تتويج وجوائز قيّمة على مقاعد الدراسة، وسنوات جميلة في التميز والعطاء، ثم الانتقال إلى مرحلة المؤلفات في عالم الفكر والأدب، والعديد من المحطات في مجال العمل الجماعي والتطوعي.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 تموز 2016، الكاتبة الدكتورة "يسرا السعيد" لتنقل أحداث رحلتها في الحياة، التي بدأتها من خلال السنوات الأولى على مقاعد الدراسة، وتقول: «منذ اليوم الأول في المدرسة وجدت وتلقيت دعماً كبيراً واهتماماً مثالياً من قبل الوالدين لتحقيق مراتب التفوق والنجاح الرائع في دور العلم والتعليم، فكان المركز الأول نصيبي في جميع سنوات الدراسة في مدينة "إدلب" للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، وفي مدينة "حلب" أثناء الدراسة الثانوية في الأول والثاني الثانوي، وفي الشهادة الثانوية كنت من بين الأوائل على مستوى المدينة.

روح جميلة تسيطر عليها وهي تبحث عن المحبة والتعاون، ولغتها في العمل الجماعة، حققت نتائج قيمة في المركز بالمدينة، تعطي بسخاء وجدية، ولا تنتظر المقابل، بل جلّ أهدافها العمل النبيل والإنساني، كانت مكسباً كبيراً للمنطقة، وسيرتها الرائعة خلال السنوات الماضية كافية لتكون مربية وتربوية ومهنية

وإلى جانب التركيز على الدراسة كانت لي مشاركات بالتنظيم في جميع المهرجانات والحفلات والمعارض التي كانت تقام في المدارس التي درست فيها، وكنتُ أكلف بها من قبل إدارات المدارس، وفي المرحلة الابتدائية حصلتُ فيها على المركز الأول على مستوى القطر بالفصاحة والخطابة في مسابقات الرواد، ثم حصلت على شهادة تكريم في المرحلة الثانوية لحصولي على المركز الأول في الفصاحة والخطابة، وحصلت حينئذ على منحة للتوجه إلى "اليابان"، خلال سنوات الجامعة حتى التخرج كانت لي جائزة "الباسل" للتفوق الدراسي، وكنت ضمن الثلاثة الأوائل دائماً، هنا لابدّ من الإشارة إلى دعم كبير كان حاضراً من قبل والدي "وجيه" لتوفير أجواء مثالية جداً، منذ بدء الدراسة الجامعية حتى الحصول على شهادة الدكتوراة في قسم الفلسفة في جامعة "دمشق"».

الدكتورة تستمر مع عالم التأليف

تتابع: «أثناء الدراسة الجامعية، كانت لي مشاركات دورية بالندوات الثقافية، حتّى الأسبوع الثقافي العالمي الفلسفي في "دمشق" كنتُ ضمن نخبة المنظّمين والمعدّين، وهذا الموقع لا يناله إلا المجد والمجتهد، لكونه يضم ويستقطب أساتذة ودكاترة من كافة دول الوطن العربي والعالم، وجميع الطلبة استعانوا بمراجعي الدراسية؛ لأن الحرص كان كبيراً على أعلى درجات التميز في مراجعي ومحاضراتي، وما استفدت منه كثيراً في مسيرتي الدراسية والتأليفية. وكانت مكتبة "الأسد" كنزاً أدبياً وثقافياً عظيماً، وفيها من يستحق منا الإشادة والإشارة لما وجدت منهم من تشجيع ودعم كبير، وأولهم الأستاذ الدكتور "عماد فوزي شعيبي".

بعد الحصول على شهادة الدكتوراة تابعت البحث عن الشهادات العلمية والفلسفية، وحصلت على شهادة تعليم لغة الإشارة، واستثمرتها في مراكز مدينة "حلب" الخاصة بالصمّ والبكم، إلى جانب العمل في مراكز أخرى تخص الجانب النفسي في المدينة المذكورة، وفي عام 2003 كانت الوجهة نحو كلية الآداب في "جامعة حلب" للتدريس فيها لعدة سنوات».

رحلة الكتابة بدأت ولمّا تنتهِ، وعنها تقول: «عام 2011 باشرت التأليف، وأصدرت عدداً من الكتب إلى جانب عدد كبير من المقالات والأبحاث التي نشرت في مواقع ومجلات محلية وعربية. أما المؤلفات، فهي "فلسفة إيمري لاكاتوس الأبستمولوجية"، "قراءة في الإسهامات المعرفية عند لاكاتوس"، المشاركة في موسوعة "الفلسفة الأخلاقية"، المشاركة في موسوعة "الفلسفة المعاصرة"، إلى جانب مجموعة قصصية بعنوان: "حنين".

وبالنسبة إلى العمل في مجال الدعم النفسي، فقد حصلت على شهادات وتقديرات كثيرة في المناطق والمدن التي عملت فيها، وخلال وجودي ضمن الفريق التدريسي في كلية الآداب تم اختياري من الكلية للانضمام إلى الفريق التطوعي الذي تمّ بناء على توجيه من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتمّ الاختيار على أساس التميز، ومنذ خمس سنوات وأثناء وجودي في "القامشلي" العمل قائم ضمن مجال الدعم النفسي، ففرحت وغنيت ورقصت مع الطفولة في أكثر من مكان، فكان الفرح والحب بيننا وبينهم وبين أهاليهم».

"عبد الله العبد الله" أحد العاملين في مجال الدعم النفسي في "القامشلي"، تحدّث عن الدكتورة بالقول: «روح جميلة تسيطر عليها وهي تبحث عن المحبة والتعاون، ولغتها في العمل الجماعة، حققت نتائج قيمة في المركز بالمدينة، تعطي بسخاء وجدية، ولا تنتظر المقابل، بل جلّ أهدافها العمل النبيل والإنساني، كانت مكسباً كبيراً للمنطقة، وسيرتها الرائعة خلال السنوات الماضية كافية لتكون مربية وتربوية ومهنية».

يذكر أن الدكتورة "يسرا السعيد" من مواليد مدينة "إدلب"، عام 1975.