شخصيةٌ متسامحةٌ محبّةٌ للحياة متعددة المواهب، ناشط في مجال العمل الإنساني، ومرشد اجتماعي ونفسي لدى العديد من الفرق، تراه مخرجاً وممثلاً تارة، وتارة أخرى عازفاً على أكثر من آلة موسيقية، وهو الرياضي الهاوي الحاصل على المركز الثاني بماراثون "طريق الحياة".

كان لمدوّنةِ وطن "eSyria" وقفة مع الباحث الاجتماعي "ماهر إبراهيم"، ليحدثنا عن نشأته، وأبرز المحطات في مسيرته، بتاريخ 14 كانون الثاني 2020، فقال: «ترعرعت في حي "الأرمن" في جو أسري مشبع بالمحبة والتسامح ومساعدة الآخرين، زرعتْ فينا والدتي حبّ العطاء، علمتنا أن نقدم أنا وأخي وأختي ما نمتلكه من هدايا وألعاب لغيرنا، وما يفيض من ملابسنا للمحتاجين، وكان للكنيسة "المعمدانية الإنجيلية" دور في ترسيخ هذه المبادئ، حيث كان يقدم لنا بعض الأشخاص فيها من وقتهم، ويساعدوننا ليكون العطاء مادياً ومعنوياً بالإضافة للتشجيع الدائم. شغفي بالعمل الإنساني لم يمنعني من متابعة تحصيلي العلمي، فدرست كلية الهندسة الزراعية في جامعة "البعث"، ثم أقمت من خلال عملي التطوعي ندوات تعريفية بالفروع الجامعية، بحيث يدخل الطالب الفرع الجامعي عن معرفة، وليس لمجرد حصوله على علامات تؤهله لدخوله، وأنا شخصياً لو عاد بي الزمن لكنت درست كلية التربية اختصاص إرشاد نفسي، من شدة محبتي وولعي بالأطفال».

تطوعت مع العديد من الفرق منها فريق "خدمة الأولاد"، وفريق التمثيل في الكنيسة "المعمدانية الإنجيلية"، ونظراً لأهمية الرياضة انتسبت لفريق "الخدمة بالرياضة" في "حمص"، ثم الفريق التطوعي لمؤسسة "التطوير للبيئة" ومدير "المشتل الخيري" عام 2017، ومع فريق الدعم النفسي والاجتماعي في "الهلال الأحمر العربي السوري" كمقدم دعم نفسي وإسعاف نفس أولي ومدرب مهارات حياة

وتحدث عن نشاطاته، قائلاً: «كنت شغوفاً بالمبادرات المجتمعية التي فتحت لي العديد من الأبواب، وحصلت من خلالها على العديد من الفرص، فالتحقت بالعديد من المبادرات التطوعية خلال دراستي المدرسية مع الكنيسة في فترات الأعياد، بدأت العمل الإنساني بجدية في بداية دراستي الجامعية، عندما تطوعت لدى منظمة "الهلال الأحمر" في حي "الأرمن" عام 2013، مع التزامي بالعمل التطوعي مع الكنيسة، عملت مع الكنيسة من خلال وجودي ضمن فريق "افرحوا وتهللوا بالرب"، فكنا نوزع الهدايا بداية، ثم أصبحنا نقوم بمؤتمرات ومخيمات لليافعين، لحل مشاكلهم وتذليل الصعوبات التي تواجههم من خلال الدعم النفسي والمجتمعي، فنعلمهم كيف يستطيعون حلَّها، وقد حاولت تسليط الضوء على العديد من القضايا الاجتماعية والتربوية والسلوكيات المجتمعية والتربوية عن طريق نشر مقالات هادفة، أعتمد فيها على تعزيز مهارة التفكير الناقد عند متابعي من القرّاء».

