يعتبر المهندس "حسام النائب" من أوائل الكوادر الهندسية المتخصصة بتقينة استخدام مخلفات عصر الزيتون للأغراض الزراعية، كما أنه من رواد إدخال هذه التقنية إلى "سورية"، ومنذ عام 2002 يبذل جهود كبيرة في سبيل تعميم هذه التقنية على كافة المحافظات التي تزرع الزيتون، ومؤخراً انتهى من إعداد رسالة دكتوراه تعتبر الأولى من نوعها في "سورية" تتحدث عن استخدام المخلفات الثانوية لعصر الزيتون في الأغراض الزراعية وبذلك يكون أول مهندس زراعي تطرق لهذا الموضوع الهام من خلال بحث علمي أكاديمي.

المهندس "حسام النائب" بدأ حديثه لموقع eIdleb بالقول: «أنا بالأساس متخصص في مجال التربة ويشدني ويعتبر من اهتماماتي كل ما يتعلق بالتربة ويؤثر عليها سلباً أو إيجاباً، واستخدام مخلفات عصر الزيتون في العمل الزراعي هي أحد العوامل ذات التأثير الإيجابي على التربة، رغبت كثيرا بالتعمق في هذه التقنية كونه تخصص جديد في "سورية" ولم يتطرق إليه أحد من قبل، فانتقيت هذا الموضوع غير المسبوق في رسالة الدكتوراه كونه يعتبر موضوع استراتيجي وله تأثيرات كبيرة على مستقبل أهم قطاعاتنا الزراعية وهو قطاع الزيتون، إلى جانب أنه يساهم في حل واحدة من المشاكل البيئية الكبيرة الخاصة بمياه "الجفت"».

أنا سعيد بما حققت في هذا الاختصاص كونه أمر جديد وغير مسبوق في "سورية" وأعتبر نفسي بفضل الله قد وضعت بصمة هامة في مجال قطاع الزيتون، هذا القطاع الزراعي المهم جداً في "سورية"، وفي المستقبل أن تكون هناك اختصاصات ضمن هذا الاختصاص بحيث يتم التعمق في بعض النقاط

في عام 2005 أعد رسالة ماجستير حول موضوع انجراف التربة، عن أهمية هذا الموضوع في محافظة "إدلب" يقول: «معظم أشجار الزيتون في محافظة "إدلب" مزروعة في أراضي هضابية مائلة، وهذه الأراضي عندما تتعرض لأمطار غزيرة فسوف يحدث فيها انجراف للتربة وبالتالي تبيان للطبقة الصخرية، ونحن رأينا عدة ظواهر عن انجراف التربة في منطقة "كفرنبل" و"حارم"، حيث انجرفت التربة وظهرت الطبقة الصخرية، وقد تناولت في رسالة الماجستير منطقة "عفرين" نموذجاً حيث تم إنجاز الرسالة بالتعاون مع المركز الدولي لبحوث المناطق الجافة "إيكاردا" وتم تحديد كميات التربة التي تنجرف على مساحة كل هكتار وكميات المياه التي يتم فقدها بالجريان السطحي»

المهندس حسام النائب

وحول موضوع رسالة الدكتوراه التي انتهى مؤخراً من إعدادها يقول: «بفضل الله انتهيت من إعداد رسالة دكتوراه تعتبر الأولى من نوعها في "سورية" وسيتم مناقشتها الشهر القادم وهي بعنوان: "أثر إضافة مخلفات عصر الزيتون على بعض الخواص الكيميائية والفيزيائية والحيوية والإنتاجية للتربة"، وهو موضوع جديد في "سورية" وهام جداً ويستحق أن يدرس بشكل علمي ومفصل وذلك لكي نضمن أن استخدام هذه المياه آمن من جميع النواحي».

