يعتبر حي القلعة في مدينة "جسر الشغور" أحد الأحياء الكبيرة وأول حي بني في المدينة العائدة إلى عهد الدولة العثمانية، ويرتكز في وسط مدينة "جسر الشغور" مشكلاً الرابط بين أحيائها ومجاوراً لسوق المدينة.

للحديث عن الحي وتاريخه وملامحه التقى موقع eidleb الأستاذ "محمد جمعة حجازي" مدير المركز الثقافي وأحد المهتمين بتاريخ المدينة فقال: «يعود بناء هذا الحي إلى أواسط القرن الثامن عشر عندما أمر "أحمد باشا الكوبرلي" ببناء أماكن لاستراحة الحجاج ومنها الحمام والخان والمسجد الكبير، فاتخذ الناس هذه الاستراحة مكاناً تجارياً عند نزول قوافل الحج، ونمت الحركة السكنية حتى أصبح حي "القلعة" يشكل مدينة "الجسر" ولم تأت التسمية من وجود قلعة كما يعتقد البعض، وإنما لارتفاعه عن مستوى بقية الأحياء ومرافق المدينة كما القلعة».

تم إحداث شارع يتقاطع وطريق "حلب– اللاذقية" المار في منتصف مدينة "جسر الشغور"، ليمر هذا الطريق بالقرب من شعبة التموين باتجاه حي "القلعة" تتفرع منه عدة تفرعات باتجاه "اللاذقية" و"حارة المسيحية" ويتفرع أيضاً إلى شارع السوق الذي يؤدي إلى "الخان القديم" و"الجامع الكبير"، و"الحمام الأثري"

وعن مواصفات هذا الحي السيد "عماد سيجري" قال: «يوجد في حي القلعة /4/ قناطر "السيباط " وهي بناء حجري على شكل قوس يتوسط أحد الشوارع الرئيسية ويتميز بوجود بعض الزخارف ووجود أماكن لإنارة الفوانيس في ساعات الليل هذه القناطر من أقدم موجودات الحي المبني من الأحجار القديمة والأخشاب والطين، وأما أزقة الحي فهي ضيقة رصفت بأحجار بازلتية وكلسية تم تغطيتها بنوع من الأحجار لتعطي الجمال والحيوية لهذا الحي المميز بلون جدرانه وأرصفته البيضاء».

محمد جمعة حجازي

وعن نموذج بناء المنازل تحدث السيد "زياد كيلاني" أحد أبناء هذا الحي فقال: «تستند جدرانه بعضها إلى بعض كبناء متصل ويكوّن كتلة واحدة، أما معظم البيوت فهي بيوت مبنية على نظام القناطر أو "المصلّبة" لها ممر ضيق وفسحة سماوية وتمتاز بدفئها في الشتاء وبرودتها في الصيف، إضافة إلى العلاقات الاجتماعية السائدة بين أبنائه، فالأخوّة وحب الجار والزيارات الدائمة بينهم تزيد متانة الروابط الاجتماعية».

وأضاف قائلاً: «تم إحداث شارع يتقاطع وطريق "حلب– اللاذقية" المار في منتصف مدينة "جسر الشغور"، ليمر هذا الطريق بالقرب من شعبة التموين باتجاه حي "القلعة" تتفرع منه عدة تفرعات باتجاه "اللاذقية" و"حارة المسيحية" ويتفرع أيضاً إلى شارع السوق الذي يؤدي إلى "الخان القديم" و"الجامع الكبير"، و"الحمام الأثري"».

من حي القلعة

يواجه الحي أزمة فقدان هوية تحدث عنها السيد "إياس نجاري": «المشكلة الرئيسية التي تداهم هذا الحي هي البناء الحديث الذي يطول أطرافه، فمعظم البيوت الواقعة على أطراف "حي القلعة" تم هدمها لكسب الفائدة الاقتصادية وتجارة البيوت، وهو ما يهدد الهوية الحقيقية للحي وبيوته، ولا ننتظر أن يؤول الأمر إلى مصير الخان القديم الذي تشوهت معالمه وأصبح متجراً لبيع الخضار».

الحمام الأثري في جسر الشغور