"جمال أبو الورد" عالم رياضي شهير انطلق من قرية "كفر جالس" في محافظة "إدلب" ليقدم للعالم قوانين وقواعد رياضية لم يسبقه إليها أحد، وهو أول من استطاع كسر مقولة المحدد الثلاثي أو الرباعي للمصفوفات الرياضية حيث تكون الأعمدة والأسطر لامتناهية، ويمكن حساب أي جزء منها من خلال تطبيق القاعدة التي اكتشفها.

الخلفية الفكرية التي يستند إليها "جمال أبو الورد" في سعيه العلمي المتواصل وتجربته الشخصية، تعرف عليها موقع eIdleb خلال لقاء أجراه معه في مكتبه ليحدثنا في البداية عن العلاقة التي تجمعه مع علم الرياضيات بالقول: «أنا شخصياً بدأت من "دمشق"، وهي التي شهدت بدايات إبداعي العلمي في مجال الرياضيات، واليوم أعتبر نفسي طالب علم لا أزال في طور البحث، لأن علم الرياضيات متشعب وكبير، وكل مسألة فيه أو قانون يستند إلى براهين وهذه البراهين تستند إلى براهين وقواعد أخرى حتى نصل إلى اللانهاية، والأفكار التي أستند إليها أحياناً تقفز إلى الذهن لمجرد أنها إلهامٌ من الله، ويخطر القانون فتأتي الفكرة منه، وبرأيي أننا أمة عقل وتفكير وليس أمة نقل، مع العلم أن العقول مختلفة فمنها العلمي المنفتح ومنها المنغلق ومنها العقل الخلاق ومنها المنحرف وأنواع كثيرة غير ما ذكرت، فليس من الضروري مثلاً أن يكون العقل العلمي مختصاً في مجال العلوم التطبيقية وحدها، بل يمكن أن يتجاوز ذلك إلى العلم الإنساني، وأنا شخصياً أقوم بتأليف القصص القصيرة وأكتب الخواطر الأدبية، لكن علم الرياضيات لا يقبل المحاباة ولا المجاملة، ولا يقبل الدحض أو التشكيك بمصداقية نظرياته مثل بقية العلوم لأنه علم متماسك مستمد من أسس وقوانين ثابتة ولم يأت من محض فراغ أو مصادفة، ولهذا أنا واثق مما أقوم به وما أقدمه، وكل من يحاول الجدال فهو كمن يناقش في البديهيات».

منطقتنا تفتقد لعلماء في شتى مجالات العلوم، وهو ممن اجتهدوا لنيل قصب السبق في هذا الإنجاز، وعند هذه النقطة أحيي روح المثابرة لديه وقوة الملاحظة العلمية، وأتمنى أن يوجه كل من يريد التسابق في هذا الميدان، حتى يكون الاكتشاف مقنناً ومنظماً ويصبح الإبداع غاية طلابنا وجهدهم في ميادين الدراسة والعمل

يتوغل العالم "جمال أبو الورد" في أعماق ذاته ليضيف قائلاً: «أحاول التطرق إلى الجانب الاجتماعي والإنساني في حياتي، وأقول إن العالم يتعرض لضغوط وحصار يستهدفان التأثير على شخصيته وخصوصية تفكيره، ولا يمكن أن ينجو من ذلك سوى من يمتلك العالم الحقيقي الذي يدري أن الثمرة التي تُرمى بالحجارة تزداد نضجاً وتفوح روائحها العطرة، وبذلك يمتلك مفاتيح الاستمرار والاستقرار النفسي، وخير دليل على قولي العشبة الصغيرة التي تحاول اختراق الإسفلت وتستطيع النمو والخروج رغم ما يواجهها من ظروف جوية وأرضية سيئة، وكانت هناك محاولات مقصودة وغير مقصودة لإضعافي، لكن في النهاية حققت الكثير واستطعت إفادة بعض مناهج التعليم والتعاون مع وزارة التربية، وأسعى أيضاً لإدخال نظرياتي في المناهج الجامعية».

طلب تسجيل لدى مديرية حماية حقوق المؤلف

وتحدث "أبو الورد" عن تجربته مع الإعلام لكون الإعلام هو المرآة التي تعكس قضايا الناس وتعرض مشكلات المبدعين، حيث قال: «تجربتي مع الإعلام هي تجربة قديمة، وقد أجريت مؤخراً لقاءً مع الشباب في التلفزيون السوري ضمن برنامج "للشباب رأي" وهذا اللقاء هو الثاني من نوعه بعد برنامج "ابن البلد" الذي أجرى معي لقاءً منذ عامين وكان شرحاً مستفيضاً لما توصلت إليه وقتها في مجال علم الرياضيات، وثناءً كريماً من الإخوة في التلفزيون وتقديراً لجهودي، أما اللقاء الأخير فكان الحديث فيه عن المصطلحات العلمية والتمييز بين كلمات مثل اختراع واكتشاف وإبداع، حيث إن لكل كلمة معنىً معيناً، فكلمة اكتشاف تعني استحضار وإيجاد شيء موجود أصلاً ولم يتوصل أحد إليه، أما إبداع فتعني القدرة على التكيف بما يساعد على التميز الخلاق وتقديم كل ما هو جديد ومفيد بآن واحد، ويختلف ذلك عن الاختراع الذي يعني إنجازاً علمياً يساعد في الحياة العملية، وكل إنسان مبدع هو ذكي وليس العكس، ولا يقتصر ذلك على ما ذكرت بل توجد تعاريف كثيرة أيضاً».

"ياسر منديل" مدرس رياضيات من "المعرة" ومن المطلعين على قوانين العالم "أبو الورد" أعطى رأيه في أبحاث هذا العالم قائلاً: «منطقتنا تفتقد لعلماء في شتى مجالات العلوم، وهو ممن اجتهدوا لنيل قصب السبق في هذا الإنجاز، وعند هذه النقطة أحيي روح المثابرة لديه وقوة الملاحظة العلمية، وأتمنى أن يوجه كل من يريد التسابق في هذا الميدان، حتى يكون الاكتشاف مقنناً ومنظماً ويصبح الإبداع غاية طلابنا وجهدهم في ميادين الدراسة والعمل».

الموافقة على طلب تسجيل العالم جمال أبو الورد

يُذكر أن "جمال أبو الورد" استطاع أن يسجل اختراعاته الرياضية في مديرية حماية حقوق المؤلف في العام 2004، وهو أول من حصل على هذه الملكية في مجال العلوم الرياضية، وهو صاحب اكتشاف لـ 42 قانوناً لم تكن معروفة سابقاً منها 17 قانوناً وقاعدة في جبر الأعداد، و13 قانوناً وعلاقة في المثلثات و12 قاعدة في التحليل الرياضي والهندسة، وهو متزوج ولديه ولدان "الطيب عبد الرحيم" و"خديجة"، ويعتبر أن أجمل ما توصل إليه في الحياة هو القناعة وخلود الفكر، وبقوله إن "الأخلاق أهم من العلم ذاته".

العالم أبو الورد في مكتبه