"تابع العمل الصحفي لا تتوقف ولا تخف من عنجهية الصهاينة" ،هي وصية "عطا فرحات" لشقيقه "صالح فرحات" من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يحكم عليه بثلاث سنوات سجن وغرامة مالية، والتهمة هي عشق الوطن، تهمة يفتخر بها "عطا" ويعتبرها قضيته المقدسة ورسالته التي أراد إيصالها كل يوم خلال عمله الصحفي كمراسل للتلفزيون العربي السوري وجريدة الوطن داخل "الجولان" المحتل.

موقع elatakia أراد أن يلقي تحية اعتزاز لزميل في المهنة وفي جامعة "دمشق" أثناء دراستنا بقسم الصحافة حيث تراسلنا مع شقيق "عطا" السيد "صالح فرحات" عن طريق (الماسنجر) بتاريخ(2-2-2009) فأكد "صالح" بأن معنويات "عطا" مرتفعة وبأنه يستمد صموده من "جبل الشيخ" ولن تنحني هامته لظلام السجن أو عتمة زنزانته، وآخر كلماته في الليلة التي اعتقل فيها قال لي : «(أخي صالح) أكمل عملك كمراسل ولو على قطع رأسك». وأوصاني أن أهتم بالبيت وبزوجته كونه اعتقل بعد زواجه بـ(24) يوم.

وعن الليلة التي أسر بها الزميل "عطا" قال :"صالح" في (30) تموز عام (2007) كنا نتحدث بأمور العمل كوني أساعده بكل شيء خاصة بالموقع الإلكتروني الذي أسسه "عطا" وفي الساعة الثالثة صباحاً اقتحمت قوة إسرائيلية البيت وقاموا بتفتيشه لساعة كاملة قبل أن يلقوا القبض على "عطا" كما صادروا كل أدواته الصحفية كالكمبيوتر وكاميرات تصوير كذلك أوراقه وكتبه فخرج معهم مكبل اليدين والقدمين مرفوع الرأس طالباً من والدته ألا تخاف عليه، ولأنني أخ وصديق أدركت من نظرة عينيه بأنه ازداد إصراراً على إكمال رسالته الإعلامية».

الزميل "عطا فرحات" خلال المحاكمة

وتابع "صالح" لقد وجهوا له إنذاراً قبل الاعتقال بفترة وهي طريقة الإسرائيليين بتخويف أهالي "الجولان" المحتل لكنه لم يعر للموضوع أي اهتمام وتابع عمله كالعادة فالاعتقال لم يكن يخيفه وهو الذي كان في يوم من الأيام عام (1987) يوم استشهاد جدته الشهيدة"غالية فرحات" برصاص العدو الإسرائيلي أصغر أسير جولاني في السجون الإسرائيلية حيث اعتقل لمدة (18) شهر وكان عمره خمسة عشر عام كما اعتقل مرة ثانية عام (2002) حين أنهى دراسته الجامعية بـ "دمشق" وقرر العودة إلى الجولان المحتل وسجن لمدة (14) شهر" .

وعن الجهد الذي كان يبذله عطا بعمله قال "صالح" في كثير من الأحيان كنا نستيقظ من السادسة صباحاً ولا ينتهي العمل حتى الثانية ليلاً و"عطا" كان مصمماً على فضح الممارسات الإسرائيلية في "الجولان" المحتل وبأننا عائدون لا محالة إلى حضن وطننا الأم، وهمجية هذا العدو لن تؤثر على الإطلاق بتمسكنا بهويتنا ومبادئنا الوطنية، وكان "عطا" يتعرض بشكل دائم للمضايقات من قبل قوات الإحتلال أثناء تغطياته الإعلامية لحدث ما أواحتفالاتنا بالمناسبات الوطنية في "الجولان" المحتل، وضمن سياستها التعتيمية على ما يجري في الأراضي المحتلة منعت"إسرائيل" شقيقي "عطا" من السفر إلى "لندن" للمشاركة في المؤتمر البحثي الدولي حول الجولان».

صالح فرحات

وعن والد ووالدة "عطا" أكد "صالح" بأن معنويات جميع أفراد الأسرة وكذلك زوجته مرتفعة والجميع يعتز بمواقفه الشجاعة وإصراره على متابعة رسالته الوطنية والإعلامية تحت أي ظرف.

وفي ختام حديثنا مع "صالح" وجه تحياته إلى جميع أبناء الوطن وتمسكه بوعده لشقيقه الزميل "عطا" بمتابعته لرسالة "عطا" الإعلامية ، كما وعدنا بإيصال تحية أسرة eSyria في أول زيارة للزميل الصحفي البطل "عطا فرحات"