إن خبرة المهندس "حسام النائب" في مجال استخدام مخلفات عصر الزيتون كبيرة نظراً لمشاركاته الواسعة في العديد من الورش الدولية حول هذا الموضوع وعن ذلك يقول: «أتيحت لي فرصة الاطلاع على العديد من التجارب العالمية في هذا المجال من خلال المجلس الدولي لزيت الزيتون في "اسبانيا"، وكانت البداية مع الاجتماع التأسيسي للمشروع استخدام مياه الجفت في كل من "سورية والمغرب وتونس والجزائر" والذي أقيم في مقر المجلس الدولي لزيت الزيتون في إسبانيا، إلى جانب العديد من ورشات العمل الدولية حول تقنية استخدام مياه "الجفت" في الزراعة التي أقيمت في عدة بلدان في "أسبانيا وتونس والمغرب وإيطاليا"، كذلك نحن في "سورية" أقمنا ورشة دولية في عام 2007 حضرها خبراء من "اسبانيا وايطاليا واليونان وقبرص وتونس والمغرب والجزائر"، ونتمنى أن يتم تعميم هذه التقنية الزراعية الهامة على كافة المزارعين في "سورية" خاصة أن الكميات التي تنتج كل موسم من عصر الزيتون كبيرة جداً، حيث تقدر كمية مياه "الجفت" الناتجة عن عصر طن واحد زيتون بحوالي 1100 ليتر».

المهندس عمر بدوي

وختم المهندس "حسام النائب" حديثه بالقول: «أنا سعيد بما حققت في هذا الاختصاص كونه أمر جديد وغير مسبوق في "سورية" وأعتبر نفسي بفضل الله قد وضعت بصمة هامة في مجال قطاع الزيتون، هذا القطاع الزراعي المهم جداً في "سورية"، وفي المستقبل أن تكون هناك اختصاصات ضمن هذا الاختصاص بحيث يتم التعمق في بعض النقاط».

المهندس الزراعي "عمر بدوي" من دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة "إدلب" تحدث عن أهمية اختصاص المهندس "حسام النائب" حيث يقول: «هو من الخبرات السورية الهامة في مجال استخدامات مياه "الجفت"، ولا يبخل بأي جهد في سبيل النهوض بهذا المشروع وهو أول من يسأل عن العمل وأخر من يسأل عن الأجر، إنسان عملي وعلى قدر المسؤولية التي ينهض بها على مستوى "سورية" كمنسق عام لعمل المشروع كون خبرته جيدة جدا في مجال الاستخدامات الزراعية للمنتجات الثانوية لعصر الزيتون، والمهندس "حسام" أول من أدخل هذه التقنية إلى محافظة "إدلب"، له أطروحات ومشاركات هامة جداً بهذا الخصوص عمل على تطويرها من خلال مشاركاته في اللقاءات العلمية التي تقام خارج "سورية"، ونحن بأشد الحاجة لمختصين في مختلف المجالات العلمية المتصلة بالقطاع الزراعي، ولعل تقنية استخدامات مياه "الجفت" يأتي على رأس تلك الاختصاصات وخاصة عندنا في محافظة "إدلب" حيث يوجد أكثر من 180 معصرة تنتج ملايين الليترات من مياه "الجفت" سنوياً، والزميل "حسام" من المهندسين المتابعين جداً لاختصاصهم، وتراه سعيد جداً عندما يعمل على نشر هذه التقنية الزراعية الجديدة وجهوده في سبيل تطوير هذه التقنية لا تقتصر على محافظة "إدلب" بل في كافة المحافظات السورية التي تزرع شجرة الزيتون».

يشار إلى أن المهندس "حسام النائب" من مواليد عام 1958، تخرج من كلية الزراعة في جامعة "حلب" عام 1982، وحصل على درجة الماجستير في عام 2005 عن موضوع انجراف التربة ويستعد حالياً لمناقشة رسالة الدكتوراه في جامعة "تشرين"، يعمل حالياً في مركز بحوث الزيتون في "إدلب".