في وسط شارع "أبي العلاء" في مدينة "معرة النعمان" ينتصب مبنى جميل يضم بين جنباته ضريح الشاعر والفيلسوف "أبي العلاء المعري".

الباحث الأستاذ "أحمد غريب" تحدث لموقع eIdleb عن هذا المبنى بالقول: «يعتبر المبنى الذي يضم ضريح الأديب العربي الكبير "أبي العلاء المعري" من الأبنية الأثرية الهامة والجليلة في مدينة "معرة النعمان" لما يمتاز به هذا المبنى من طراز معماري فريد غني بزخارفه البديعة، بني في أربعينيات القرن الماضي على مساحة 500 متر مربع، يطل المبنى على الشارع الرئيسي بواجهة معمارية يتوسطها قنطرة مرتفعة ترتكز على عمودين من الحجر، ومن ثم المدخل الذي يفضي إلى باحة مكشوفة يتصدرها ضريح الشاعر والفيلسوف "أبي العلاء المعري" ضمن قبر متواضع خلا من الزخرفة والصنعة بتواضع وبساطة صاحبه، علماً أن هذا القبر هو ذات القبر القديم الذي رقد تحته شاعرنا المعري، وقد توضع هذا الضريح ضمن إيوان يتجه إلى الشمال وبجانبيه مدخلان يؤديان إلى قاعة المكتبة العلائية التي تضم آلاف الكتب العلمية والتاريخية والأدبية المتنوعة مع مجموعة أخرى من الكتب حوت آثار "أبي العلاء" وما كتب عنه الأدباء والشعراء، كما يجاور هذه القاعة من الجنوب حديقة متواضعة فيها قبران قديمان يعتقد بأنهما من أقرباء "أبي العلاء" أو من طلاب علمه وعليهما كتابات كوفية غير واضحة المعالم، ويوجد بجانب الضريح شجرتا سرو شامختان، وقد تم تصميم هذا البناء على طراز الأبنية العربية، وجعل فيها باحة سماوية وإيوان ومصلى وغيره، وبني من حجارة كلسية منحوتة متوسطة وكبيرة الحجم أما السقوف فكانت مستوية، وقد جعل البناء مسجداً فوق الضريح ولكن لم يستخدم لهذا الغرض، ويذكر بأنه في مكان هذا المبنى كان يقوم منزل "أبي العلاء المعري" الذي يؤمه طلاب العلم من كل حدب وصوب، حيث كان يستقبلهم ويؤمن لهم ما يحتاجونه طوال فترة إقامتهم، وفي هذا البيت مكث طوال حياته بعد عودته من بغداد، حيث وجد أمه قد فارقت الحياة فحزن عليها حزناً شديداً ورثاها رثاء فريداً ولزم البيت وعرف برهين المحبسين، وقد أوصى قبل وفاته أن يدفن في بيته ويكتب على شاهدة قبره:

في عام 1958 أثناء الوحدة بين "سورية ومصر" اقترح الدكتور "طه حسين" وكان وزير المعارف في تلك الفترة تحويل هذا المبنى من مسجد إلى مركز ثقافي، وقد تم ذلك في عام 1960، ولقد زار الأديب الدكتور "طه حسين" هذا المركز عدة مرات حتى يقال بأنه أشرف على وضع حجر الأساس لهذا الصرح الثقافي الهام، وكان على رأس الأدباء والشعراء العرب الذين شاركوا في المهرجان الألفي لأبي العلاء في عام 1944 بمناسبة مرور ألف عام هجرية على وفاته، وقد شارك في هذا المهرجان الثقافي والأدبي الهام والذي أقيمت فعالياته في كل من "دمشق والمعرة وحلب واللاذقية" أكثر من 72 أديباً وشاعراً عربياً منهم الشعراء: "بدوي الجبل وعمر أبو ريشة ومعروف الرصافي وفخري البارودي والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري" الذي ألقى في هذا المهرجان قصيدة "المعري" والتي مطلعها: قف بالمعرة وامسح خدها التربا واستوح من طوّق الدنيا بما وهبا وقد زار هؤلاء الأدباء ضريح "المعري" ورثوه، وفي عام 2008 تم الانتقال إلى المبنى الجديد للمركز الثقافي، وتقرر تحويل المبنى السابق إلى متحف "لأبي العلاء" يضم مؤلفاته وكل ما كتب عنه وكل الآثار التي لها علاقة بـ "أبي العلاء المعري"، كما يضم الكتب والخزائن الخشبية الأربعة التي أهداها الدكتور "طه حسين" والذي كان شديد الولع بأبي العلاء للمكتبة العلائية

هذا جناه أبي علي / وما جنيت على أحد

واجهة المبنى الذي يضم الضريح

فنفذت وصيتاه في الدفن والكتابة».

رئيس المركز الثقافي في مدينة "المعرة" الأستاذ "محمد شيوخ الصيادي" قال: «في عام 1958 أثناء الوحدة بين "سورية ومصر" اقترح الدكتور "طه حسين" وكان وزير المعارف في تلك الفترة تحويل هذا المبنى من مسجد إلى مركز ثقافي، وقد تم ذلك في عام 1960، ولقد زار الأديب الدكتور "طه حسين" هذا المركز عدة مرات حتى يقال بأنه أشرف على وضع حجر الأساس لهذا الصرح الثقافي الهام، وكان على رأس الأدباء والشعراء العرب الذين شاركوا في المهرجان الألفي لأبي العلاء في عام 1944 بمناسبة مرور ألف عام هجرية على وفاته، وقد شارك في هذا المهرجان الثقافي والأدبي الهام والذي أقيمت فعالياته في كل من "دمشق والمعرة وحلب واللاذقية" أكثر من 72 أديباً وشاعراً عربياً منهم الشعراء: "بدوي الجبل وعمر أبو ريشة ومعروف الرصافي وفخري البارودي والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري" الذي ألقى في هذا المهرجان قصيدة "المعري" والتي مطلعها:

قبر أبو العلاء المعري

قف بالمعرة وامسح خدها التربا واستوح من طوّق الدنيا بما وهبا

وقد زار هؤلاء الأدباء ضريح "المعري" ورثوه، وفي عام 2008 تم الانتقال إلى المبنى الجديد للمركز الثقافي، وتقرر تحويل المبنى السابق إلى متحف "لأبي العلاء" يضم مؤلفاته وكل ما كتب عنه وكل الآثار التي لها علاقة بـ "أبي العلاء المعري"، كما يضم الكتب والخزائن الخشبية الأربعة التي أهداها الدكتور "طه حسين" والذي كان شديد الولع بأبي العلاء للمكتبة العلائية».

تمثال أبو العلاء وسط مدينة المعرة

يذكر بأن "أبي العلاء المعري" هو "أحمد بن عبد الله سليمان آل تنوخ" ولد في "معرة النعمان" سنة 973 م وتوفي فيها عام 1057م، ولقب بأبي العلاء ونسب للمعرة التي ولد وعاش فيها، ويجمـع الباحثون على أن "المعري" شاعر مبدع لم يعرف أدبنا العربي نظيراً له، وأنه ظاهرة خارقة من الخوارق البشرية، وقد رثاه أكثر من ثمانين شاعراً عند موته.