مسلمون ومسيحيون من مختلف الطوائف والمذاهب اجتمعوا في كنيسة "قلب لوزة" ضمن أجواء من المحبة والتسامح والألفة والعيش المشترك.

موقع eIdleb حضر القداس والتقى عدداً من الحضور حيث يقول الشيخ "محمد سمّيع": «ما أجمل وأعظم أن يجتمع الإنسان بأخيه الإنسان بحب ووئام، وما أجمل أن تتكاتف الأيدي من أجل بناء الإنسان وحماية الأوطان، وإني أرى في هذا الجمع خير الألفة ونور الوحدة، ومن المشرف أن نلتقي تحت قبة واحدة لنعبد رب واحد، فنحن جسد واحد منذ القدم ولن نفترق مهما حاولوا وخططوا، ونحن في بلد الحضارة والمحبة نؤمن بأن الإنسان للإنسان كاليدين تعاون إحداهما الأخرى وتغسل إحداهما الأخرى وتداوي إحداهما الأخرى»

فرحة كبيرة تجمعنا مع إخوتنا في قريتهم وبين أهلهم، لنجدد لقاء التآخي في هذا المكان المقدس حيث أقدم كنيسة في الشرق، في صورة جميلة تجسد اللحمة الوطنية

خوري "إدلب" "إبراهيم فرح" قال: «كلنا يعلم أن الدين الحقيقي سبب مباشر في إرتقاء الأخلاق عند الإنسان، والغريزة عند الإنسان إجتماعية صحيحة تدعوه للإيثار والتعاون مع إخوانه من بني البشر، ونحن نجتمع في هذا المكان لنلتقي مع بعضنا ونتبادل الدعاء بأن يحفظ الله بلدنا وشعبنا وقائدنا، ونكرس لما تربينا عليه بأننا أخوة، ربنا واحد وآمالنا واحدة وآلامنا واحدة»

محمد ميمون فجر مدير السياحة

الفنان "سمير قريطبي" قال: «إحتفالية جميلة بحضور جميع الطوائف تشعرك بإحساس رائع عن حالة الوفاق الديني الجميلة التي نعيشها في هذا البلد من أجل بناء الوطن، ليس المهم إلى أي دين تنتمي بل المهم أن نحب بعضنا البعض بما يحفظ وحدة البلد»

"عامر إسماعيل" رئيس بلدية القرية قال: «فرحة كبيرة تجمعنا مع إخوتنا في قريتهم وبين أهلهم، لنجدد لقاء التآخي في هذا المكان المقدس حيث أقدم كنيسة في الشرق، في صورة جميلة تجسد اللحمة الوطنية»

الأب ابراهيم فرح

مدير السياحة "محمد ميمون فجر" بين أهمية مثل هذه النشاطات في تنشيط الحركة السياحية في المحافظة بالقول: «إن حصاد السياحة الدينية في محافظة "إدلب" غزير، حيث تنتشر المساجد والكنائس والأديرة والأضرحة والمقامات والمزارات في مختلف مناطق المحافظة، وهناك أكثر من 21 موقعاً أثرياً تعود إلى القرون الخمسة الأولى في مساحة لا تزيد عن 30 كم مربع ويوجد حوالي ست عشرة كنيسة وديراً في منطقة "حارم" التي تعتبر المهد الثاني للمسيحية، لذا فإن وزارة السياحة تعمل على إطلاق مجموعة من النشاطات لتعزيز هذا المنتج خاصة أن هذه النشاطات قد آتت أكلها، حيث ازداد زوار الكنيسة منذ إقامة أول قداس في عام 2008 بنسبة 223 بالمئة، وكذلك زوار ضريح الخليفة "عمر بن عبد العزيز" بنسبة 400 بالمئة، وإن العمل جار على نجاز نشاطات أخرى ستكون جاذبة بأهميتها وجالبة للسياح وهذا واجب علينا والمستقبل تحد لنا، إن مثل هذه الفعاليات السياحية تسهم في ترويج وتسويق المحافظة سياحياً ووضعها على الخريطة السياحية السورية لما تذخر به هذه المحافظة من أوابد أثرية وتاريخية تعد بمستقبل واعد»

حضر الإحتفال المهندس "خالد الأحمد" محافظ "إدلب" وعدد كبير من رجال الدين الإسلامي والمسيحي ورئيس اتحاد غرف السياحة السورية الدكتور "محمد رامي مارتيني" ورئيس غرفة سياحة "إدلب" و"حلب" الدكتور "بطرس أسد" وقائد شرطة المحافظة العميد "محمد عبد الرحمن" والفعاليات الحزبية والشعبية ومدراء المؤسسات الحكومية وحشد كبير من المواطنين، وهذا القداس تقيمه مديرية السياحة بالتعاون مع الطوائف الإسلامية والمسيحية للعام الثالث على التوالي وذلك ضمن جهودها الرامية إلى تنشيط وتطوير منتج السياحة الدينية في محافظة إدلب.

الشيخ محمد سميع

وتبقى الإشارة إلى أن كنيسة "قلب لوزة" تعتبر من أجمل وأقدم الكنائس في العالم، حيث تعود للقرن الخامس الميلادي، وبناء الكنيسة يقدم صورة عن فن العمارة السورية القديمة خلال الفترة البيزنطية، فهي ذات صحون ثلاثة وأروقة مزينة بزخارف جميلة يعلوها أعمدة يحيط بها سور من الحجر الكلسي الكبير وأبوابها مزينة برسوم مختلفة من أوراق نباتية وصلبان.