تقع قرية حزارين إلى الجنوب الغربي من محافظة "إدلب" وتبعد عنها 60 كم وعن "المعرة" 17كم، وتتوسط القرية على تل يشرف على الأراضي الزراعية من كافة الجوانب ويحد القرية أيضاً تل أثري توجد داخله مدينة أثرية لم يعرف عنها الكثير، والأمل أن تكون مدينة مثل "ايبلا" التي ذاع صيتها.

موقع eIdleb زار القرية وتحدث مع المعنيين بهذا الأمر والكلام للسيد "أحمد الغريب" أمين متحف "المعرة" الذي قال: «اسمه المتعارف عليه تل "القناطر" ويعود تاريخه إلى العهد الآرامي، ومن ثم تراكمت الحضارات فيه بحسب الحضارة السائدة في تلك الأيام، والدليل وجود الآثار البيزنطية في الطبقات العليا، والتل المتربعة عليه المدينة المدفونة هو من صنع الإنسان لأغراض أمنية، وخوفاً من مياه الأمطار لوجوده في منطقة منخفضة على ما يجاوره، وتغطية المدينة في التراب جاء بعد أن هجرها أهلها بفعل عوامل الجو والرياح التي تنقل الغبار والتراب، ولم ينقب فيه إلى الآن والأمل كبير بوجود مدينة أثرية مهمة في داخله تشبه آثار "ايبلا"، وقبل فترة زارته "ستفانيا ماتسوني" رئيسة البعثة الإيطالية العاملة في تل "آفس"، وقالت ليس للمدينة الموجودة فيه أهمية مثل "ايبلا" ولن يعرف الأمر حتى يماط اللثام عن المدينة المدفونة، وهذا لأن ايبلا ما كانت تذكر في كتب التاريخ القديمة إلى أن عثر عليها، أما هذا التل فلم يرد ذكر اسم مدينته في الرقم الأثرية التي يعثر عليها في المدن المجاورة».

تقع بجانب التل أربع ركايا للمياه جف بعضها في الوقت الحاضر بفعل استخدامها بالري وبقيت واحدة ما زالت إلى الآن تضخ المياه العذبة، ويحيط بالتل غابة رائعة من أشجار الزيتون والتين في أرض من أخصب الأراضي الزراعية، وهذا دليل شهرة زيت زيتون قرية "حزارين"

ويضيف الأستاذ "سليمان خلوف" مراقب آثار التل: «يعتقد أن هناك أربع حضارات عاشت هنا ودليل ذلك اللقى الفخارية والتي تظهر مع بداية فصل الشتاء بفعل انجراف التربة وتعود لعدة حضارات، أيضاً بدأت تظهر ملامح جدرانه الداخلية على أطراف التل، ومنذ إعلانه تلا أثريا لم يزرع فيه أشجار مثمرة لحمايته من جذورها، مع أن الفلاحين يستخدمون أراضيهم الموجودة فيه ولكن بزراعة الحبوب مع عدم السماح لهم بتغيير ملامح الأرض، وكافة الأشجار الموجودة على سطحه الآن تعود لفترات زمنية قديمة».

ركايا المياه

ويضيف بالقول: «ليس التل الأثري هو الوحيد الموجود هنا، فهناك غرب القرية في "وادي علي" تقع مجموعة من المدافن المحافظة على بنائها والتي ما تزال الكتابة باللغة اليونانية على جدران المدافن توثق أسماء الموتى، أيضاً وجود مجموعة من التلال الأثرية التي تأخذ نفس الشكل الخارجي والتي تمتد من هذا التل على التوالي حتى مدينة "أفاميا" الواقعة في محافظة "حماه"، يعتقد أنها مجموعة من المدن المترابطة كانت دولة واحدة في تلك الأثناء».

ويتابع بالقول: «تقع بجانب التل أربع ركايا للمياه جف بعضها في الوقت الحاضر بفعل استخدامها بالري وبقيت واحدة ما زالت إلى الآن تضخ المياه العذبة، ويحيط بالتل غابة رائعة من أشجار الزيتون والتين في أرض من أخصب الأراضي الزراعية، وهذا دليل شهرة زيت زيتون قرية "حزارين"».

أطراف التل

ويضيف هنا الأستاذ "محمود البيوش" رئيس المكتب الفني في بلدية "حزارين" بالقول: «أثناء أعمال البلدية وتوسعة القرية القديمة التي تقع بجانب التل، عثر على نفق يمتد أغلب الظن إلى التل الذي يبعد عن مركز القرية /1/ كلم، والنفق الموجود يتسع لمشي الإنسان ووجود مكان للإضاءة على أطرافه دليل على صنع الإنسان له، أيضاً عثر على بعض المغر الأثرية التي تظهر بفعل الحفريات الجديدة ما يظهر التداخل بين القرية والتل الأثري».

سليمان خلوف