عندما تريد أن ترى أي شخص في "اللاذقية" وخصوصاً إذا كان هذا الشخص من خارجها، فإنك لا ترى غير ساحة "الشيخ ضاهر" خير دالة للجميع من أجل الوصول إلى اللقاء.

ساحة "الشيخ ضاهر" التي تتوسط "اللاذقية" وتعتبر بمثابة بداية هامة ومركزية لما يسميه الباحثون التاريخيون "اللاذقية القديمة" التي تمتد على مساحة ليست ببسيطة متضمنةً أحياء كلٍ من: "العوينة" و"دير مارتقلا" و"منطقة الفاروس" و"القلعة" و"الصليبة" وأخيراً تمتد لتشمل "الشيخ ضاهر" بما فيها من ممرات أثرية وفتحات تدخلك إلى العراقة.

الساحة قديمة جداً ولها ذكريات رائعة جداً في داخلنا، فهي الساحة التي تجمعنا أوقات الأعياد وأوقات الاحتفالات ودائماً تراها مزدحمة

ساحة "الشيخ ضاهر" أو "ساحة الشهداء" كما هو الاسم الرسمي لها؛ بقيت إلى اليوم شامخة بعد ترميمها وتعديل بعض ملامحها إبان دورة المتوسط التي احتضنتها "اللاذقية" بمدينتها الرياضية عام 1987. وما تزال إلى الآن الأشجار العالية والمعمرة لمدرسة "جول جمال" تلّوح وتذّكر بالقديم القديم من تاريخ المدينة عموماً وساحة "الشيخ ضاهر" على وجه الخصوص.

تتضمن تلك الساحة الأبنية الأثرية والفنادق القديمة المحيطة بها والتي تمركزت على أطرافها نذكر منها فندق "الشرق" و"الحياة" و"السفراء" و"اللاذقية" والتي تعتبر من العلامات الفارقة والهامة في المدينة القديمة، كما تتميز بوجود بعض المقاهي الشعبية القديمة التي انتشرت على الواجهة الغربية لها مجاورةً لجامع "العجّان"، والتي تعتبر تجمع خلاب واستراحة جميلة ومميزة عند الإنتهاء من العمل لكل لاذقاني شاب أو عجوز.

"جمال حيدر" مدير آثار "اللاذقيّة" وخلال لقاء خاص مع eLatakia يوم الأحد الموافق 19/10/2008 قال شارحاً لنا تاريخ "اللاذقية" وساحتها المعروفة: «إن تاريخ ساحة "الشيخ ضاهر" قديمٌ جداً، وعمرها موازٍ لعمر المدينة القديمة، والذي يؤكد هذا الكلام هو انتشار عدد من المباني الأثرية حولها، منها فندق "الشرق" والذي يعتبر بناءً تراثياً ليس له مثيل في "اللاذقية"؛ وقد قامت دائرة آثار "اللاذقية" بتوثيق هذا المبنى من أجل تسجيله في عِداد المباني الأثرية، إضافة إلى وجود جامع "الشيخ ضاهر" الأثري، وسوق "العنابّة" القديم جداً، وجميع تلك الشواهد تؤكد عراقة هذه الساحة وقِدمها، وضرورة إعادة تأهيل وإحياء ساحة "الشيخ ضاهر" نظراً لسوء المشهد العام والفوضة العارمة التي تلف المكان، والشغب العمراني الذي يحيط بها، إضافة إلى إشغالات الأرصفة وفوضى السير القائمة فيها والتي تحتاج إلى تنظيم ومعالجة سريعة كي تظهر الساحة بالمظهر اللائق والمعبّر عن التاريخ العريق لمدينة اللاذقية».

استطلاع للرأي حول ذكريات هذه الساحة قام به موقعنا من خلال لقاءات مع بعض الناس، فقال السيد "أبو أحمد" وهو موظف بالمالية، ومن سكان منطقة قريبة من الساحة: «الساحة قديمة جداً ولها ذكريات رائعة جداً في داخلنا، فهي الساحة التي تجمعنا أوقات الأعياد وأوقات الاحتفالات ودائماً تراها مزدحمة».

في حين يراها الشاب "صلاح محرز": «إنها ملتقى جميل للجميع، تجمعنا في أوقات لها ذكرى وكثيراً ما نتخيلها موجودة إلى الآن، حيث تعتبر بوابة لجميع الأسواق الكبيرة باللاذقية كـ"القوتلي" و"العنابة" و"هنانو"».