طموح الإنسان وقوة إرادته أقوى من أن يقف أمامهما شيء، مقولة استطاعت الشابة "رهف غنوم" ذات الستة عشر ربيعاً أن تثبتها بعزيمة وإرادة الشباب.

حيث تحدّت نفسها وإعاقتها /صمم وإعاقة نطقية/ لتصل إلى هدفها وتحقق ذاتها وهوايتها بأن تسير على طريق الفن التشكيلي وتمتلك الموهبة والقدرة التي تجعلها مميّزة في هذا المجال.

بدأت موهبة "رهف" تتكون منذ سن الثامنة حيث لم تمنعها إعاقتها السمعية والنطقية من التعبير عن نفسها وعن مشاعرها وأحاسيسها من خلال فن الرسم وكذلك أن تشق طريقها العلمي ومتابعة تحصيلها الدراسي ولكنها معروفة بشدة الخجل لدرجة الابتعاد عن الآخرين وهو الأمر الذي نعمل جميعاً على تخليصها منه

وتقول والدتها السيدة "مهيبة سفلو" في لقاء لموقع eidleb عن واقع حياة "رهف" والجو الأسري الذي تعيشه وبداية تكون موهبتها الفنية: «بدأت موهبة "رهف" تتكون منذ سن الثامنة حيث لم تمنعها إعاقتها السمعية والنطقية من التعبير عن نفسها وعن مشاعرها وأحاسيسها من خلال فن الرسم وكذلك أن تشق طريقها العلمي ومتابعة تحصيلها الدراسي ولكنها معروفة بشدة الخجل لدرجة الابتعاد عن الآخرين وهو الأمر الذي نعمل جميعاً على تخليصها منه».

المرأة والأسرة والطبيعة في لوحات رهف

وتضيف والدة "رهف": «وقد كان لوقوف الفنان "مصطفى كدرش" المدرس في مدرسة الأنشطة التطبيقية في "إدلب" إلى جانبها دوراً كبيراً في صقل موهبتها والاهتمام بها وإعطائها ثقةً في نفسها وتشجيعها على إبراز موهبتها الفنية لتعبّر من خلال فنها ولوحاتها عن نفسها وعن مكنوناتها الإنسانية ورؤيتها للحياة المحيطة بها فكان فنها ولوحاتها بالنسبة لها اللغة والملاذ الذي تهرب إليه لتعبّر عما يجول في خاطرها من أفكار ومشاعر إنسانية، وقد استطاعت بمساعدة كل من حولها من أساتذتها وأصدقائها وأسرتها أن تخطو خطواتٍ ممّيزة في مجال الرسم وأن تقدّم لوحات فنية تصوّر الواقع بتفاصيله البسيطة.

وعن مشوارها الفنيّ قال الفنان "مصطفى كدرش" الذي تابع "رهف" وعمل على صقل موهبتها : «الاهتمام بموهبة "رهف" بدأت بعد قدومها إلى مدرسة الأنشطة حيث رأيت فيها موهبةً فنيّةً يجب الاهتمام بها حيث عملت في البداية على جعلها تتأقلم مع الواقع المحيط بها ومن ثم البدء بتدريبها على كيفية التعامل مع اللوحة ومع الألوان وشيئاً فشيئاً تبلورت موهبتها بفعل الإرادة القوية التي تمتلكها وإصرارها على التعلم والنجاح فكانت وبمجرد أن أطرح عليها الفكرة تخرج بلوحةٍ فنيّةٍ معبّرة عن تلك الفكرة».

لوحة عن الحياة الريفية

وأضاف: «تميل "رهف" بلوحاتها الفنية إلى المدرسة الواقعية من خلال رسم حياة الناس والمجتمع والريف والطبيعة والتركيز على تفاصيل حياتهم البسيطة كما شكّلت المرأة حيّزاً هاماً من فنها ففي عددٍ كبيرٍ من لوحاتها تتناول المرأة وحياتها ولباسها وزينتها إضافة إلى تركيزها على الأسرة وحياة الريف فهناك لوحات لشخصيات نسائية وأخرى لأزياء المرأة والعمل بالحقل وعن الطبيعة وجمالها والأحياء الشعبية وكذلك صور من الواقع مثل بائع الخضار وعن المطالعة وصداقة الكتاب وأهمية اللغة العربية وكذلك بعض اللوحات للشخصيات الكرتونية المميّزة والمحبّبة عند الأطفال، وهي تعتمد بشكلٍ أساسي على ألوان "الباستيل" وحالياً تتبع دورة عن الألوان المائية والزيتية في مركز الفنون التشكيلية في مديرية ثقافة "إدلب" لتأهيل وصقل موهبتها والاطلاع على المدارس الفنية».

وعن مشاركاتها في المهرجانات قال "كدرش": «أهم مشاركاتها كانت في مهرجانات الطلائع المحلية وبعض المسابقات الدولية الخاصة بالأطفال حيث شاركت بمسابقة الرواد لثلاث سنوات متتالية وفازت بالمركز الأول في مشاركتين من مشاركاتها الثلاث، وفي العام 2009 شاركت في معرض لفنون الأطفال في الإمارات العربية المتحدة عبر منظمة الطلائع، كما أوفدت إلى جمهورية مصر تقديراً لتفوّقها وريادتها كما شاركت في معرض في "دمشق" بلوحات عن التآخي الإسلامي المسيحي».

رهف مع الفنان كدرش

أما مديرة مدرستها السيدة "رولا الزير" فقالت: «منذ أن جاءت "رهف" إلى مدرسة "حمود عبد العزيز" شعرنا بأن لديها موهبة فنية وقد ساعدناها ووقفنا إلى جانبها لإبراز هذه الموهبة وكنا جميعاً من إداريين ومدرّسين نشجعها للمضي في طريق الفن خاصةً وأن فن الرسم يساعدها في التعبير عن شخصيتها ونوازعها الإنسانية وقد أثبتت أنه لا يوجد عائق يمكن أن يمنع الإنسان من تحقيق ذاته وهدفه إذا كان يمتلك الإرادة والتصميم».