صديقه علي سليمان

وتناول الخبرات التي حصل عليها قائلاً: «حصلت على التأهيل من خلال الدورات التي خضعت لها، ومنها في عام 2013 دورة في الدعم النفسي والمجتمعي في "الهلال الأحمر السوري"، ثم خضعت لدورة "UBABALO LEBANON" لحماية الأطفال واليافعين، والتعامل مع المشردين، وعديمي الأب من خلال ربط مهارات لعبة كرة القدم بمهارات يمكن اكتسابها لخوض الحياة، ودورة مدرب مهارات حياة في كرة القدم، وخضعت عام 2014 و2015 لدورة في التدريب الدولي للقادة الرياضيين، وكان لي ميل لتعلم كيفية الإسعافات الأولية، فخضعت لدورة في عام 2014 في "بطريركية الروم الأرثوذوكس"، ولم أتردد بالالتحاق بدورة "إدارة مشاريع" في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" عام 2015، ولأنّ هدفي العمل الإنساني ومساعدة الآخرين، قمت بدورة تدريب مدربين "T.O.T" في التنمية البشرية، في مؤسسة "قدرات للتنمية البشرية" وعام 2016 دورة مدرب "مهارات الحياة والمبادرات"».

وعن الفرق التي عمل معها خلال مسيرته، قال: «تطوعت مع العديد من الفرق منها فريق "خدمة الأولاد"، وفريق التمثيل في الكنيسة "المعمدانية الإنجيلية"، ونظراً لأهمية الرياضة انتسبت لفريق "الخدمة بالرياضة" في "حمص"، ثم الفريق التطوعي لمؤسسة "التطوير للبيئة" ومدير "المشتل الخيري" عام 2017، ومع فريق الدعم النفسي والاجتماعي في "الهلال الأحمر العربي السوري" كمقدم دعم نفسي وإسعاف نفس أولي ومدرب مهارات حياة».

برفقة فريق خدمة الأطفال في الكنيسة المعمدانية

أما عن هواياته، فقال: «كان لي تجارب في الإخراج المسرحي والتمثيل، حيث عرفت بشخصية "المهرج فركوش" المحببة للأطفال، وكان لي شرف المشاركة في مسرحية "عريس مُدمّى"، بدور "عبدو الشحاد"، وأحب التصوير الفوتوغرافي والفيديو والسياحة، وكان لي تجربة في الرياضة كلاعب هاوٍ في لعبة كرة القدم، وكرة الطاولة، وحصلت على المركز الثاني بماراثون "طريق الحياة" عند تحرير طريق "الستين" في "حمص"، وفي مجال الموسيقا أعزف على آلة الدرامز وآلة الترومبيت مع الفرقة النحاسية، وأعزفُ على آلة الغيتار، وعاشق للمرح وللصيف وللأطفال».

وتناول تجربة "ماهر" منسق مركز "الإنشاءات" للخدمات المجتمعية في "الهلال الأحمر السوري" وصديقه "علي سليمان" فقال: «"ماهر" زميل بنكهة صديق ومعاملة أخ، عرفته شاباً خلوقاً ملتزماً ومن أروع الأصدقاء الذين قابلتهم في حياتي، مبدع متعدد المواهب في أي مجال يخوضه، تعرفت عليه عام 2013 عند بداية انتسابي لـ"الهلال الأحمر"، عملنا معاً في مجال العمل الإنساني التطوعي كالأنشطة الترفيهية للأطفال، حيث إنّ الأطفال كان يحبونه كثيراً، فهو مصدر للطاقة الإيجابية التي يستمدونها منه، وهو من أول الأشخاص الذين احتووا وجودي ضمن الفريق، يمتلك دافعاً للخدمة والعمل لا مثيل له، حيث يعطي كل ما لديه من خدمات وخبرة ومعرفة ونصيحة، لأي شخص بغض النظر عن معرفته به، يتميز بمصداقيته العالية، ويمتلك حس دعابة في أي وقت وتحت أي ظرف، يستطيع إخراجك من أي أزمة نفسية بغضون عشر دقائق، يتميز بالتواضع ولم يكن محباً للظهور، ولكنه عندما يوضع في مكان المسؤولية فهو أهلٌّ لها، يتميز بتركيزه على عمله، ليعطي كل ما لديه».

أثناء أحد النشاطات

يذكر أنّ "ماهر إبراهيم" من مواليد "حمص" عام 1993.