حوّل مضافته في منزله بمدينة "إدلب" إلى معرض للتحف والمقتنيات التراثية المتنوعة، شملت السبحات النادرة والسيوف الشامية والشركسية والتروس واللباس العربي التراثي وخواتم الفضة المزينة "بالياقوت والفيروز"، وزجاجات الأركيلة الفاخرة وزجاجات ضوء الكاز القديمة وغيرها من المعروضات التراثية التي زينت جدران المضافة ورفوفها.

السيد "محمود ريحاوي" استضاف موقع eIdleb في مضافته ليحدثنا عن تلك المجموعة الجميلة من المقتنيات التي يحتفظ بها، حيث بدأ حديثه عن مجموعة السيوف بالقول: «مجموعة السيوف المعروضة في المضافة عددها عشرة سيوف، منها سيوف شامية وعادية وشركسية، وأحد السيوف الشركسية يعتبر قطعة نادرة حيث تتميز نصلته بأنها مجوهرة أي مشغولة بالألماس وهي حادة جداً، وهذه "الشركسية" هي من زمن العثمانيين أي يزيد عمرها على 400 سنة، وهناك سيوف شامية قديمة وسيوف صنع "إدلب"، ومن ضمن السيوف سيفان يقال إنهما من زمن "هارون الرشيد" وسيفان إيرانيان عمرهما حوالي 40 سنة، ومن ضمن التروس الموجودة تروس شامية ملبسة بالجلد من الداخل والخارج ومدقوق لها نحاس من الخارج، وهناك تروس معدنية من النحاس».

في صباح كل يوم يدخل مضافته ويمتع أنظاره بين مقتنياته وذلك قبل أن يخرج إلى عمله، لأنه بذلك يشعر بارتياح نفسي كبير ينعكس على مزاجه طوال النهار

ويتابع "أبو فيصل" سرده لمجموعة مقتنياته التراثية بالقول: «وعندي مجموعة من زجاجات الأركيلة النادرة منها ما يسمى "قرن إيطالي" و"قرن جاموس" و"قلم طراش" و"عجمي" و"ألماني دق الليرة" و"طرابلسي" و"إيراني" و"تشيكي"، بعضها مطعم بالفيروز وأسعار هذه الزجاجات تكون حسب الراغب حتى إن سعر بعضها يصل لحوالي 25 ألف ليرة، وهناك مجموعة من مصبات القهوة وهي أنواع فهناك "الإيطالي والسعودي والبدوي والحلبي والشامي والإيراني" ومنها مصبات يمينة ومنها مصبات يسارية لكي تتوافق مع اليد التي يستخدمها الشخص، أما مجموعة السبحات فهي جميلة ونادرة منها الألماني والمسكي والنارجين واليسر والعنبري، وعندي خواتم فضة منزّل عليها "مرجان" أصلي و"ياقوت وفيروز" أصلي و"زمرد"، ومن قطع الفضة الأخرى عندي مجموعة "مجيديات رشادي وحميدي"، ومجموعة صواني شامية قديمة».

السيد محمود ريحاوي باللباس العربي (الزي الحموي)

وعن مجموعة اللباس العربي يقول: «أفتخر كثيراً بقطع اللباس العربي التي أقتنيها، فلدي "شروال جوخ سيلكا أم البنت" مع "الوقفة الحلبية" وهو "مخرّج" (مطرز) من الطرفين، و"ملتان شغل الحبس" وشالة عجمية من نوع "السبع ملوك" وهناك أنواع أخرى منها "العقربية وحبة القطن والكرمانية"، و"قنباز" يلبس عليه "المحزّم الأغباني" ويلبس فوقه "الدامر" وتوضع على الرأس "الحطاطة السمنية" وهي شغل "السمان" في "حلب" وقد توفي هذا الشخص وهي من الأنواع النادرة والتي لم يعد لها مثيل حالياً، فهي تمتاز بنوعمة فائقة، وضمن المجموعة هناك "اللباس الحموي" المكون من "الكلابية والقشاط الحموي والنصية" وتسمى "الدامر أو الدشداشة"، والمحزم الأغباني الذي يلبس على "القنباز"، أما الشالة العجمية فتلبس على الشروال، واللباس العربي يكلف كثيراً هذه الأيام فمثلا "الملتان" من النوع الجيد ثمنه اليوم حوالي 100 ألف ليرة و"الشالة" الجيدة ثمنها 100 ألف و"المحزم الإغباني" الذي يدخله خيط فضة هو أيضاً غالي الثمن».

ويؤكد أنه «في صباح كل يوم يدخل مضافته ويمتع أنظاره بين مقتنياته وذلك قبل أن يخرج إلى عمله، لأنه بذلك يشعر بارتياح نفسي كبير ينعكس على مزاجه طوال النهار».

بعض معروضات المضافة من السيوف والتروس وزجاجات الأركيلة النادرة

"محمد ميري" أحد أصدقاء "محمود ريحاوي" المقربين وأحد المعجبين جداً بمجموعة مقتنياته قال: «هو من الأشخاص القلائل في "إدلب" المهتمين بجمع هذه المقتنيات التراثية الجميلة، فمجموعته من السبحات والسيوف وزجاجات الأركيلة وقطع الفضة ليس لها مثيل، وأنا دائماً أزوره وأتفرج على هذه القطع حيث تثير إعجابي الشديد، فهذه المجموعة باعتقادي لا تقدر بثمن وبحسب معلوماتي هو منذ سن الـ16 مهتم بجمع مثل هذه المقتنيات، وهو من الخبرات المهمة بما يخص هذه التحف وكثيراً ما يستشيره الأشخاص عندما يريدون شراء قطعة معينة».

يشار إلى أن السيد "محمود ريحاوي" من مواليد "إدلب" عام 1955.

مجموعة أخرى