دخل عالم الرياضة من خلال عدسته الهاوية، فعشقها مصوِّراً، وموثِّقاً على مدار أكثر من ربع قرنٍ لأحداث رياضية مختلفة، وفتحت هذه الهواية باباً له نحو التألق الرياضي كمدرِّبٍ وإداريِ ناجحٍ حتى الآن.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 31 كانون الثاني 2020 "زين العابدين الدالاتي" عضو الاتحاد العربي السوري للرياضات الخاصة للتعرف على مسيرته الرياضية، وعن بداياتها قال: «في بداية مرحلة الشباب وبعد توقفي عن متابعة الدراسة الثانوية عام 1975، كانت هوايتي المفضلة هي التصوير الفوتوغرافي، التي بدأتها مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وبسبب عشقي للرياضة التي مارستها ضمن الفرق المدرسية وخصوصاً لعبة كرة السلة، أصبح التقاط الصور الرياضية، وبالتحديد في مباريات دوري كرة القدم هو الانطلاقة الأولى لي كهاوٍ لها، حينها قدَّمت صوري لجريدة "العروبة" التي تصدر في "حمص"، وأذكر حينها بأنَّ الكاميرا التي كنت أعمل بها من نوع "ايفر فلاش"، ورويداً رويداً أصبحت أكثر معرفة ودراية في عملي وانطلقت نحو الاحترافية به».

في بداية مرحلة الشباب وبعد توقفي عن متابعة الدراسة الثانوية عام 1975، كانت هوايتي المفضلة هي التصوير الفوتوغرافي، التي بدأتها مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وبسبب عشقي للرياضة التي مارستها ضمن الفرق المدرسية وخصوصاً لعبة كرة السلة، أصبح التقاط الصور الرياضية، وبالتحديد في مباريات دوري كرة القدم هو الانطلاقة الأولى لي كهاوٍ لها، حينها قدَّمت صوري لجريدة "العروبة" التي تصدر في "حمص"، وأذكر حينها بأنَّ الكاميرا التي كنت أعمل بها من نوع "ايفر فلاش"، ورويداً رويداً أصبحت أكثر معرفة ودراية في عملي وانطلقت نحو الاحترافية به

وعن المرحلة اللاحقة في تطور عمله كمصوِّرٍ رياضيٍّ يقول: «في بعض الأحيان قد تلعب الصدفة دوراً مهماً في تحديد مسار عمل الإنسان وحياته، وهذا ما حصل معي في عام 1985 أثناء منافسات بطولة الأندية العربية التي استضاف فيها نادي "الكرامة" مباريات المجموعة الخاصة به إلى جانب أندية "الأنصار" و"الفيصلي" الأردني، حيث تعرَّفت على بعض الصحفيين الرياضيين من أهل الخبرة، منهم "محمد خير الكيلاني"، "غزوان الجاجة"، و"معن تركاوي"، والأخير كان مسؤولاً عن صفحة الرياضة السورية في مجلة "الصقر" التي كانت تصدر في دولة "قطر"، وإعجابه بالصور التي كنت أنجزها جعله يكلفني كمصورٍ رياضيٍّ للمجلة.

كأس المركز الثاني خلال بطولة لبنان الدولية بكرة السلة على الكراسي المتحركة

في العام 1986 كان انتسابي للاتحاد الرياضي العام، وتمَّ تعييني عضواً في مكتب الإعلام ضمن فرع اللجنة التنفيذية في "حمص"، والذي كان يرأسه حينها الراحل "نبيه مندو"، وأصبحت مصوِّراً صحفياً معتمداً لدى الاتحاد».

وأضاف: «عام 1987 افتتحت مركز التصوير الخاص بي، وكان موقعه آنذاك في شارع "الحميدية"، فبدأت الناس تتعرف أكثر على أعمالي، وحققت انتشاراً واسعاً من خلال عرض لقطات من المباريات التي كانت تجري أسبوعياً بطريقة مؤرشفة وجذابة، وزاد عليها فيما بعد صدور (الألبوم) لمجموعة من النجوم المحببين لديهم مع استمرار عملي في جريدة "العروبة".

في مقر نادي السلام الرياضي الذي ساهم بتأسيسه

وفي بداية تسعينيات القرن الماضي حظيت بشرف التعرُّف على الإعلامي الرياضي المعروف الراحل "عدنان بوظو"، ومعه انتقلت للعمل كمصوِّرٍ صحفيٍ رياضي في جريدة "الاتحاد" الرياضية لأكثر من عشرة أعوام، غطيت فيها نشاطاتٍ رياضية مختلفة أهمها كانت "الدورة الرياضية العربية" السابعة التي استضافتها "سورية" عام 1992.

الخبرة التي اكتسبتها من خلال عملي الصحفي، طوَّرتها فيما بعد من خلال تكليفي من قبل اتحاد كرة القدم بتصوير مباريات دوري الدرجة الأولى، بعد اعتماده على مبدأ (الفيديو) في مراجعة الحالات التي كانت تجري فيها، من أخطاء تحكيمية أو شغب من قبل جماهير الأندية، إن كان في مدينة "حمص" أو خارجها، هذه الفترة التي امتدت حتى عام 2011 كانت ملأى بالذكريات الجميلة التي لن أنساها، قدَّمت فيها ما استطعت من خبرتي، لتصبح الرياضة هي صاحبة الحيز الأكبر في حياتي».

