أضحت زراعة أشجار "الكاكي" ضمن اهتمامات مزارعي ريف "العاصي" بمحافظة "إدلب" لمردودها الاقتصادي الجيد وباتت مصدر رزق للكثير من الأهالي.

ويرى "نعيم نفاخ" أحد مزارعي "الكاكي" في "سلقين": «إن شجرة "الكاكي" حديثة الزراعة في المنطقة ودخلت إلى سورية من تركيا ومن ثم انتشرت في بعض المناطق وخاصة في ريف "العاصي" لوجود التربة المناسبة لزراعتها وكذلك توافر المياه لكونها تحتاج للري وبكميات كبيرة وباتت مصدر رزق للكثير من أهالي المنطقة ويطلق عليها عدة أسماء منها "الخرمة" و"الدربزان" و"التين التركي" و"المانجا" غير أن "الكاكي" هو الاسم العلمي والأشهر لهذه الفاكهة.

إن شجرة "الكاكي" متساقطة الأوراق وجذعها مستقيم وتتوضع الأوراق على الأغصان بانتظام وهي متبادلة سطحها داكن الاخضرار تتحول مطلع الخريف إلى اللون الأحمر فالأصفر البرتقالي ثم الأصفر الكامل عند تساقطها

وهناك نوع من ثمارها يطلق عليه اسم "التين التركي" إلى جانب الصنف المسمى السوري والفرق بينهما أن صنف السوري يجب ترك الثمرة حتى تنضج على الشجرة أو يتم تخميرها بالكبريت حتى يصبح بالإمكان أكلها وهي دون تلقيح ولا يوجد بذور بداخلها وثمرتها برتقالية اللون أما النوع التركي فيمكن أكل الثمرة دون أن تنضج على الشجرة ودون تخمير وهي ملقحة بحبات الطلع من شجرة ذكر تزرع في كل بستان تساعد الرياح والحشرات في عملية التلقيح وبداخل الثمرة يوجد بذور وثمرتها غامقة تميل إلى السواد وغالباً ما نجد نفس الصنفين السوري والتركي على ذات الشجرة».

موسم القطاف

و يقول المزارع "محمد علي قبلاوي"صاحب أحد بساتين "الكاكي" في قرية "دلبيا": «يتم زراعة غراس "الكاكي"العادية في فصل الربيع بمسافة 4 أمتار بين الواحدة والأخرى ومن ثم يتم تطعيم الغراس المزروعة بطريقة "القلم" الذي يؤخذ من أحد الفروع الفتية لأي شجرة "كاكي" مثمرة لأن الغراس غير المطعمة لا تثمر.

ويضيف: «إن مردود شجرة "الكاكي" جيد حيث تنتج وسطياً ما بين 100- 200 كيلو غرام وذلك حسب حجم الشجرة والاهتمام بها والظروف المناخية خاصة أن الشجرة تثمر كل عام وتتراوح الأسعار بين 15-25 ليرة للكيلو غرام الواحد وتباع الثمار في أسواق "حلب" و"دمشق" و"حمص" وبعضها يصدر إلى الدول العربية مثل لبنان والعراق والأردن ودول الخليج وقد أصبحت من الأشجار التي يقبل على زراعتها مزارعو ريف "العاصي" ويتحول موسم القطاف الذي يستمر خلال شهري "تشرين الأول" و"تشرين الثاني" إلى مناسبة اجتماعية واقتصادية تصبح فيه الحقول كخلية النحل يعمل فيها الجميع من قطاف وتخمير وتوضيب ونقل».

المزارع محمد علي قبلاوي

ويقول المزارع "أحمد الأحمد": «معروف عن شجرة "الكاكي" أنها شجرة حساسة تحتاج لرعاية واهتمام كبيرين من تقليم وتسميد ورش ومكافحة بالمبيدات والفلاح أصبح لديه خبرة جيدة بزراعتها ومكافحتها ورعايتها والمبيدات التي تحتاجها وأحياناً يتم استشارة بعض الفنيين والمهندسين الزراعيين بالمنطقة وتتمتع ثمار" الكاكي" حسب أطباء التغذية بقيمة غذائية مرتفعة وفوائد طبية متعددة نظراً لاحتوائها على نسبة جيدة من "البروتين" إضافة إلى وجود المعادن مثل "الكالسيوم" و"الفوسفور" و"الحديد" إضافة إلى بعض الفيتامينات كفيتامين/ أ و سي/ كما تتمتع ثمرتها بوجود الألياف الغذائية التي تمتاز بعدة فوائد والحماية من بعض الأمراض».

ويقول المهندس الزراعي "محمد نور طكو": «إن شجرة "الكاكي" أو "الخرمة" تعود بأصولها إلى الصين حيث كانت تعرف بفاكهة الآلهة في العهد الإغريقي وانتشرت زراعتها في شمال شرق آسيا ثم انتقلت زراعتها إلى أوروبا في القرن التاسع عشر ويعتقد البعض أن أصل اسمها يعود إلى الفارسية "خورمالو" و تعني "تمر خوخ"، وهي من الأشجار الجديدة التي دخلت سورية حيث تمت زراعتها لأول مرة مطلع القرن العشرين وانتشرت على نطاق ضيق مقتصرة على محافظتي "إدلب" و"اللاذقية" وأخذت بالتوسع في بقية المحافظات والمناطق وخاصة "ريف دمشق" والمنطقة الساحلية التي تتوافر فيها الظروف المناخية المناسبة لهذا النوع من الأشجار وانتشرت زراعة "الكاكي" في محافظة إدلب وخاصة في منطقتي "حارم" و"سلقين" وعلى طول ريف "العاصي" من "دركوش" إلى "العلاني" و"التلول" و"عزمارين" وتبلغ المساحة الإجمالية المزروعة بـ"الكاكي" في "إدلب" 1250هكتارا تضم نحو 225 ألف شجرة يقدر إنتاجها السنوي بشكل وسطي بنحو 8 آلاف طن».

ثمار الكاكي الناضجة

ويضيف: «إن شجرة "الكاكي" متساقطة الأوراق وجذعها مستقيم وتتوضع الأوراق على الأغصان بانتظام وهي متبادلة سطحها داكن الاخضرار تتحول مطلع الخريف إلى اللون الأحمر فالأصفر البرتقالي ثم الأصفر الكامل عند تساقطها».