشيحي كعضو على مستوى اللجنة المركزية للتمكين للغة العربية، وشاركت بتحكيم العديد من الأعمال الأدبية والنقدية والإبداعية مع اتحاد الكتاب العرب، ومع بعض الفعاليات الأخرى في المحافظة، وأعمل حالياً موجه ومنسق مادة اللغة العربية في محافظة "حمص"».

صديق بدور ورفيق دربه خالد زغريت

أما عن التكريم الذي حصل عليه، فقال: «حصلت خلال مسيرتي على العديد من شهادات التقدير، منها: من وزير التربية "علي سعد" في التعليم ما قبل الجامعي لإنجاز المعايير الوطنية، وشهادات تقدير من محافظ "حمص" السابق واللاحق، وكذلك حصلت على شهادات مشاركة من جامعة "البعث" لمشاركتي العلمية بأبحاث ضد العنف ولا سيّما ضد الأطفال، وشهادة مشاركة علمية من المعهد العالي للغات في جامعة "البعث"، لمشاركتي ببحث حول اللغة العربية ودورها الحضاري».

وعن الجانب الإنساني في مسيرته، فقال: «لي دور توعوي عام 2014، حيث قدمت محاضرات في قيمة المحبة بين الناس والتراحم وجماليات الإنتماء إلى معنى الوطن والمواطنة والتجديد، من خلال العمل في مدرسة "الأندلس" ضمن البرنامج الوطني على مستوى المحافظة، للتأهيل في مواجهة الأزمة، وقدمت العديد من المحاضرات حول المناهج المطورة للمدرسين في مراكز اعتمدت من قبل مديرية التربية في "حمص"، وقدمت العديد من محاضرات تمكين اللغة العربية للمعلمين والإدارات لما يخدم اللغة العربية كمعارف وخبرات ومهارات وقيم، وأقوم منذ عام 2010، بإعطاء دورات ترتبط بطرائق التدريس والتمكين للغة العربية والتعلم النشط والدعم النفسي».

شهادة تقدير منحة لبدور من قبل وزارة التربية

وتناول مسيرته الأديب الروائي "عيسى إسماعيل"، قائلاً: «برز في عمله كمدرس للغة العربية، فكان عاشقاً لهذه اللغة، ليختار عضواً في لجنة تأليف منهاج اللغة العربية في وزارة التربية، وعضواً في لجنة المعايير التربوية، يكتب في صحيفة العروبة المحلية منذ ثلاثين عاماً، وقد عرفناه محاضراً في مواضيع اللغة العربية في المراكز الثقافية والنوادي الثقافية، حيث يمتاز الخطاب الثقافي لديه بالجزالة اللغوية والمعاني العميقة والخيال الخصب والثراء اللغوي».

أما الأديب "خالد زغريت" فتحدث عن تجربة "بدور" قائلاً: « قلّة من حملة رسالة التعليم يشبهون من تألق بعصامية علمه وتكوينه الإنساني وهيامه بطهر رسالته، كان يجعل طلبته يحسون أنّ مقاعد الدراسة الخشبية تتراقص فيها أوراق الشجر، لشدة غبطتهم بفيض علمه وألق أسلوبه، وفرادة بلاغة تواصله وحنوه الأبوي، انتقل إلى التوجيه الاختصاصي فحمل عبء تفريد تطور منهجه التوجيهي، فأعاد حضوره دروس زملائه إلى ميدان توهج العلم والحوار، ولتميزه انتقاه بعض ذوي الضمير العلمي الحي، ليكون من الرواد الأوائل لبناء المعايير الوطنية للمناهج المدرسية، شهادتي به مجروحة لكثرة تزاملنا في التوجيه والتأليف وجلسات الحوار، لكن هي زمالة وصداقة ومحبة ولدت من رحم العلم والأدب والعمل الراقي، هي من أقامت الروابط بيننا. كان له تفرد ألقه الإنساني في التغني بالمبدعين والمميزين والعلماء، فلا تأخذه غيرة ولا نرجسية، يتدفق منتشياً في إجلالهم وتقديرهم، وتلك مزية تندر في زماننا، كان يشعر أنه يكبر بإكبار رجال العلم».

يذكر أنّ "نزار بدور" من مواليد مدينة "حمص" قرية "عرقايا" عام 1961.