دفعه اهتمامه بالصيدلة إلى العمل على فكرةٍ تعود بالفائدة على الصيادلة والأطباء، فجمع المعلومات التفصيلية عن الأدوية واستخداماتِها الصحيحة، واضعاً إياها في كتاب أطلقَ عليه اسمَ "المرشد إلى الأدوية السورية واستطباباتها".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت وبتاريخ 11 آذار 2020 مع الصيدلاني "عبد الله الأتاسي" ليحدثنا عن كتابه "المرشد إلى الأدوية السورية واستطباباتها" بالقول: «راودتني الفكرة لأول مرة عندما كنت طالباً في السنة الثانية خلال بداية ملازمتي في إحدى الصيدليات، كنت مذهولاً بالكم الغزير من الأدوية والمستحضرات الطبية سواءً الوطنية أو الأجنبية، ولم يكن لديّ حينها أيّ فكرة عن الأدوية وتصنيفها وآليات تأثيرها، وبدأت اسأل نفسي كيف سأستطيع التعرف على هذا العالم الواسع من الأدوية ومن أين أبدأ!؟ فبادرت بالاستعانة بأحد مراجع علم تأثير الأدوية التي تعرض المعلومة بشكل ميسّر، وباشرت بقراءة الفصل الأول من الكتاب وتعلمه ذاتياً، وبعد فهم ودراسة الفصل الأول ذهبت في اليوم التالي إلى الصيدلية مصطحباً هذا الكتاب وقد طلب مني الصيدلي بعد أن علِم بقراءتي لهذا الفصل أن أشرحه له بشكل مختصر كي يستفيد هو الآخر ويجدد معلوماته، ثم بدأ يعرض لي المستحضرات التجارية لكل مادة دوائية وباشرت حينها فوراً بتصويرها وتدوينها، تابعت العمل والقراءة لعدة أشهر مع ذهابي للصيدلية، إلى أن انتهيت من كامل فصول الكتاب وقد كنت أُعد لكل فصل ملف صغير بمثابة ملخص لما تعلمته مع أسماء الأدوية وصورها».

الكتاب مهم للطبيب من ناحية مراجعة الأدوية والتعرف على أسمائها لكتابتها في الوصفات الطبية، ويمكن للعامة الاطلاع على محتوياته، لكني لا أنصح أبداً من هم خارج الوسط الطبي بالاستفادة من المعلومات وتطبيقها بشكل منفرد، لأن الطبيب والصيدلاني هما الأدرى بحالة المريض والأعرف بالأدوية واستطباباتها وتجريعها وتنافراتها

وتابع بالقول: «كانت وما زالت مشكلة الملازمة الصيدلانية هاجساً لطالب الصيدلة، إذ يجب عليه خلال سنوات دراسته أن يُلم بقدر جيد من الأدوية وأسمائها كي يكون على استعداد للاندماج بسوق العمل بعد التخرج، وبالطبع لم تكن الكليات تقدم للطالب هذا الجانب، وهنا كانت هذه المشكلة دافعاً لي وقررت أن أحول هذه الملفات لكتاب إلكتروني مبسط حينها في العام 2017 وقد انتشر الكتاب رغم بساطته وحاجته الكبيرة للتقويم والتطوير، وبعد تلقي النصائح والإرشادات من أساتذتي في الجامعة، شجعوني على تحويل هذه البذرة إلى ثمرة ناضجة بشكل كتاب مُنقح مطبوع مرخّص حتى يصبح عملاً متقناً يستفيد منه الجميع، وبالفعل أبصر هذا العمل النور في العام الماضي 2019 بعد كثير من الصبر والجهد والوقت بشكل كتاب ورقي يحمل اسم "المرشد إلى الأدوية السورية واستطباباتها».

كتاب "المرشد إلی الأدوية السورية واستطباباتها"

وعن أهمية الكتاب العلمية قال: «الكتاب مهم للطبيب من ناحية مراجعة الأدوية والتعرف على أسمائها لكتابتها في الوصفات الطبية، ويمكن للعامة الاطلاع على محتوياته، لكني لا أنصح أبداً من هم خارج الوسط الطبي بالاستفادة من المعلومات وتطبيقها بشكل منفرد، لأن الطبيب والصيدلاني هما الأدرى بحالة المريض والأعرف بالأدوية واستطباباتها وتجريعها وتنافراتها».

وحول ما شكله كتاب "المرشد إلى الأدوية السورية واستطباباتها" في مسيرته العلمية قال: «شكّل هذا المشروع تحدياً كبيراً بالنسبة لي، حيث تعلمت منه الصبر، خلال الوقت الذي استغرقته حتى لحظة إنجازه، بالإضافة إلى عدم الاستهانة بالقدرات والإمكانات فيمكن لأي فكرة بسيطة بالنسبة لك أن تكون حلاً وعوناً للكثير ممن حولك، كما كوّن هذا الكتاب نقطة مضيئة في مسيرتي العلمية ستكون حافزاً لي للمزيد من النجاحات وحافزاً لزملائي وغيرهم لبذل الجهد والمثابرة لتقديم الخدمة والنفع للمجتمع ولمهنة الصيدلة التي تحتاج للكثير من تضافر الجهود والحلول والخطوات العملية لنصل بها إلى الأفضل».

الصيدلاني "عبدالله الأتاسي" أثناء إهداء كتابه لوزير التعليم العالي

الصيدلاني "موفق شمس الدين" قال حول الكتاب ومؤلفه: «دربت الصيدلاني "عبد الله الأتاسي" وكان لافتاً في نشاطه واهتمامه بكل ما يتعلق بالصيدلة والأدوية، وكتابه "المرشد" يغطي ثغرة في قلة المراجع الدوائية المتعلقة بالأدوية الوطنية والمستوردة كما هي في الواقع، ويعتمد على تقسيم الأدوية حسب الاستعمال ومن ثم تعريف بكل اسم علمي وما هي الأسماء التجارية الموجودة مع أشكالها الصيدلانية وعياراتها، وهذا الأمر مهم للطلاب والخريجين الجدد ولا يستغني عنه حتى الممارس، كما أنه احتاج منه جهداً كبيراً ونفساً طويلاً في جمع مادته العلمية وتصوير الأدوية، وكنت سعيداً بمتابعتي لمؤلفه، ويعجبني أن "عبد الله" ما يزال يتابع الجديد في الأدوية السورية ويضيفها من خلال صفحة الكتاب على وسائل التواصل الاجتماعي».

الصيدلاني "محمد البيطار" بدوره قال: «أهمية الكتاب تكمن في كونه ينظم أفكار طالب مادة الملازمة في كلية الصيدلة، وتذكيره بالأصناف الدوائية الموجودة في "سورية"، والتعريف بالمعامل الدوائية المتوفرة، بالإضافة إلى تجريع الدواء، ومشابهات الدواء التجارية، والأشكال الصيدلانية بالسوق المحلية، وأيضاً يعود بالفائدة على كل صيدلاني وطبيب وطالب طب، بسبب احتوائه على لمحة تعريفية عن كل زمرة دوائية، وأيضاً يتميز بكونه ملون، ومرفق بالصور لتفعيل الذاكرة التصويرية، ويعتبر "المرشد" بمثابة منهاج لكل متعلم بالكادر الطبي لأنّه منظمٌ من حيث ترتيب الزمر، وسعره رمزي يتناسب مع الجميع».

من محتويات الكتاب

يذكر أنّ الصيدلاني "عبد الله الأتاسي" من مواليد محافظة "حمص" عام 1994، وهو طالب دراسات عليا في الصيدلة الصناعية، جامعة "دمشق".