تعرضت "سورية" في الأيام الماضية لهجمات على عدة جبهات ولأن الوطن هو الأغلى كان لا بد على أبنائه من الدفاع عنه وصد الهجمات الغاشمة الموجهة ضده، ويدرك الجميع أن الحرب في زمن العولمة ليست فقط بالطائرات والدبابات، بل تستعمل فيها أيضاً أنواع مختلفة من الأسحلة الفكرية، لذا حرص مثقفو "اللاذقية" ووجهاؤها على دفاع عنها "ثقافياً واجتماعياً وإعلامياً".

"eSyria" بحث مع عدد من مثقفي اللاذقية ورجالها الدور الذي لعبوه لتصدي للهجمة الشرسة التي تعرضت لها "سورية" وبدأ مع الأب "جهاد ناصيف" الذي قال: «أثبت رجال الدين في "اللاذقية" كما في كل محافظات "سورية"، أنهم رجال الوطن وقت الشدائد حيث عمل الجميع منذ اللحظات الأولى للأحداث على وأد الفتنة ليلاً ونهاراً، وهذا يشير إلى تعلق أبناء "سورية" بوطنهم ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن تاريخنا المشرف عكس أجمل لوحات الانتماء للوطن، وكانت أشبه بلوحات من الفسيفساء المُزخرف بألوان أبناء الوطن على مختلف دياناتهم، وهذا سر غنى متاحفنا وتميزها بالآثار التي تعكس تاريخ وطننا إلى بقية دول العالم».

إن الأحداث التي مرت بها "سورية" عكست مدى وطنية أبناء "سورية" لتجاوز المحنة

ووجه الأب "جهاد ناصيف" السؤال لمن يطالب بإرسال قوافل المساعدات إلى بعض مدن "سورية"، لماذا لم ترسلوا لنا قوافل المساعدات عندما فرض الغرب حصاره الجائر على بلادنا في الثمانينيات من القرن الماضي؟».

الأب جهاد منصور

الأديب "محمد عباس علي" تحدث من وجهة نظر إعلامية فقال: «كلنا شاهد وسمع ما تعرض له وطننا من حرب إعلامية عبر المواقع الإلكترونية ومحطات التلفزة الفضائية، ولا يخفى على أحد خطورة الصورة والكلمة التي تنتقل خلال أجزاء الثانية إلى كل دول العالم قاطبة، وعليه فإن خطر ما يُبث أقوى وأخطر من قذائف المدافع والدبابات لأن هدفها النفوس في المقام الأول، وبعد مراجعة بعض من الأخبار والصور وشهادات الشهود العيان التي بثت على الشاشات وجدت أن كثير منها هو عبارة عن أخبار مُفبركة، ويجب الإشارة إلى أن الحرب الإعلامية لا تقل خطورة عن حرب الطائرات أو الدبابات».

بدوره ركز الكاتب "عدنان بيلونة" على مفهوم "الحرية" وقال: «النفس الخيرة هي النفس المعطاءة والوفية للوطن والتي تعمل على بناء الوطن، وللأسف فإن الغرب يحاول استغلال هذه الكلمة ليمرر سمومه التي يبثها تحت شعارات رنانة مُدّمرة، بحجة أن الحرية هي المُخلص وكلنا يعلم أن ما يطرحه الغرب من شعارات الثورة الفرنسية والأمريكية هو دسائس هدفها حرية التدمير والتخريب لا حرية التعبير، ليعود الاستعمار من جديد بأشكال جديدة ويبدأ تحت شعار الحرية باستعباد البشر».

الأديب محمد عباس علي

وتابع "بيلونة": «الغرب يريد لنا حرية على مقاسه، هدفه تكفير الآخرين حيث قام بتوظيف علماء نفس لتثبيت شعاراتهم والحرية بمفهومهم».

الفنان "فؤاد وكيل" أشار إلى أن اللحمة الوطنية التي امتاز بها ابناء "سورية" كانت أقوى من كل أسلحة التدمير التي تستخدم ضدها، حيث قال: «إن الأحداث التي مرت بها "سورية" عكست مدى وطنية أبناء "سورية" لتجاوز المحنة».

بعض من الحضور

الجدير بالذكر أن "دار الأسد" في اللاذقية أقامت ندوة فكرية بعنوان "آراء ومواقف"، استضافت فيها نخبة من مثقفي "اللاذقية" بتاريخ "18/5/2011" شارك فيها كل من الأب "جهاد ناصيف" والأديب "محمد عباس علي" والكاتب "عنان بيلونة".