ما زالت محافظة "إدلب" تعاني عقبات كبيرة في استخدام الإنترنت رغم أهميته في جعل التواصل مع العالم الخارجي أمراً في غاية السهولة، ومع ذلك فإنّ هذه التقنيةـ وبسب الضعف الشديد في سرعة الخطوط، إضافة إلى الفقر الشديد في الخطوط المتوسطة والعريضة الحزمةـ مازالت دون المستوى المطلوب، رغم الزيادة الملحوظة لعدد المستخدمين من المثقفين وعشاق التكنولوجيا.

فمقاهي الإنترنت تعجّ بالرواد من جهة، ومن جهة ثانية لما لهذه الخدمة من أهمية في الكثير من المجالات العلمية والثقافية، ما جعل أبناء المحافظة يحلمون بتوافر البوابات عريضة الحزمة في المقاسم المنتشرة في المدن والبلدات، لتلبية حاجاتهم ومتطلباتهم التي ينتظرونها من (النت).

إن هذه الخدمة سهّلت علي الكثير من الأعمال، فأنا أعمل في مجالات البحث العلمي وتأليف الكتب العلمية في مجال الطب والدراسات، إضافة للترجمة لأهم الاصدارات الطبيّة، وهو يقدّم لي كل ما هو جديد في هذا المجال من خلال الاتصال بأصدقائي، أوعن طريق رسائل البريد الإلكتروني، وسابقاً كنت استخدم الرسائل التقليدية التي يتأخر وصولها لمدة تتجاوز الشهرين في بعض الأحيان

وللوقوف على هذه الظاهرة موقع eIdleb التقى العديد من المستخدمين، وأصحاب الصالات في "إدلب"، للتعرّف على حقيقة استخدامه، وعلى أهم العقبات والمشاكل التي تواجههم، فكانت البداية مع السيد "عمر خير الدين" الذي يعمل في صالة انترنت عامة، والذي يقول: «بحكم عملي في هذه الصالة تتنوع نماذج الناس الذين يدخلون هذا المكان، فهناك بعض الشباب ممن يدخلون بغرض التسلية، وهي النسبة الأكبر، حيث تكون متطلباتهم من الشبكة فتح مواقع الدردشة والتعارف والبريد الإلكتروني، فلا يعانون أي مشاكل بسبب بساطة المواقع التي يرتادونها وصغر حجمها.

السيد عمر خير الدين

لكن الشرائح الأخرى من الناس، وهي الأكثر ممن يدخلون المقهى لزيارة المواقع التعليمية، وتحميل بعض البرامج واستخدام الإنترنت بغرض التعليم والاستفادة القصوى منه، وهؤلاء يعانون من مشاكل تحميل الملفات، وفتح المواقع ذات الحجم الكبير، إضافة إلى بعض المشاكل الناتجة عن شبكة الاتصالات، ولكن الأمر مقبول نوعاً ما لأنّ الاشتراك لدينا من نوع "ISDN"، وهو معروف بسرعته أكثر من من باقي الخطوط المنزلية التي لا تتجاوز سرعة تحميل البيانات فيها /خمسين/ ك/ب، وما نتمناه هو الوصول إلى اشتراك بالحزمة العريضة لتجاوز هذه المشاكل التي نعاني منها في الوقت الحالي».

أما السيد "بلال مليشو" الذي يعمل في محل لإنتاج اللوحات الإعلانية وكروت الفيزيت فيقول: «إن وجود الإنترنت سهّل علينا العديد من المهام، ولبّى لنا الكثير من الحاجات التي يتطلبها عملنا في مجال التصميم، حيث نستطيع الحصول على الشعارات والصور التي نحتاجها لتخطيط لوحة أو تصميم كرت، كما تمكنّا من الاطلاع على كل جديد في مجال التصميم، إضافة إلى سهولة التواصل مع المطبعة، حيث نقوم بتصميم الكروت وإرسالها إلى المطبعة عن طريق الرسائل الإلكترونية، ومن أهم الأشياء التي نستفيد منها في عملنا من استخدام الإنترنت هو الاشتراك في مواقع التصميم، لمعرفة آخر ما توصل له العالم في هذا المجال.

السيد بلال مليشو

المشكلة الوحيدة التي نعاني منها هي بطء سرعة الخطوط خصوصاً، وأننا نستخدم المواقع الكبيرة الحجم والصور التي تحتاج إلى سرعات كبيرة».

من جهته الدكتور "ياسر زكور" أحد أبناء المحافظة الذي استخدم الإنترنت في "إدلب" من بداية دخولها يقول عن الفائدة التي حصل عليها من استخدامه لها: «إن هذه الخدمة سهّلت علي الكثير من الأعمال، فأنا أعمل في مجالات البحث العلمي وتأليف الكتب العلمية في مجال الطب والدراسات، إضافة للترجمة لأهم الاصدارات الطبيّة، وهو يقدّم لي كل ما هو جديد في هذا المجال من خلال الاتصال بأصدقائي، أوعن طريق رسائل البريد الإلكتروني، وسابقاً كنت استخدم الرسائل التقليدية التي يتأخر وصولها لمدة تتجاوز الشهرين في بعض الأحيان».

م.مهند عبيد رئيس دائرة التخطيط في مديرية الإتصالات

وعن الصعوبات التي يعاني منها قال: «أهمها ضعف الخطوط».

وفي الجانب الآخر التقينا المهندس "مهند عبيد" رئيس دائرة التخطيط في مديرية الاتصالات في "إدلب"، ليحدثنا عن البدائل التي تقدمها المديرية لتطوير واقع الخدمة في المحافظة فقال لنا: «كما هو معرف فإن للإنترنت /ثلاثة/ أنواع، والسرعة تختلف حسب كل نوع، فالنوع الأول الخطوط المنزلية أو ما يسمى "Dial-up" الذي تصل سرعته حتى الـخمسين/ك.ب في الثانية، وهذه الخدمة متاحة لجميع المشتركين، أمّا النوع الآخر من الإنترنت فهو "ISDN" وهذا النوع تتراوح سرعته من /خمسين- ومئة وعشرين/ ك.ب في الثانية، وهو متوافر في "إدلب" في حوالي عشرين مركز هاتف من أصل ثلاثة وسبعين مركزاً بما يحقق نسبة سبع وعشرين بالمئة وسبب انخفاض هذه النسبة أن بعض المراكز لا تستطيع تشغيل هذه الخدمة بسبب قدمها ونوعيتها.

أما النوع الثالث وهو "ADSL" أو ما يسمى الإنترنت عريض الحزمة، فهو متوافر حالياً في ثلاثة مراكز في محافظة "إدلب"، وهناك مشروع جديد يضم حوالي ثلاثمئة ألف بوابة وسبعة عشر موقع إنترنت عريضة الحزمة تمّ تقديم اقتراحها، وتمّ المسح الميداني لهذه المواقع، وحالياً هي قيد الدراسة الفنية وبعد الانتهاء من هذا المشروع سوف يتمّ حل مشكلة السرعات في الخطوط في أغلب مدن وبلدات المحافظة، فنحن من خلال المشروع الريفي الثالث سنقوم بتخديم القرى الغير مخدومة بالخطوط الهاتفية، وسيتم تخديم المناطق العسرة وصعبة الوصول باستخدام وحدات النفاذ الضوئي والتي تحتوي على خدمة الانترنت عريض الحزمة وبالتالي سوف يتم حل مشاكل الانترنت لشرائح واسعة من مستخدميه».