تسجيلاتٌ مسموعةٌ باللّغة العربيّة والإنكليزيّة أدّاها ثلاثمئة متطوع ضمن مبادرة أطلقتها "الغرفة الفتية الدّولية" بمحافظة "حمص" تحت عنوان "صوتك حياة" بالتّعاون مع غرف "دمشق"، "اللّاذقية"، "طرطوس"، "السّويداء"، "الوادي"، وتتوجه للمكفوفين والأميّين والأطفال، وكلّ من لا يحبّ القراءة من الكتاب أو شاشة الهاتف المحمول.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 15 أيار 2020 مع "شيرين الفارس" صاحبة فكرة المبادرة والمنسقة العامّة لتطبيقها التي قالت: «الغرفة الفتيّة تتوجه لكلّ شرائح المجتمع، وهي تنموية بالدّرجة الأولى، لذلك أتت الفكرة، في بداية الحجر المنزلي لأزمة "كورونا" الصحية، بملء أوقات الفراغ بالقراءة والتثقيف الذّاتي من جهة والبدء بتسجيل كتب تنموية وروايات وقصص أطفال من جهة أخرى، وبذلك تعمّ الفائدة على جميع الأطراف».

الغرفة الفتيّة تتوجه لكلّ شرائح المجتمع، وهي تنموية بالدّرجة الأولى، لذلك أتت الفكرة، في بداية الحجر المنزلي لأزمة "كورونا" الصحية، بملء أوقات الفراغ بالقراءة والتثقيف الذّاتي من جهة والبدء بتسجيل كتب تنموية وروايات وقصص أطفال من جهة أخرى، وبذلك تعمّ الفائدة على جميع الأطراف

وبيّنت عن المبادرة: «سبب تسمية هذه المبادرة أتى من قدرة التّسجيلات العائدة لأصوات أشخاص على إحياء وإنارة الكثير من العقول، فنحن نحرص على التّنويع بالمواضيع المسجلة، وانتقاء الكتب والقصص والروايات يكون بعناية كبيرة، مع إمكانية قبول اقتراحات لكتب أخرى من قبل المتطوعين، والذي يشكّل أعضاء الغرف الفتيّة في المحافظات قسماً منهم، وتواصل معنا الكثير من الأشخاص ليطلعونا على الأصداء الإيجابية وماذا استفادوا من المشروع».

بروشور المبادرة الرئيسي

فيما بيّنت الدكتورة "لجين أحمد مشرف" نائب رئيس قطاع المجتمع بـ "الغرفة الفتية الدّوليّة" في "حمص" قائلة: «انطلقت هذه المبادرة منذ أواخر آذار 2020، ومستمرة لغاية الآن، في البداية قمنا بإحصائية للعدد الذي يمكنه البدء بالتّسجيل مع مراعاة معايير وأسس أهمّها اللّفظ السّليم والقدرة على التّلوين الصّوتي، وبعدها قمنا بفرز المتطوعين حسب ما قدّموه من تسجيلات تجريبيّة لقدراتهم الصّوتيّة، فكان هناك قسم لتأدية قصص موجهة للأطفال والتي تحتاج لتلوين كبير، وقسم للرّوايات والكتب الشّهيرة، والقسم الثّالث يتم تجهيزه الآن للبدء بتنفيذ تسجيلات لطلاب الجامعة المكفوفين يشمل مناهجهم الدّراسية ويساعدهم في حفظها».

وأضافت د. "مشرف": «تمّ حتى الآن تسجيل تسعين كتاباً، ولدى المبادرة صفحة على "الفيس بوك" يتمّ من خلالها تنزيل روابط التّسجيلات مع ملخص لكلّ كتاب أو قصّة، وتوجد عدّة جمعيات تُعنى برعاية المكفوفين يتمّ التّنسيق معها لترويج الأعمال المنجزة وإيصالها للجّميع بفائدة مطلقة، ومشروعنا هذا مستمرّ لغاية الشّهر الثّامن».

متطوعة تؤدي التسجيلات من منزلها

وقالت المتطوعة "راوية عبد الحق" عن عملها: «قمتُ بتسجيل كتابين حتّى الآن، وعانيت كما رفاقي المتطوعين للتّسجيل من صعوبات أبرزها المقاطعات التي يمكن أن تحدث، واحتمالية إعادة التّسجيل أكثر من مرّة بسبب أخطاء في الصّوت أو تشويش في التّسجيل، بالإضافة إلى تنسيق التّسجيل بترميز تقني محدد، وكلّ ذلك من منازلنا وبأدواتنا البسيطة، ومن الجميل أن نكرّس جزءاً من وقتنا لتقديم النّفع للآخرين، والأجمل أن نستفيد ونفيد بذات الوقت».

وبيّنت "ناهد السّباعي" مستفيدة من المبادرة: «بظلّ الهجوم الكارثي لعالم الإنترنت والتكنولوجيا الذي اجتاح عقول أطفالنا، وجدتُ في هذه المبادرة حلّاً لمشكلة المكوث الطّويل لأولادي على ألعاب الجّهاز المحمول، فانشغلوا الآن بالاستماع للقصص الجّديدة الموجهة لأعمارهم ووجدوا فيها كامل التّشويق وإيصال الفكرة والعبرة، ولا سيّما أنّهم لا يحبّون القراءة الورقية ويرونها جزءاً لا ينفصل عن الأجواء المدرسيّة غير المحبذة في عطلتهم».

وبالإطار نفسه وعن الفائدة تحدّث الكفيف "محمود الحسن" بالقول: «فقد البصر ليس بالأمر السّهل، ولكن التّأقلم عليه هو بأيدينا، فإن كان قدرنا هو تعتيم بصرنا، لا يجب أن نسدل ستائر بصيرتنا أيضاً، وأنا من مستفيدي مبادرة "صوتك حياة" فاستمعتُ إلى روايةٍ بالكامل، والجميل في هذه المبادرة أن المُسَجّل يجعلك تعيش كامل التّفاصيل بثنايا صوته، ويحيطك بالمشهد كاملاً، وبوجود برنامج لتسجيل المناهج بشكل صوتي تشجعتُ لدخول الجامعة وتوسيع نطاق ثقافتي ومعرفتي».

الجّدير بالذّكر أنّ كلّاً من "ربا الشّريدي"، و"روزانا الطّرزي" مشرفتان ضمن هذا المشروع الكبير.