في أقصى شمال محافظة "إدلب" وعلى بعد 45 كيلومتراً من مدينة "إدلب" وإلى الشمال من مدينة "الدانا" بنحو سبعة كيلومترات تقع قرية "تلعادة" فوق رابية صخرية شديدة الانحدار تشرف على سهل "الدانا" وعلى مقربة من جبل "سمعان" حيث تبعد 20 كيلومتراً فقط عن دير وقلعة "سمعان" الشهيرين ويعود تاريخ القرية إلى القرن الخامس الميلادي كما تشير بعض آثارها الباقية حتى الآن.

ويرى أهلها أن تسميتها جاءت بسبب وقوعها فوق هذا التل فيما يرى بعض الباحثون أن تسميتها مأخوذة من الآرامية وأصلها "تل أعدي" وتعني "تل النجاة" والبعض يقول أن تسميتها مأخوذة من كلمة "تلّعدا" معناها "تل العدو" أو "تل الركض" .

تتبع قرية "تلعادة" لناحية "الدانا" بمنطقة "حارم" و يبلغ عدد سكانها ثمانية آلاف نسمة وفيها ثلاث مدارس للتعليم الأساسي وواحدة ثانوية يعمل معظم أهلها بالزراعة وتربية الماشية وأهم مزروعاتها التين والعنب والزيتون كما يوجد فيها مسجد قديم من الطراز العمري ويمتاز بفن العمارة الإسلامية القديمة حيث لا تزال مئذنته قائمة ومحافظة على شكلها المعماري القديم

يقول الباحث "عبد الحميد مشلح": «كان يوجد في "تلعادة" كنيسة شبيهة بكنيسة "الدانا" وهي تعود إلى نهاية القرن الخامس لها باب واحد في واجهتها الغربية وطرفاها الشرقي والغربي بحالة جيدة كما أنها كانت من قلاع القرون الوسطى ولكن لم يبق منها إلاّ أقسام من السور وباب ضخم كان محاطاً ببرجين متعددي الزوايا، ويوجد فيها أيضاً قبور إسلامية ترقى إلى عصر الفتوحات الإسلامية يوجد عليها كتابات عربية غير منقطة». وعن أهم آثارها يقول:«يوجد بجوارها دير يسمى باسمها أي "دير تلعادة" ويدعى"دير أميانوس" و الدير الكبير ويعتقد أنه أقدم الأديرة الموجودة في المنطقة المحيطة به وهي "دير حشيان" المعروف باسم "دير حسان" حالياً ودير" قصر البنات" و"دير ترمانين"

آثار دير تلعادة الكبير

أهم آثارها أو دير تلعادة الكبير يقع شمال القرية ويبعد عنها 1500م وأنشئ في أواسط القرن الرابع ، ظلّ الدير مأهولاً بالناس حتى أواخر القرن العاشر وهناك كتابة سريانية المؤرخة عام 941 ميلادية أحجار الدير ضخمة ويتألف من جناحين متوازيين يمتدان باتجاه شمال – جنوب تتوسطهما باحة كبيرة هي عبارة عن رواق مبلط ينتهي بمقبرة محفورة في الصخر كما يوجد بالقرب منها "برج السبع" أو "دير أوسيبونا" ويقع شمال قرية "تلعادة" وعلى بعد 300متر منها ويرقى إلى القرن السادس ومعظم أجزائه متهدمة ولم يتبق منه سوى برج بطابقين يحتوي على عدة غرف خربة و سور ومعصرة كبيرة وصهاريج عديدة و يوجد فيه أربعة "نواويس"».

ويقول "يوسف إسماعيل" رئيس مجلس القرية لموقع eidleb : «تتبع قرية "تلعادة" لناحية "الدانا" بمنطقة "حارم" و يبلغ عدد سكانها ثمانية آلاف نسمة وفيها ثلاث مدارس للتعليم الأساسي وواحدة ثانوية يعمل معظم أهلها بالزراعة وتربية الماشية وأهم مزروعاتها التين والعنب والزيتون كما يوجد فيها مسجد قديم من الطراز العمري ويمتاز بفن العمارة الإسلامية القديمة حيث لا تزال مئذنته قائمة ومحافظة على شكلها المعماري القديم».

يوسف اسماعيل رئيس بلدية تلعادة

وعن الواقع الخدمي في القرية يقول: «تبلغ ميزانية البلدية للعام 2011 حوالي 4,5 مليون ليرة منها مليون ليرة للمشاريع الاستثمارية ويوجد فيها مركز صحي جديد و مخدمة بشكل مقبول بشبكة الهاتف وتبلغ نسبة التخديم فيها بالصرف الصحي حوالي 40% وهناك مشروع متكامل للصرف الصحي كلفته 32 مليون ليرة لم يتم حتى الآن رصد الاعتماد اللازم له لإدراجه ضمن الخطط وتنفيذه وقد قامت البلدية بتنفيذ مصب موحد لها مع القرى والتجمعات السكانية المحيطة بها لإبعاد مياه الصرف الصحي والتلوث عن أراضي القرية الزراعية بانتظار أن يتم تنفيذ المشروع المتكامل ضمن القرية، كما تم تنفيذ مشروع شق طرقات بكلفة مليون ليرة وتزفيت شوارع القرية خلال العام 2011».

جامع تلعادة القديم