لايزال الواقع الاجتماعي في محافظة "إدلب"، متمسك بالعادات والتقاليد والأعراف التي نشأ عليها، والتي تقول بالعودة لشخص له قدره وقيمته في المجتمع في كل كبيرة وصغيرة، ويعتبر الحاج "حمود الحمود" من الأشخاص الذين ذاع صيتهم على مستوى المحافظة، والذين اعتبروا من وجهائها، فلا يُقضى أمر له أهمية على امتداد المحافظة إلا ويكون له باع فيه، لما عُرف به هذا الرجل من كرم وأخلاق عالية وسجايا حميدة كسب من خلالها ثقة الناس ومحبتهم، وأصبح مرجعاً لهم.

وكان لموقع eIdleb وقفة مع الحاج "حمود الحمود" أحد وجهاء محافظة "إدلب" وابن قرية "مجدليا" ومختارها والذي ابتدرنا قائلاً: «كانت الحياة في السابق أفضل بكثير، فعلى الرغم من التطور الملحوظ الذي ساد الموقف، إلا أن العلاقات الاجتماعية التي كان يقف الناس باحترام أمامها بدأت بالتراجع والانقراض، ولم يعد يُولي الناس أمرهم لشخص يدافع عنهم في السراء والضراء، كما كان المشهد بالسابق، ولكن وعلى الرغم من ذلك فإن الإنسان إذا أثبت للمجتمع أنه أهل للثقة، ومحط للتقدير والاحترام، فإنه يستطيع أن يكون ملجأً لكل محتاج وغوثاً لكل ملهوف، وأنا عملت على أن أكون هذا الإنسان، الذي يهب جل وقته وقدراته لمساعدة الناس في حل مشاكلهم، والوقوف على الكبار والصغار من أمورهم ما أمكن، ولا سيما في الفترة الأخيرة حيث تفرغت أكثر بكثير من السابق في هذا السبيل».

لدي عائلة كبيرة، مؤلفة من عدد من الزوجات وعدد من الأبناء ولا أزال المرجع الأول والأخير لكل أمور عائلتي، كما فرض علي احتكاكي في الناس بشكل دائم، ولكوني مختارا للقرية التواجد في القرية دائما، فتفرغت لذلك العمل، وقُمت بتجديد "الأوضة" التي ورثتها عن عائلتنا، والتي كانت الوحيدة في القرية، لأعيدها إلى سابق عهدها، وأنا الآن أعمل بالزراعة وأشرف على عدد كبير من الحقول والبساتين التابعة في ملكيتها لي

ويضيف الحاج "حمود": «كان لعائلتنا حضور قوي في قرية "مجدليا"، والقرى المحيطة، وفي أول عهد شبابي كان مختار القرية عمي، وكان الناس في القرية على قلب رجل واحد، فكان يتدخل في شؤون القرية كلها، وعندما أصبحت في سن الشباب توفي عمي، وكنت منهمكا بالعمل التجاري والأعمال الزراعية الأخرى، ولكن محبة أهل القرية لي جعلتهم يُصرون على أن أكون مختاراً للقرية، وهذا ما حصل، فتقدموا بطلب إلى المنطقة، وجاءت تكليفي رسمياً بذلك، ومنذ ذلك الوقت عمدتُ أن أكون عوناً لأهل القرية بكل ما استطيع، وفي تلك الفترة كنت أعمل في السعودية وساهمت بإخراج عدد كبير من أبناء القرية إلى هناك للعمل، ولكن بعد أن كبر أبنائي وكلفت بمخترة القرية عدت لأستقر فيها وأتفرغ للمخترة ولكل عمل خير استطيع أن أقوم به».

الحاج حمود في أوضته

وعن الدور الذي يؤديه الحاج حمود على مستوى المحافظة وعلاقاته بالمجتمع والناس يقول: «لا يزال للعرف دور ملحوظ في قُرانا، ولا تزال العديد من المشاكل التي تقوم بين الناس تحل محلياً عن طريق أشخاص لهم وزنهم في القرية أو المحافظة، فكل ما يتعلق بأمور الطلاق والشجار والقتل وغيرها من المشاكل أتدخل في حلها، ولست الوحيد في ذلك، إنما نحن لجنة مؤلفة من عدد من أبناء المحافظة، ومن القرى المختلفة، وهبنا أنفسا لأن نكون في مساعدة المحتاجين، فما إن تقع أية مشكلة في أي قرية من القرى المحيطة، فنعلم بها عن طريق صلاتنا القوية مع الناس فنتصل ببعضنا ونحاول تقويض المشكلة بأسرع ما يمكن ونضع لها الحلول المناسبة والعاجلة والتي تتوافق مع الشرع والسنة، وتتوافق مع الواقع والأشخاص الذين تعرضوا للمشكلة، ولا سيما المشاكل التي تتطلب دفع دية أو مبالغ مالية، وأما المشاكل التي تقع في قريتي فأنا الوحيد المسؤول عنها، والتي لا ألبث أن أحلها ولا يوجد أي شخص من قريتنا احتاج إلى دخول محكمة إلى الآن».

وعن وضعه العائلي يقول: «لدي عائلة كبيرة، مؤلفة من عدد من الزوجات وعدد من الأبناء ولا أزال المرجع الأول والأخير لكل أمور عائلتي، كما فرض علي احتكاكي في الناس بشكل دائم، ولكوني مختارا للقرية التواجد في القرية دائما، فتفرغت لذلك العمل، وقُمت بتجديد "الأوضة" التي ورثتها عن عائلتنا، والتي كانت الوحيدة في القرية، لأعيدها إلى سابق عهدها، وأنا الآن أعمل بالزراعة وأشرف على عدد كبير من الحقول والبساتين التابعة في ملكيتها لي».

محمد الأحمد

ويقول السيد "محمد الأحمد" أحد أبناء قرية "مجدليا" وأحد معارف وأصدقاء الحاج "حمود": «عرف الحاج "حمود" منذ زمن بعيد بأنه رجل معتدل وصاحب أخلاق عالية وكرم، الأمر الذي جعله موضع ثقة لكل أبناء قريته ومن ثم أبناء الريف والمنطقة على حد سواء، ولا تكاد تحل مشكلة بعيدا عن المحاكم والقضاء إلا ويكون له باع طويل في ذلك، هو ومجموعة من الرجال أصحاب القول في المحافظة، وكثيراً ما تكلفه هذه الأمور الكثير، من الناحية المادية والناحية البدنية، حيث إنه رجل مسن ودائماً ما تراه يتنقل من قرية لأخرى وفي أوقات متأخرة من الليل حتى يعود، وكثيراً ما تم تكليفه من قبل مسؤولين بالمحافظة للتدخل في حل بعض القضايا الشائكة، التي تفاقمت في المجتمع، ولكن وجود أشخاص من أمثاله لا يزال يدل على أن المجتمع بخير، وأن للعادات والأعراف وقع على حياة ريفنا».

يشار إلى أن الحاج "حمود الحمود" من مواليد محافظة "إدلب" قرية "مجدليا" عام /1941/ وهو مختار القرية منذ أكثر من /40/عاما، متزوج من أربع نساء ولا تزال اثنتان على عصمته، ويزيد عدد أبنائه وأحفاده عن /75/ شخصا، وهو واحد من الوجوه الاجتماعية والشخصيات المعروفة والأكثر شهرة على امتداد المحافظة.