بما أنه يحق لكل مدينة أن تفخر بأبنائها المتميزين في مختلف مجالات الحياة، فمن حق مدينة "إدلب" أن تفخر بابنها الحكم الكروي "عمر دهنين"، الذي برز في عالم التحكيم الكروي، مسجلاً نفسه كأحد ألمع حكام دوري المحترفين لهذا الموسم، وعلى الرغم من أن ظروفاً غير رياضية منعت عنه الشارة الدولية، فقد سطع نجمه بقوة هذا الموسم، وأثبت جدارته في كل المباريات التي قادها، فنال إعجاب كل من شاهد أداءه خلال تلك المباريات.

اختارته لجنة الحكام الرئيسية كأفضل حكم في دوري المحترفين للأسبوع الثاني عشر بعد قيادته ديربي "اللاذقية" "جبلة" و"تشرين" بجدارة واقتدار، الحكم الكروي "عمر دهنين" حل ضيفاً على موقع eSyria في هذا الحوار:

هناك مباراتان أحسست بصعوبة ظروفهما، هما مباراة "جبلة" و"تشرين"، ومباراة "الجيش" و"الشرطة"، ففي الأولى كانت الأجواء متوترة جداً بين الجمهورين على المدرجات، وقد توقفت المباراة قرابة نصف الساعة، والحمد لله انتهت برضا الطرفين على أداء التحكيم، وقد تم اختياري عن تلك المباراة كأفضل حكم في تلك المرحلة، كذلك مباراة "الجيش" و"الشرطة" أيضاً مباراة ديربي وبالتالي لها ظروفها الخاصة

  • حدثنا عن مسيرتك مع الصافرة؟
  • مع أمين سر لجنة حكام إدلب أحمد حسين

    ** «بدأت حياتي في مجال الرياضة كلاعب كرة قدم في شباب نادي "أمية"، لكن لم أستمر بسبب ظروف الدراسة، فاتجهت إلى التحكيم لكوني أعشقه كثيراً، حيث بدأت العمل في مجال التحكيم في عام 1992 وفي عام 1994 تمت ترقيتي إلى الدرجة الثانية، وفي عام 1997 ترقيت إلى الدرجة الأولى، قدت العديد من المباريات المهمة في دوري المحترفين، وكان من أهمها مباريات الديربي كمباراة "جبلة" و"تشرين"، والجيش والشرطة ومباراة مهمة أخرى هي مباراة عفرين والنواعير، وأول مباراة قدتها كحكم درجة أولى في دمشق كانت بين ناديي الجيش والشرطة في موسم 2007/2008، كذلك حكمت العديد من المباريات المهمة والحساسة في دوري الدرجة الثانية، وفي الموسم الماضي تم اختياري كأحد الحكام الذين قادوا الدورة الرباعية الخاصة بالهبوط والبقاء بين أندية "الفتوة" و"حطين" و"جبلة" و"النواعير"، وقد اتبعت أكثر من عشرين دورة صقل في مجال التحكيم، وبفضل الله حزت ثقة لجنة الحكام الرئيسية».

  • وكيف ضاعت الشارة الدولية؟
  • من مباراة جبلة وتشرين ذهابا التي قادها الدهنين باقتدار

    ** «للأسف الشديد وأقولها بحسرة، لقد تعرضت لظلم حرمني نيل الشارة الدولية، فكل عضو من أعضاء لجنة الحكام التي كانت قائمة منذ عشر سنوات، كان يسعى لترشيح حكام محافظته ولأن أحداً لم يكن يمثلنا في لجنة الحكام الرئيسية، ضاع مني الترشيح لنيل الشارة الدولية، مع أن جميع المراقبين أشادوا بمستواي واعتبروا أنني أكثر المستحقين لنيل الشارة، ففي إحدى المباريات راقبني الأستاذ "موفق حجار" وبعد المباراة أبدى استغرابه الشديد لكوني حكم درجة أولى ولست حكماً دولياً، نظراً للمستوى المتميز الذي قدمته في تلك المباراة».

