مبدعةٌ بكلّ فنون رياضة الرشاقة، عملت بجدٍّ لتحصل عن جدارة على لقب ملكة "الأيروبيك"، وباتت سفيرة "سورية" من خلال هذا الفن الراقي، لتشغل منصب أصغر حكمة دولية برياضة "الجمباز الفني". أسست لفرقة "إحساس" الفنية من قلب الحرب.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الرياضية والفنانة "سوسن الفاحلي" بتاريخ 29 شباط 2020، لتحدثنا عن مسيرة حافلة بالنشاط والعطاء، قائلة: «منذ طفولتي وأنا أتابع برنامج عروض الباليه التي يقدمها برنامج "أعمال خالدة" على شاشة التلفزيون السوري، حيث كان يشدني منظر راقصي الباليه العالمي، وهم يحلقون على أنغام أروع المقطوعات، دون أن أفهم أو أعلم أي شيء عن هذا الفن الراقي، ومن هنا بدأت رحلتي الجميلة وبالصدفة عن طريق مدرّسة الرياضة الرائعة "صباح ديوب" التي اكتشفت موهبتي، وأرسلتني إلى منتخب الجمباز، وكنت إحدى بطلات المنتخب، ورغم معارضة الأهل بمتابعة التخصص بهذه الرياضة كوني كنت متميزة بدراستي، وكان حلمهم حلم كل الأهالي أن تكون ابنتهم إما محامية أو دكتورة أو مهندسة، ولكوني كنت متميزة بالرسم اقترحوا دراسة الفنون الجميلة، إلا أن حبي وشغفي بهذا المجال جعلني أكثر إصراراً وتحدياً كي أتابع وأحقق حلمي بهذا الفن الجميل، ثم تخصصت في الجمباز الإيقاعي والفني، وكنت حكمة دولية متميزة، كما تخصصت برياضة الإيروبيك، الباليه، المعالجة الفيزيائية، والطب الرياضي».

"سوسن الفاحلي" إنسانة نشيطة وفاعلة، تمتلك شخصية قوية، وهذه الصفات تعطيها الحق بأن تتسلم زمام الفرقة التي تديرها بهذا العدد والحضور المتميز. شخصية قوية، تعرف ماذا تريد، ما يجعلها تصل دائماً لهدفها، ومن يتابعها يلاحظ تطورها خلال مراحل عملها يوماً بعد يوم، فهي دائماً تحاول أن تتابع كل ما هو جديد، لتطوير فرقتها. هي شديدة وصارمة في عملها، وهذه الصفات هي السبب في ضبط الفرقة، فمن يستطيع أن يعتلي المسرح بتسعين راقصة على خشبة دار "الأوبرا" في "دمشق"، بدون أي خلل وبانضباط وترتيب كامل يعني أنه يمتلك قدرات فوق العادية

وتتابع: «بدأت رحلتي مع فن الباليه عام 1996 من معهد "نهاوند" للموسيقا والباليه، ومن خلال فريقي بالمعهد، حصلت على الجائزة الذهبية بمهرجان "القاهرة" لأعمال الأطفال، من خلال عمل "عودة ليلى" في عام 2000، وشكلت فرقة "حمص" للباليه والرقص التعبيري، وشاركت من خلالها بمهرجان "مجلس المدينة" لمدة ست سنوات على التوالي من عام 1996 حتى 2001، وكُرمت من وزير البيئة لمشاركتي بافتتاح مهرجان "البيئة الدولي" الأول عام 2000، الذي أقيم في "حمص"، كما شاركت بمهرجان "القلعة والوادي" لثلاث سنوات، ومن ثم شاركت بمهرجان "تدمر" عام 2010 بعدة عروض، وأكبر تكريم كان لي، هو حضور السيد الرئيس "بشار الأسد" لعرض خاص لفرقتي في مدينة "تدمر" وبعدها بدأت الحرب، وتوقفنا عن العمل، وانتهت الفرقة نهائياً، لكن بسبب إصراري على المتابعة، ورغم الظروف القاسية أنشأت فرقة "إحساس للباليه والرقص التعبيري"، حيث بدأت نشاطاتها من "مشتى الحلو" عام 2013، وتابعت في "حمص"، ومن ثم "مرمريتا"، وشاركنا بعدة عروض منها مهرجان "القلعة والوادي" لعدة أعوام 2007 و 2008 و 2009 ثم 2016م، افتتحت فرقتي مهرجان "رباح" لثلاث سنوات أعوام 2017 و 2018 و2019، وأكبر حدث مميز حصل لي في فترة الحرب، مشاركتي بعرض متميز بدار "الأوبرا" عام 2019، الذي كان له الأثر الكبير بتغيير حياتي وحياة فرقتي نحو النجومية والعالمية من خلال دعوتي للمشاركة بمهرجان "جسور الرقص" في "الهند"، بصفتي ضيف شرف مميز، وعضو بلجنة التحكيم كخبراء ثقافيين، ما جعلني أعمل على تصوير فيلم خاص لفرقتي في الأماكن المدمرة بعنوان "قصة الياسمين"، للمخرج "رواد إبراهيم"، وعرضه في مهرجان "الهند"، الذي نال إعجاب كل الدول التي حضرته، وكانت "سورية" هي الدولة العربية الوحيدة المشاركة بهذا المهرجان».

