تعتبر أزهار "الجيجان" من النباتات الفريدة والتي تفرز العسل ذا الرائحة والطعم واللون المميز، فجعلته بمكانةً مميزة عن غيره من أنواع العسل وخاصة في محافظة "إدلب" التي تتواجد فيها هذه الأنواع من النباتات.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27/11/2012 المربي "محمد القاسم" الذي تحدث بالقول: «يعد نبات "الجيجان" من النباتات المفضلة عند النحالين للحصول على عسل مميز بطعمه ونكهته، وكان هذا النوع من العسل الأكثر إنتاجاً في "إدلب" نتيجة انتشار نبات "الجيجان" بشكل واسع ومضاعف عما هو عليه الآن بسبب وجود مساحات كبيرة من الأراضي البعل التي تزرع بالبقوليات، وتعد مناطق "حارم" و"جسر الشغور" و"معرة النعمان" من المناطق التي يوجد فيها نبات "الجيجان" لتوافر التربة والبيئة المناسبة، حيث كان المربون يقومون بوضع خلايا النحل في أماكن تواجد "الجيجان" للحصول على عسل مميز الرائحة والطعم ولكونه مرغوباً وبأسعار أعلى.

من المعروف أن تسميات العسل تتبع أسماء النباتات التي يتغذى عليها النحل ويأخذ منها الرحيق، ويعد عسل "الجيجان" من أنواع العسل عالية الجودة والمرغوب بها لنكهته الممتازة ولونه الفاتح الذي يميل إلى حد ما إلى الأصفر نظراً للون زهرة "الجيجان"، ومن أهم أنواع العسل المعروفة إلى جانب عسل "الجيجان" نجد عسل "الحمضيات" و‏عسل "الكينا" و‏عسل "اليانسون" و‏عسل "حبة البركة"‏ وعسل "الزعتر"‏ وعسل "العجرم"‏ وعسل "الأشواك" وعسل "المحلب" و"عسل القطن" وعسل "اللوزيات"، هذا التنوع جاء نتيجة تنوع المراعي والنباتات والمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة في المحافظة وتنوع المناطق البيئية فيها

ولكن في الوقت الحالي فإن المساحات التي ينمو فيها "الجيجان" باتت قليلة، وبالتالي تضاءلت فرص الحصول على هذا النوع من العسل مقابل عسل "حبة البركة" الأكثر إنتاجاً نتيجة انتشار زراعة محصول "حبة البركة" على نطاق واسع في المحافظة وخاصة في منطقة "معرة النعمان" و"خان شيخون"».

زهرة الجيجان

وعن مزايا عسل "الجيجان" وأنواع العسل المعروفة في المحافظة أضاف: «من المعروف أن تسميات العسل تتبع أسماء النباتات التي يتغذى عليها النحل ويأخذ منها الرحيق، ويعد عسل "الجيجان" من أنواع العسل عالية الجودة والمرغوب بها لنكهته الممتازة ولونه الفاتح الذي يميل إلى حد ما إلى الأصفر نظراً للون زهرة "الجيجان"، ومن أهم أنواع العسل المعروفة إلى جانب عسل "الجيجان" نجد عسل "الحمضيات" و‏عسل "الكينا" و‏عسل "اليانسون" و‏عسل "حبة البركة"‏ وعسل "الزعتر"‏ وعسل "العجرم"‏ وعسل "الأشواك" وعسل "المحلب" و"عسل القطن" وعسل "اللوزيات"، هذا التنوع جاء نتيجة تنوع المراعي والنباتات والمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة في المحافظة وتنوع المناطق البيئية فيها».‏

وعن أماكن تواجد "الجيجان" ونموه وخصائصه يشير المهندس الزراعي "مصطفى زكور": «"الجيجان" نبات بري معروف في بعض مناطق محافظة "إدلب" لكونه ينمو في المناطق المعتدلة والدافئة، ويسمى أيضاً في بعض المناطق باسم "الحلاب" بسبب عصارته اللبنية البيضاء ويصنف مع النباتات السامة بالنسبة للإنسان لاحتوائه على مركبات ضارة في عصارته اللبنية ويضر بقية الحيوانات الأخرى، لذلك فهي تبتعد عنه ويبقى على حاله طوال فترة الصيف، فهو ذو رائحة مميزة يظهر في الأراضي السليخ البعل التي تزرع ببعض أنواع البقوليات ولا يستطيع امتصاص رحيقه إلا النحل ويزهر "الجيجان" بعد حصاد هذه المحاصيل خلال الفترة من "تموز" وحتى "تشرين الأول" لكنه لا يفرز الرحيق مباشرة عند إزهاره وقد يتأخر حوالي الشهر لإفراز الرحيق.

العسل الأميز بلونه وطعمه

وهذه العملية تتطلب ظروفاً بيئية مثل انخفاض درجات الحرارة شتاء ومعدلات أمطار جيدة، حيث تبدأ مرحلة إزهار النبات من مطلع شهر "تموز" ولغاية منتصف شهر "تشرين الأول"، وعملية إفراز الرحيق تتم في ساعات الصباح الباكر لكونه يحتاج للرطوبة ودرجات حرارة منخفضة، وتعد أزهار "الجيجان" من أفضل المراعي للنحل خلال فترة إزهاره وإفرازه الرحيق».

المهندس الزراعي "محمد جميل فرحات" رئيس شعبة النحل في مديرية الزراعة قال: «إن الظروف المناخية المناسبة ووجود مناطق بيئية مختلفة ونباتات متنوعة ومصادر متعددة لغذاء النحل وتنوع الغطاء النباتي ووفرة النباتات العطرية والرحيقية والمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة التي يتغذى عليها النحل في معظم مناطق محافظة "إدلب" جعل تربية النحل مهنة مرغوب بها ومنتشرة في مناطق عدة من المحافظة، كما أدى ذلك إلى وجود أنواع متنوعة من العسل المنتج، حيث تتميز المحافظة بإنتاج بعض الأنواع وخاصة "الجيجان" و"حبة البركة" و"اليانسون" وكل نوع يمتاز بطعم ولون يميزه عن النوع الآخر، ويعد عسل "الجيجان" من أكثر الأنواع المرغوب بها عند المربين وعند المستهلكين ولكن قلة وجود هذا النوع جعل الناس يميلون إلى الأصناف الأخرى».

الأرض السليخ البعل التي ينمو بها الجيجان

يذكر أن إجمالي عدد خلايا النحل في محافظة "إدلب" يبلغ 110 آلاف خلية منها حوالي 68 ألف خلية حديثة إنتاجها من العسل يزيد على 600 طن فيما يزيد عدد النحالين فيها على 3000 مربي نحل.