يعد "السماق" من التوابل التي تحظى بالاهتمام والإقبال على زراعة أشجاره في عدد من المناطق الحراجية في محافظة "إدلب" للاستفادة من خواصه وفوائده نظراً لاستخداماته المتعددة الغذائية والطبية وفي عملية الصباغ.

وتقول السيدة "منيرة الحمود" من أهالي مدينة "إدلب": «إن استخدام "السماق" في تحضير العديد من المأكولات عرف منذ القديم حيث استخدم في الطبخ كنوع من التوابل لإعطاء النكهة الحامضية المميزة والمرغوب بها لبعض المأكولات مثل "الزعتر" و"المقبلات" و"السلطات" و"الكبة السماقية" و"السفرجلية"».

إن استخدام "السماق" في تحضير العديد من المأكولات عرف منذ القديم حيث استخدم في الطبخ كنوع من التوابل لإعطاء النكهة الحامضية المميزة والمرغوب بها لبعض المأكولات مثل "الزعتر" و"المقبلات" و"السلطات" و"الكبة السماقية" و"السفرجلية"

وعن كيفية استخلاصه وتحضيره قال "صلاح هارون" من أهالي قرية "إسقاط" التابعة لناحية "سلقين": «الطريقة القديمة والبدائية والتي لا تزال مستخدمة في الأرياف هي أن يتم قطاف ثمار "السماق" التي تكون على شكل عناقيد بعد أن تنضج على الشجرة حيث يكون بلونه الأحمر القاني ومن ثم نشرها وتعريضها لأشعة الشمس حتى يسهل استخلاص حبوب "السماق" من العيدان من خلال ضرب العناقيد بواسطة العصي ثم فصل القشور عن البذور بواسطة غربال وغالباً ما ترش حبوب "السماق" بالماء والملح ثم تغطيتها بقطعة قماش لمدة يومين أو ثلاثة أيام بعد ذلك يتم تعريضها لأشعة الشمس حتى تجف ثم يتم وضعها في غربال وفركه لعزل القشرة عن البذرة ثم تجميعها بأكياس من الخيش، أما حالياً ونتيجة التطور التقني تم استبدال الطريقة اليدوية بالطريقة الآلية لفصل حبوب "السماق" بواسطة آلة كهربائية خاصة ومن ثم غربلتها».

شجرة سماق فتية

ويقول المزارع "جودت علي بيك": «إن موسم نضج "السماق" وقطافه في شهري "آب" و"أيلول" حيث يتراوح إنتاج الشجيرة الواحدة من "السماق" من 2-3 كيلوغرامات ويباع الكيلوغرام الواحد من ثمار "السماق" بحوالي 200 ليرة ويوفر "السماق" دخلا موسميا للعديد من الأسر الريفية من خلال ارتفاع سعره نظراً لتزايد الطلب عليه في الأسواق والرغبة في الاستفادة منه ومن استخداماته المتعددة».

وعن الاستخدامات الطبية "للسماق" قال "رجب هارون": «بحسب المعلومات التاريخية فإن "السماق" استخدم منذ القدم في مجالات طبية عديدة حيث استخدمه قدماء الإغريق والعرب في علاج بعض الأمراض مثل التهاب اللثة ومعالجة الجروح كما يستخدم السماق العطري حالياً في الطب الحديث بالاستفادة من حمض "الجاليك" وهو أحد مركبات المواد العفصية الموجودة فيه بكمية كبيرة وله تأثير مضاد للبكتيريا والفيروسات والفطريات».

ثمار سماق ناضجة

المهندس الزراعي "جمعة المصطفى" تحدث بالقول: «"السماق" هو من الفصيلة البطمية التي ينتمي إليها "الكاجو" و"البطم" و"الفستق الحلبي" ويكون بشكل أشجار أو شجيرات صمغية يصل ارتفاعها إلى حوالي مترين وهي ذات أغصان متدلية متشعبة وأوراق مركبة في أزواج وثماره عنقودية الشكل بلون احمر قانئ ومعروف أن كلمة "السماق" باليونانية تعني اللون الأحمر وتنتشر شجيرات "السماق" الحراجية في المناطق الوعرة والجبلية والهضابية المعتدلة والدافئة تتحمل الظروف البيئية حيث يتواجد في عدة مناطق من محافظة "إدلب" وخاصة "حارم" و"سلقين" و"جسر الشغور" و"الجبل الوسطاني" وجبل "الدويلة" وجبل "الزاوية" وتعمل دائرة الحراج في مديرية الزراعة على زراعته كواحد من النباتات الحراجية في المواقع التي يتم تحريجها سنوياً».

وأضاف: «من أهم أنواعه "سماق الخل" و"سماق الصباغين" و"السماق السوري" أو "القطني" ويعود طعم السماق ونكهته الأسيدية الحامضة الخاصة واللاذعة إلى مواد أساسية موجودة فيه إضافة إلى الأحماض العضوية والزيوت التي توجد بنسبة عالية في الأوراق والجذور، وهناك طرق عديدة لإكثاره منها الإكثار بالبذار وذلك بعد قشر غلاف البذار ويعتبر أفضل وقت لإنبات البذار من منتصف شهر "شباط" حتى منتصف "آذار" والإكثار الخضري يتم بواسطة الفسائل في فترة "الخريف" بعد تساقط الأوراق عبر قطف البراعم الحديثة النمو من الجذور وإعادة غرسها في الأماكن المرغوب فيها وأيضاً هناك طريقة الإكثار بالعقل».