  • انتقادات شديدة وجهت للحكام في هذا الموسم، بصفتك أحد قضاة دوري المحترفين بماذا ترد على المنتقدين الذين يتهمونكم بالعديد من أخطاء الصافرات غير عادلة؟
  • ** «أقول بكل صراحة لجنة الحكام الرئيسية في هذا العام تعمل بشكل جيد جداً، وبأكبر قدر ممكن من النزاهة، وأنا أعتبر أن كل الأخطاء التي وقعت هي أخطاء إنسانية بحتة، ولا يوجد أي انحياز لدى أي من الحكام، ونحن لدينا كل أسبوع جلسة مراجعة شاملة لأداء الحكام في مباريات المرحلة الماضية، نناقش فيها بكل مصداقية الأخطاء المرتكبة، والتركيز على الصافرات الخاطئة، وأقولها بكل قناعة بأن كل الأخطاء إنسانية، وبأني مع جميع زملائي حريصون على عدم الوقوع في فخ مجاملة هذا الفريق أو ذاك، لأن همنا الأول والأخير هو سمعتنا ومستوانا، كما أنني لم ألحظ من لجنة الحكام أي تساهل بهذا الخصوص، بل على العكس هناك تأكيد مستمر على ضرورة الحيادية الكاملة في القرارات».

  • حدثنا عن الآلية التي يتم فيها تبليغكم لقيادة مباريات كل مرحلة؟
  • ** «سؤال جيد وأريد أن أوضح هذه النقطة المهمة، في الأسابيع الأخيرة الحاسمة من مرحلة الإياب أصبح تبليغ الحكام يتم بشكل سري للغاية، وأصبح الحكم لا يعرف المباراة التي سوف يقودها إلا قبل انطلاقتها بعدة ساعات، وذلك لإبعاد كل أشكال الضغوطات عن الحكام، فمباريات يوم الجمعة كنا نبلّغ عنها في مساء يوم الخميس وبسرية كاملة، نفس الشيء كان يحدث في مباريات الدرجة الثانية الحساسة، فمثلاً في الأسبوع الأخير من دوري الدرجة الثانية طلب مني السفر إلى "دمشق" لقيادة مباراة لم أعرف طرفاها حتى أصبحت في مدينة "حمص" وأنا في طريق الذهاب، حيث كانت مباراة "داريا" و"الحراك"، طبعاً كل ذلك حرصاً من لجنة الحكام الرئيسية في اتحاد الكرة على إبعاد الحكام عن الضغوطات بمختلف أشكالها».

  • وما أصعب مباراة قادها الحكم "عمر دهنين"؟
  • ** «هناك مباراتان أحسست بصعوبة ظروفهما، هما مباراة "جبلة" و"تشرين"، ومباراة "الجيش" و"الشرطة"، ففي الأولى كانت الأجواء متوترة جداً بين الجمهورين على المدرجات، وقد توقفت المباراة قرابة نصف الساعة، والحمد لله انتهت برضا الطرفين على أداء التحكيم، وقد تم اختياري عن تلك المباراة كأفضل حكم في تلك المرحلة، كذلك مباراة "الجيش" و"الشرطة" أيضاً مباراة ديربي وبالتالي لها ظروفها الخاصة».

    وفي شهادة له عن الحكم "عمر دهنين" يقول أمين سر لجنة حكام "إدلب" "أحمد حسين": «للأستاذ "عمر دهنين" دور كبير وبارز في رفع مستوى حكام محافظة "إدلب"، وله مبادرات مشهودة في نجاح التحكيم في "إدلب"، والحمد لله وبجهود الأستاذ "عمر" في كل عام تتم ترقية عدد من حكامنا يحصلون على درجة تفوق على مستوى حكام سورية، وهو يشرف بشكل كامل على تمارين الحكام، وعلى اختباراتهم، ونحن شعرنا بالأسى الشديد لعدم وصوله إلى الشارة الدولية، لأنه يستحق ومن حقه أن يكون حكماً دولياً».

    يشار إلى أن الحكم "عمر دهنين" من مواليد "إدلب" في عام 1967.