اللاعب طلال الأحدب

وعن دخوله عالم رياضة المعوقين وتألقه فيها بوظائف عدَّة بقول: «الصدفة عادت مجدداً لتلعب دورها في رسم طريق حياتي، ففي عام 1987 وبعد انتسابي لعضوية اللجنة الفنية الفرعية لرياضة المعوقين التي كانت ترأسها "فاطمة عجم أوغلي"، تصديت لمهمة مرافقة منتخب "حمص" بكرة الهدف إلى مدينة "دمشق" عوضاً عن صديقي الراحل "غزوان الجاجة"، لم يكن لديَّ أيُّ إطلاعٍ مسبَّق على تلك الرياضة وغيرها من الألعاب الرسمية المعتمدة في لوائح الاتحاد، وخلال الرحلة أخذت فكرة بسيطة من اللاعبين عن تفاصيل اللعبة، حيث حاولت دعمهم نفسياً من أجل تقديم الأفضل في مبارياتهم، وبعد اللعب مع المنتخبات الثلاثة التي كانت مشاركة في البطولة، استطاع اللاعبون تحقيق المركز الثاني حينها، فرحتهم دفعتني للبقاء معهم سنواتٍ طويلة، وفيها حقق منتخب المحافظة بطولة الجمهورية لمدة عشر سنواتٍ بشكلٍ متواصل، وخلالها اتبعت عدَّة دوراتٍ في تأهيل المدربين والحكَّام الخاصين بها، لأتسلم فيما بعد مسؤولية الإشراف والتدريب على المنتخب الوطني، وأبرز مشاركة خارجية معه كانت في بطولة "قطر" الآسيوية عام 2005.

إلى جانب ذلك دخلت كمدرّبٍ للعبة كرة السلة على الكراسي، وأول دورة دولية شاركت بها كانت عام 1992 في "الأردن" بإشراف الاتحاد الدولي الخاص بها، تخللها دورات أقامها الاتحاد العربي السوري في "دمشق"، أصبحت خلالها مدرباً لمنتخب "حمص" والمنتخب الوطني منذ عام 1992 خلال بطولة مهرجان "المحبة والسلام" حتى أيامنا هذه، وآخر إنجاز لي معه كان الحصول على المركز الثاني في بطولة "لبنان" الدولية نهاية عام 2018».

مرحلة العمل الإداري في مسيرته الرياضية عنها قال: «لم يقتصر عملي الرياضي في الاتحاد العربي السورٍي للرياضات الخاصة، على الألعاب التي ذكرتها، بل اتبعت عدَّة دورات تأهيل في التدريب والتحكيم والتصنيف الوظيفي لألعابٍ عدَّة، منها السباحة وكرة الطاولة وألعاب القوى والقوة البدنية، إلى جانب رئاستي للجنة الفنية في مدينة "حمص" منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً ولغاية أيامنا هذه، ساهمت فيها بتأسيس نادي "السلام" الرياضي للمعوقين عام 2005، والإشراف على منافسات فرقه ولاعبيه الذين حققوا بطولات الجمهورية وألقاباً عربية وآسيوية ضمن صفوف المنتخبات الوطنية. ومع نهاية عام 2019 تم انتخابي كعضوٍ في الاتحاد عن محافظتي، تسلَّمت فيه مسؤولية الإشراف على سير الألعاب في لجنتي "دمشق" و"اللاذقية" إلى جانب مهام التصنيف في لعبتي كرة الطاولة والسباحة».

الصحفي الرياضي "محمد خير الكيلاني" قال عنه: «معرفتي به تعود إلى بداية الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان العمل في الصحافة الرياضية فيه من الصعوبة والتعب الشيء الكثير والمختلف عن أيامنا هذه، عانينا كثيراً في سبيل إيصال الصورة المشوِّقة والجذابة للقارئ في عموم المحافظات، من خلال عملنا كزملاء في جريدة "الاتحاد" الرياضية، أحبَّ عمله وتفانى به، ومما أذكره عنه سعيه لإيصال صوره في يوم المباريات نفسه، حيث كان يلتقطها خلال مجريات الشوط الأول ليذهب فورياً لمخبره الخاص ويقوم بتحميضها خلال وقتٍ قصيرٍ لنتمكن من إرسالها مع التقرير عبر وسائل النقل العامة، كي تظهر على صفحات الجريدة في صباح اليوم التالي، هنا كانت سعادتنا التي تزيل كل تعبٍ مضنٍ عانيناه في عملنا. تميزه لم يقف عند هذا الحد، بل انعكس من خلال ما قدَّمه من تضحياتٍ في سبيل انتشار الرياضات الخاصة وازدهارها، مخرِّجاً أبطالاً على مستوى عالٍ».

اللاعب "طلال الأحدب" أحد الأبطال الرياضيين الذين يدرَّبهم قال: «"زين العابدين الدالاتي" من أوائل الأشخاص الذين التقيتهم عند انتسابي لصفوف نادي "السلام" الرياضي للمعوقين، معاملته الإنسانية والمحبة التي يبديها لنا، لم تشعرنا به إلاَّ كأخٍ وصديقٍ للجميع، التواضع والإخلاص في العمل من أهم السمات التي يتمتع لها باعتراف كلِّ من عمل معه، كان لوجوده معنا في البطولات الداخلية والخارجية الدور المؤثر في تحقيق أفضل النتائج لمنتخباتنا وبجميع الألعاب، هذا كان انعكاساً لاهتمامه بتقديم أفضل التدريبات لساعاتٍ طويلة متواصلة بلا كللٍ ولا ملل، لأنَّ هدفه وغايته كانت تطويرنا وإمدادنا بأحدث الأساليب التدريبية المناسبة لنا، ولن أنسى وقوفه إلى جانبي كمدرِّبٍ في البطولة العربية الأفريقية عام 1998 حين حصدت الميدالية الذهبية في رفع الأثقال».

نهايةً نذكر بأنَّ "زين العابدين الدالاتي" من مواليد "حمص" عام 1961، متزوجٌ ولديه أربعة أولاد.