بأدواتها البسيطة التي تملكها كلّ ربّة منزل، حوّلت بيتها إلى ورشة مطبخ صغيرة تقدّم الوجبات الغذائية المتعددة، وأصناف الحلويات الشهيرة لأقاربها ومعارفها، فتوسّع عملها وازدادت شهرتها لتشملَ محافظة "حمص" وعدّة محافظات أخرى.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 تشرين الأوّل 2020 "ملك حبوس" التي قالت: «كنت أطهو كأي ربّة منزل لزوجي وأولادي، ويلاقي طعامي استحسان كلّ من يراه ويتذوقه، وفي منتصف سنة 2018 خطرت لي فكرة البدء بالطهو لجيراني وأقاربي مقابل مبلغ ماديّ محدد، فالظروف المعيشية صعبة خاصةً بعدما خسرَ زوجي عمله، أطهو وأبيع الأقراص الحمصيّة والمعجنات لمن في جواري وعلى نطاقٍ ضيّق، حيث استغرقتُ مدة ستة شهور لأنطلق بشكل فعليّ، حيثُ ازدادت الطلبات وتوسع وسط المبيع الجغرافيّ شيئاً فشيئاً، ولم تعد أدواتي البسيطة تكفيني لإنجاز ما يأتيني من توصيات، لذا اقتنيتُ من ريع المبيع أدوات إضافيّة وفرنين، وزدتُ الأصناف المجهزة لتشملَ كافة أنواع المأكولات، إضافةً إلى أصناف الحلويات الكثيرة من الغريبة والهريسة وحجار القلعة وغيرها حسب متطلبات الزبائن ولا سيّما في الأعياد، وحسب التوصية.

صفحة المطبخ على "الفيس بوك" مفعمة بالحيوية، فالكتابة المرفقة مع الصور تحكي عن تعب وطموح "ملك"، أمّا الصّور فتحمل ترتيباً جميلاً ونظافة تجعل عينك تشتهي مختلف المأكولات التي تحتاج إلى وقتٍ وجهدٍ كبيرين لإنجازها؛ ولا سيّما أثناء إقامة وليمة طعام للضّيوف، فكانت توصيتي من مطبخها بشكل متكرر وعلى فترات، في العيد مجموعة متنوعة من أصناف الحلويات، وفي الأيام العادية نطلب ما نشاء بعد التنسيق معها بوقت محدد

تجاوزت شهرة مأكولاتي نطاق الحيّ والأقارب، ووصلت لبيوت معظم سكان "حمص" بالإضافة إلى توصياتٍ من محافظات أخرى، خاصة لأصناف الحلويات، وسعيدة بالثّقة التي منحوني إياها وبكلّ كلمة مديح وشكر واستحسان لمذاق ما أقدم.

مكان مطبخ "حبوس"

كان هدفي الأول تأمين احتياج أولادي الأربعة "آية"، "علي"، "كرم"، "رؤى"، ومساندة زوجي في المصاريف الكثيرة، ولم يكن في حسباني تطوير عملي أو توسيعه ولم أحلم بذلك قط، بل أشعرني كلّ ما حدث بذهول وأنا ممتنة لجميل الحياة».

وأضافت: «عندما تعمل بتفانٍ وتحترف إعلاء الثّقة التي منحك إياها محيطك ستنجح، فأفخرُ بأدواتي البسيطة ومطبخي الصغير فبهما كوّنتُ علاقات طيبة مع نساء "حمص"، ودخلت بيوت عائلات كثيرة بأصنافي واسمي، وبادر الكثير منهم بالحجز والتوصية على أصناف من خلال صفحة المطبخ على "الفيس بوك" فأترك لهم صوراً واقعية ورقم الجوال، ويقومون بالحجز قبل يومين من استلام الطلبية، وعند إلغاء حجز بعض العائلات بوقت قصير من التسليم أعرض الطلبية من خلال صفحتي أيضاً ليتم تسليمها فوراً إلى زبون آخر، وكأيّ مشروع صغير نعاني من صعوبات، ولكن نذللها بالصّبر واستخدام البدائل، فمن الانقطاع المتكرر للكهرباء إلى محدودية الحصول على جرّة غاز، وصولاً إلى عدم ثبات أسعار المواد الغذائية ما يجعل أسعارنا غير ثابتة أيضاً».

صنف من الحلويات المقدمة

"عبد الكريم حبوس" زوج "ملك" قال: «أرادت بدء العمل ولم أقف في طريقها، وكنتُ أرى تعبها وسهرها لتلبية الطلبات، فذات مرة غفلت بجانب الفرن وهو يعمل ونشأ حريق ضمن المطبخ، فاستأتُ ممّا يحصل خاصة أنّ البيت والأولاد بحاجةٍ لاهتمامٍ دائمٍ ومستمرّ، ولكن مع الوقت ومشاهدتي إعجاب الجميع بما تصنع وازدياد الزبائن -ما درَّ المال الوفير- جعلني أقف إلى جانبها في العمل والبيت معاً، فتسلمتُ المهام الماديّة وشراء كلّ حاجيات العمل من أدوات مطبخ إلى مستلزمات غذائية لأي صنف، وأشاركها العمل ليلاً بتجهيز الحشوات للحلويات وكلّ المأكولات ومهمة الخبز في الفرن، وتوصيل الطلبات إلى الزبائن، فضلاً عن اهتمامي بأمور الأولاد والمنزل. نجح المشروع بشكل غير متوقع ودون تخطيط، وانتقل عملنا إلى غرفة مجاورة للمنزل (إيجار)، وأسمينا المشروع "مطبخ حبوس"».

وعن نوعية الأصناف وجودتها تحدثت "سميرة شدود" التي تعاملت مع منتجات المطبخ بالقول: «صفحة المطبخ على "الفيس بوك" مفعمة بالحيوية، فالكتابة المرفقة مع الصور تحكي عن تعب وطموح "ملك"، أمّا الصّور فتحمل ترتيباً جميلاً ونظافة تجعل عينك تشتهي مختلف المأكولات التي تحتاج إلى وقتٍ وجهدٍ كبيرين لإنجازها؛ ولا سيّما أثناء إقامة وليمة طعام للضّيوف، فكانت توصيتي من مطبخها بشكل متكرر وعلى فترات، في العيد مجموعة متنوعة من أصناف الحلويات، وفي الأيام العادية نطلب ما نشاء بعد التنسيق معها بوقت محدد».

إحدى الطلبيات المجهزة

الجدير بالذّكر أنّ "ملك حبوس" من مواليد "حمص" عام 1983.