سوق البازار في مدينة "المعرة"، هو مساحة واسعة من العرض والطلب، كان يعتمد فيه الناس سابقاً على الملبوسات المستخدمة "البالة"، وتطور الأمر في أيامنا إلى المتاجرة بكل أنواع البضائع بدءاً من مستلزمات السُفرة والمطبخ إلى تحف الزينة والأحذية، حيث تفرش الأرض بهذه البضائع على طول شارعي "الكورنيش" و"أبي العلاء"، ولا يقتصر الموضوع في الأعياد على يوم السبت بل يتعداه إلى سائر أيام الأسبوع قبيل العيد، وكذلك الأمر وُجدت بعض الأسواق الأخرى المنافسة لسوق السبت مثل سوق الاثنين في الحي القبلي وسوق الثلاثاء في الحي الشمالي وسوق الأربعاء في الحي الشرقي وجميعهم ضمن مدينة "المعرة"، بالإضافة إلى أسواق بازار أخرى في قرى مجاورة أيضاً.

"محمد شيخ دياب" بائع أحذية ولادية في شارع "الكورنيش" ذكر جانباً سلبياً في أسواق البازار، حيث قال: «بسطات سوق البازار تحتوي على بضائع غير معروفة المنشأ أو الهوية ولا تحمل أي سجل صناعي، لذا فهي رخيصة الثمن وسريعة التلف، لكن المواطن وبحكم الظروف الاقتصادية السيئة، إضافة إلى ارتفاع أسعار السلع بشكلٍ عام يضطر لشراء الأرخص ثمناً، وطبعاً هي السلعة الموجودة على الأرصفة وبكثرة، وفي النهاية فإن الأمر هو نفسه، والقطعة النظيفة تبقى في المحل العادي رغم ارتفاع سعرها عن سلعة البسطة».

في السنوات الأخيرة خف الطلب على الأحذية الجديدة، وذلك بفعل انتشار البسطات أينما كان، وهذا موضوع مؤسف للغاية، فنحن ندفع الضرائب وأجور المالية أما البسطة العادية فهي غير مطالبة بأي ثمن، لذلك فإنها تبيع الحذاء بربع القيمة التي نبيعها نحن في المحل، وبهذا الشكل عكف المشترون عن الشراء من المحل العادي، واتجهوا إلى البسطة الرخيصة التي يرضى بائعها بقدر بسيط من الربح

رأي أيجابي من الموضوع تحدث عنه السيد "أحمد الجاجي" وهو صاحب محل أدوات تجميل قائلاً: «مع أن أدوات التجميل والعطورات هي الأكثر عرضاً على بسطات البازار إلا أن الأرزاق لا تتأثر بذلك، ولا يمكنني كبائع عادي مقاومة ذلك التيار الجارف، لأن هؤلاء الذين يبيعون على الطرقات يحكم بعضهم قلة ذات اليد، والزبائن نوعان منهم من لا يقتنع بشراء السلع من البسطة ومنهم العكس تماماً، وكبائعين لا تنقصنا الخبرة فواجبنا جذب الطرفين ومكاسرة الأسعار لكسب الزبائن، ولا يمكننا العمل على حساب قطع أرزاق الآخرين».

السيد رضوان الحسيني

أسواق البازار في "المعرة" يتصدرها سوق السبت تشكل أحياناً مصدر إزعاج حقيقي لأصحاب المحلات التجارية، لأن دوام البازارات بين يوم وآخر يُسبب نقصاً في قوة العرض لدى هؤلاء، وخاصة مع وجود ما يحتاجه المواطن في الشارع وعلى البسطات الموزعة، حيث يقول السيد "رضوان الحسيني" صاحب محل أحذية في سوق السكيفاتية: «في السنوات الأخيرة خف الطلب على الأحذية الجديدة، وذلك بفعل انتشار البسطات أينما كان، وهذا موضوع مؤسف للغاية، فنحن ندفع الضرائب وأجور المالية أما البسطة العادية فهي غير مطالبة بأي ثمن، لذلك فإنها تبيع الحذاء بربع القيمة التي نبيعها نحن في المحل، وبهذا الشكل عكف المشترون عن الشراء من المحل العادي، واتجهوا إلى البسطة الرخيصة التي يرضى بائعها بقدر بسيط من الربح».

الأستاذ "علي الباشا" مدرس ثانوي وبائع عطورات واكسسوارات، قدم مشكلة البازار من زاوية أخرى تمس الاقتصاد وتعرض للحل قائلاً: «المشكلة أنه لا يوجد لدينا حماية ملكية، فبائع البسطة يأتي بالمنتج الذي أبيعه في المحل لكن من نوع ثان ويبيعه أرخص بكثير ودون تكاليف ضريبية، وبالتالي فهو يُفسد تجارة المحلات التي تدفع تكاليف الضريبة والماء والكهرباء، فتصور أن محلاً تُقدر تكاليفه شهرياً بعشرين ألف ليرة لا يبيع سوى بألف ليرة في اليوم، لذلك فإن بائع المحل يضطر لزيادة الأسعار لتغطية نفقاته، وبهذا الشكل يضعف اقتصاد الأسواق النامية مثل أسواق "المعرة" و"إدلب" و"خان شيخون"، لكن المدن تبيع الجملة ولا تتأثر، فالتاجر لا يهمه الأمر لأنه يبيع بضائعه للجميع، وفي النهاية فإن موضوع "البازارات" قابل للحل بأساليب عديدة ومنها الرقابة التموينية الصارمة، وفرض مواسم معينة لأصحاب البازارات، كما يمكن في المستقبل بناء مجمع تجاري خاص لهم ويكون موحداً».

السيد محمد شيخ دياب
بازار يوم السبت