تعتبر قرية "قوقفين" واحدة من القرى الصغيرة التي تتبع منطقة "معرة النعمان" تبعد عن مدينة "المعرة" غرباً 28 كم، و16 كم شمال غرب مدينة "كفر نبل"، لها إطلالة ساحرة على سهل الغاب بموقع مرتفع في الحافة الغربية من "جبل الزاوية"، وتعتبر الزراعة إلى جانب تربية الماشية العمل الرئيسي لأهالي القرية.

موقع eIdleb زار قرية "قوقفين" والتقى الحاج "إبراهيم عباس" من سكان القرية وأكبر معمري القرية وهو من مواليد 1919 م حيث قال: «ولدت قريتنا منذ 350 عاما، وأول من جاء إلى القرية "محمد القدي" وهو راعي ماشية، جاء من المنطقة الشرقية من قرية "السكيك"، وولد له ثلاثة أولاد هم "يونس" و"عباس" و"قسوم" وجميع سكان القرية ينتسبون لهم، باستثناء عائلة صغيرة جاءت للقرية منذ 100 عام تقريبا وهي عائلة "الزمار"، وأنا اذكر القرية قديماً حيث لا تتجاوز 7 منازل و40 شخصاً، وأذكر تماماً عندما كنت أذهب لمدينة "معرة النعمان" على الأقدام أو على الدواب، لعدم توافر الطرق المعبدة في ذلك الوقت التي تربطنا بالمدينة، من أجل شراء "كالون" (عبوة تتسع 20لترا) من الكاز ويتم توزيعه على كامل القرية من أجل توفير الإنارة ليلاً عن طريق "السراج"».

حديثة العهد دبت الحياة فيها في أواسط العهد العثماني، وتأتي كلمة "قوقفين" باللغة الآرامية بمعنى (طائر الحجل)

وعن الوضع التعليمي للقرية وسبب تسميتها "قوقفين" يتحدث الأستاذ "حسين القدي" من القرية: «سميت قريتنا "قوقفين" نسبة لطير "القاق" وهو طير "الحجل"، حيث كان يعيش بكثرة في هذه المنطقة الجبلية وهو ما زال موجود حتى الآن، أما الوضع التعليمي فيوجد بالقرية مدرسة للتعليم الأساسي تضم بحدود 400 طالب وطالبة، والمستوى التعليمي للقرية متوسط فالقرية غير محققة للاكتفاء الذاتي بالنسبة للمدرسين، وخاصة بالمواد العلمية ولذلك معظم مدرسيها وكلاء من خارج القرية، دون المستوى التعليمي المطلوب، يصل عدد الجامعيين بالقرية من خريجين وطلبة بحدود 25 جامعيا، ومؤخراً تشهد القرية انفتاحا في مسألة تعليم الفتيات، فهناك بعض الفتيات ممن يدرسن بالجامعات».

الحاج ابراهيم عباس

السيد "نواف المصطفى" مختار قرية "قوقفين" تحدث للموقع قائلاً: «يعتمد أهالي القرية في معيشتهم بشكل أساسي على الزراعة وتربية الماشية، وقد اشتهرت قريتنا بزراعة الحبوب والأشجار المثمرة، الزيتون والكرمة، وحديثاً هناك توجه كبير من قبل الأهالي نحو التوسع بزراعة أشجار التين، وخصوصاً بعد إصلاح قسم كبير من المنطقة الجبلية التابعة للقرية بالجهة الغربية، حيث ثبت ملائمة هذه الأرض لشجرة التين».

الأستاذ "زكي محمد سعيد" رئيس بلدية "كفرعويد" التي تتبع لها قرية "قوقفين" تحدث عن واقعها الخدمي بالقول :« يبلغ إجمالي مساحة قرية "قوقفين" حوالي 700 هكتار والمساحة الداخلة في المخطط التنظيمي فهي بحدود 50 هكتارا أما عدد سكانها فيقارب 1400 نسمة، يتم تخديم القرية الآن بشبكة صرف صحي وفق مشروع بلغت تكلفته 2.3 مليون ليرة يخدم 30% من السكان، القرية مخدمة بالكهرباء بشكل كامل والهاتف بنسبة 80%، وهناك مشروع لاستبدال شبكة المياه القديمة بأخرى أحدث منها، والخدمات بشكل عام جيدة، ونحن نقوم بشكل دوري بترحيل القمامة يوميا إلى مقلب "الحلوبة" عن طريق جرار تابع للبلدية».

الأستاذ زكي محمد سعيد

وحول تاريخ القرية يبين الباحث "عبد الحميد مشلح" أن قرية "قوقفين" «حديثة العهد دبت الحياة فيها في أواسط العهد العثماني، وتأتي كلمة "قوقفين" باللغة الآرامية بمعنى (طائر الحجل)».

الأستاذ حسين القدي