سوسن الفاحلي وأعضاء فرقتها

وتناولت عملها، قائلة: «بما أن التعامل مع الأطفال، يعتبر من السهل الممتنع، أي أنه بقدر متعته وجماله، فهو صعب للغاية، حيث أعمل على خلق جو من الإبداع والتميز، وروح المنافسة بينهم، وهذا ما يجعل الأجواء مملوءة بالفرح والسعادة، فأطفالنا أمانة في أعناقنا، نحن نحمل رسالة مهمة، وهي بناء جيل مثقف واعٍ وحضاري، كي نرتقي بهذا الفن إلى أعلى المستويات، فحضارة الشعوب تنطلق من الفن الراقي والثقافة، و"سورية" هي بلد الحضارة والثقافة والتاريخ.

وقد حصلت على العديد من الشهادات، كشهادة معالجة فيزيائية عام 1999، ودورة طب رياضي عام 1996، والتحقت بدور "باليه" في مدرسة "التجارة" بـ"دمشق" 1999، مع مدربات يابانيات لمدة ثلاث سنوات، واتبعت دورة رقص "صالونات" في المعهد "الروسي" 1998، وحصلت على شهادة مدرب مجاز "اللياقة والتربية البدنية" عام 1994، وشهادة مدرب "الأيروبيك" من الاتحاد الرياضي للجمباز 2001، وقد عملت في أغلب النوادي الرياضية في "حمص"، بالتدريب على "الأيروبيك"، حتى أطلق علي لقب "ملكة الأيروبيك"، فكنت أدرب "الباليه"، "الجمباز"، و"الأيروبيك"، وبقيت أعمل في الفنون الثلاثة حتى عام 2003، حيث استقريت على "الباليه"».

سوسن وأعضاء فرقتها في مشاركة بمهرجان القلعة والوادي

"لمى الطباع" عضو مجلس محافظة "حمص" تناولت تجربتها بالقول: «"سوسن الفاحلي" إنسانة نشيطة وفاعلة، تمتلك شخصية قوية، وهذه الصفات تعطيها الحق بأن تتسلم زمام الفرقة التي تديرها بهذا العدد والحضور المتميز.

شخصية قوية، تعرف ماذا تريد، ما يجعلها تصل دائماً لهدفها، ومن يتابعها يلاحظ تطورها خلال مراحل عملها يوماً بعد يوم، فهي دائماً تحاول أن تتابع كل ما هو جديد، لتطوير فرقتها.

عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الرياضي فرع "حمص وصديقتها راعدة عواد

هي شديدة وصارمة في عملها، وهذه الصفات هي السبب في ضبط الفرقة، فمن يستطيع أن يعتلي المسرح بتسعين راقصة على خشبة دار "الأوبرا" في "دمشق"، بدون أي خلل وبانضباط وترتيب كامل يعني أنه يمتلك قدرات فوق العادية».

تناولت تجربتها عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الرياضي فرع "حمص" "راغدة عواد"، قائلةً: «لفتني نشاطها في الاتحاد كلاعبة جمباز ومدرّبة وحكمة، فكنت أحاول مساعدتها وتذليل الصعوبات أمامها وأمام الفرق المسافرة للمشاركة في البطولات، وأعتقد بأنّ "سوسن" لم تحصل على حقها كاملاً كلاعبة، حيث حُرمت من المشاركة ببعض البطولات بسبب خوف ذويها عليها من السفر، ما أعاق تقدمها وحصولها على مراتب متقدمة رغم اجتهادها ومثابرتها، وقد انتقلت من مرحلة كونها مدربة ثم حكم إلى مرحلة الكفاح النفسي فسافرت إلى السعودية لتبني نفسها.

"سوسن" شخص لا يشعر باليأس فكلما اعترضتها مشكلةٌ في اتجاه ما، انتقلت إلى عمل آخر، فعندما خسرت معهدها في بداية الأزمة، ورغم الضغوط المادية، انتقلت للعمل في الريف، تختزن ذاكرتي الكثير من الإنجازات التي حصلت عليها، سواء بمشاركاتها الفردية أو الجماعية، وتتميز بجرأتها وقدرتها على المغامرة ومحبة الآخرين لها بسبب أخلاقها العالية، وابتسامتها التي لا تفارق وجهها، وعدم ترددها في المشاركة بأيّ نشاط تدعى له، وخطوة كبيرة ذهابها "للهند"، ودعوة فريقها لهذا العام للمشاركة».

ويذكر أنّ "سوسن الفاحلي" من مواليد "دمشق" 1967، مقيمة وتعمل في "حمص".