كاتبة وروائية وقاصة أخذت على عاتقها الإبحار في أمهات الكتب لكي تخرج للقارئ وبطريقة روائية مرحلة من مراحل النضال ضد المستعمر التي مرت بها سورية والمنطقة معتمدة على الدخول في أعماق شخصياتها....

وجعلت من المكان مكملاً للأحداث وعدته نقطة انطلاق الشخوص في زخم الصراعات مع أطراف متعددة الروئ وهكذا استطاعت أن تؤسس منجزاً تنتابه لغة التحدي والخلاص من المحتل أحيانا، وتنازع إلى البقاء حينا آخر. الكاتبة "ابتسام إبراهيم التريسي" التي زارها موقع eIdleb بتاريخ (10/10/2008) لتحدثنا عن مسيرتها الأدبية في ميدان الرواية والقصة فكان لنا معها هذا اللقاء.

طيلة قراءتي للرواية كنت أتصور أنّها لكاتب رجل في الستين من عمره ولكنّني فوجئت حين رأيتك

*مجتمع "أريحا" منغلق على نفسه كيف استطاعت "ابتسام تريسي" الظهور في مثل هذا المجتمع؟

**كنت بعيدة كل البعد عن المجتمع الذي تتحدث عنه لكني عشت في مجتمع صغير وهو أسرتي التي كان ربها يسعى بدأب لكي نكون منفتحين على أبواب العالم الحضاري بكل تفاصيله حيث عشت طفولتي بين مجتمع الرجال المثقفين الذين يتحدثون في السياسة والأدب عند اجتماعهم في حديقة منزلنا مع أبي وأشارك في طرح أفكاري التي كان يعجب بها الجميع رغم صغر سني حيث بدأت في الكتابة وكان عمري عشر سنوات فكتبت أول قصة وتابعت العمل في مجال الكتابة أثناء دراستي وشاركت في العديد من الأمسيات والمحاضرات التي يقيمها المركز الثقافي في"أريحا" ونشرت العديد من المشاركات الأدبية في مجال القصة في المجلات والجرائد ومنها جريدة الثقافة السورية حتى عام /1984/، توقفت عن الكتابة بسبب زواجي وواجب الأمومة في تربية الأولاد والسهر على متطلباتهم حتى آخر يوم في عام /1999/ توفي والدي رحمه الله وأعلن في وقتها عن مسابقة "سعاد الصباح" في الكويت وكانت وقتها عاصمة الثقافة العربية فقررت المشاركة فيها فكتبت المجموعة القصصية الأولى وكانت بعنوان "جذور ميتة" وتم إنجازها في فترة قصيرة لم تتجاوز الشهرين وقدمتها للمسابقة فحصلت على المركز الأول في المسابقة وتابعت الكتابة في مجال الرواية والقصة حتى الوقت الحاضر.

*حاولتي في كتاباتك توثيق فترة زمنية من تاريخ سورية فمن كان مصدر المعلومات لديك؟

** ثقافتي، حددها رجل واحد بجميع مصادرها، سواء من الكتب أو الحياة. فقد رافقني منذ صغري وفتح عينيّ علي التناقضات الحادة في المجتمع، ويسّر لي سبل القراءة والاختلاط بالناس كما ساعدني في شرح وتوضيح ما انغلق عليّ أثناء القراءة. علّمني أن أكون حرة ومسؤولة عن قراراتي وحياتي، كما علّمني الكتابة وأنا صغيرة. إنّه مصدر ثقافتي الوحيد أبي رحمه الله. كان محامياً خبرالحياة وخاض في السياسة، وقد كتبت له وعنه الجزأين المطبوعين من جبل السماق، فهو البطل في كلا العملين وإن لعب الحس الروائي في تسييرالعمل قليلاً، وفي حرف بعض الأحداث عن واقعيتها المطلقة.

*هناك أجناس أدبية مختلفة لماذا اخترت الرواية والقصة ولم تكتبي الشعر مثلا؟

**في بداية المرحلة التي يعيشها الإنسان يكون الأدب لديه تعبير عن ذاته فيستخدم طريقة تناسب البوح في داخله ليعبر عن مكنونات نفسه دون الشعور بالآخرين فيفرغ هذا البوح على شكل أبيات شعر ليعبرعن نفسه فيها وبعد أن يصل في مرحلة متقدمة في هذا المجال يكبر لديه الحس الاجتماعي فتكون الفرصة لديه ليعبر عن هموم الناس البسطاء الذي يملكون إحساساً معيناً وليس لديهم المقدرة على التعبير عن أفكارهم فكتبت القصة والرواية لأنها تعبر بصدق عن واقع حال هؤلاء البسطاء وعن معاناتهم التي لم يستطيعوا التعبير عنها.

*المنطقة تفتقر لأقلام نسائية فهل أنت متفائلة من ظهور بعض الأقلام النسائية؟

**بعد ظهور وسائل الإعلام والتقنية الحديثة من الانترنت والفضائيات أصبحت الفرصة متاحة بشكل أو بآخر أمام الشباب وبشكل خاص العنصر النسائي للظهور في الأوساط الأدبية وهنالك أقلام نسائية بدأت في طريقها إلى الظهور وستظهر في فترة قريبة.

*هل نستطيع القول أن هناك أدب نسائي وآخر ذكوري؟

**إن قلت: نعم. فمعنى ذلك أنّني أقررت بتسمية الأدب بحسب جنس كاتبه وأنا ضد هذا الفصل، لأنّي أقيّم العمل الأدبي بغض النظر عن جنس كاتبه. وقد استطعت أن أتجاوز هذه الخصوصية الّتي أطلقها "الكتاب" على ما تكتبه المرأة، في رواياتي. حتى أنّ الناقد والروائي السوري "أحمد يوسف داوود"، حين التقي بي في "السويداء" بعد حصولي على الجائزة الأولى عن الجزء الثاني من جبل السماق في مسابقة المزرعة، قال لي: «طيلة قراءتي للرواية كنت أتصور أنّها لكاتب رجل في الستين من عمره ولكنّني فوجئت حين رأيتك». هذا الرأي سمعته من الكثيرين بشأن الجزء الأول أيضاً لأني تعاملت مع شخصيات ذكورية منها الحشاش والمقامر...الخ".

*ماذا صدر للكاتبة "ابتسام" وماهي الجوائز التي حصدتها؟

** صدرت لي العديد من الروايات والمجموعات القصصية وكان أولها

  • مجموعة قصصية بعنوان "جذور ميتة" عام /2001/

  • ورواية جبل السماق الجزء الأول "سوق الحدادين" عام/2004/

  • رواية "ذاكرة الرماد" عام/2006/

  • ومجموعة قصصية بعنوان "نساء بلا هديل" عام/2007/

  • والجزء الثاني من جبل السماق "الخروج إلى التيه" عام/2007/

  • رواية "المعراج" عام/2008/

  • وحصلت على الجائزة الأولى في مسابقة "سعاد الصباح" في الكويت عن المجموعة القصصية "جذور ميتة" وجائزة المزرعة "المركز الأول" التي تقيمها محافظة "السويداء" عن رواية "جبل السماق- الخروج إلى التيه"، وحصلت على الجائزة الأولى في مسابقة "لها أون لاين" في الرياض عن رواية "نساء بلا هديل".

    ومن الجدير ذكره أن الكاتبة "ابتسام إبراهيم التريسي" من مواليد "أريحا" عام/1959/ متزوجة ولها ثلاثة أولاد وتحمل إجازة باللغة العربية