طفلة في 13 من عمرها جمعت الرسم والموسيقا، وصفت بأنها مشروع فنانة تشكيلية متمردة، اعتمدت خيالها في الفن وأناملها في العزف.

موقع eSyria التقى الطفلة "غزل الكردي" في منزلها بتاريخ 24/12/2011\ وتحدث معها حول موهبتها حيث قالت: «بدأت الرسم في سن مبكرة حيث إن الله منحني موهبةً فطرية اكتشفت عندما كنت في الروضة من خلال مجموعة من الرسومات التي رسمتها في تلك المرحلة وقد نالت إعجاب والدي، لذلك تابعت الرسم في المرحلة الابتدائية وحظيت بإعجاب وتشجيع المعلمين في المدرسة.

"غزل" متمردة ولا ترسم إلا ما تراه هي مناسباً لها لكي تشكل لوحتها الخاصة، ولها مزاجية في الرسم لأبعد الحدود

في تلك المرحلة كنت مهتمةً برسم الشخصيات الكرتونية المشهورة على الدفاتر والسيراميك والجدران.. إلخ».

أثناء الرسم

وتضيف "الكردي": «لقد آمن أهلي بموهبتي وأرسلوني لتعلم أصول الرسم لدى الفنان "مازن غانم" كان ذلك في الصف السادس، وهناك تعلمت المبادئ الأساسية وصقلت موهبتي، وخلال هذه الفترة رسمت مجموعة من اللوحات شاركت بها في مجلات الحائط التي تعرض في المدرسة، حيث كانت لوحاتي تشغل جزءاً كبيراً منها، وقمت مع زميلتي برسم لوحة على جدار المدرسة وكانت لطفل يقرأ كتاباً"».

العام \2009\ شهد أول حضور حقيقي للطفلة "غزل" حيث شاركت بمعرض في المركز الثقافي باللاذقية وحصلت لوحتها التي حملت عنوان "أحب مدينتي" على المركز الثالث مناصفةً في المسابقة التي نظمتها وزارة الثقافة (مديرية ثقافة الطفل).

من لوحاتها

لم تقتصر مشاركتها على هذه المسابقة حيث إنها شاركت في العديد من النشاطات بحسب ما حدثتنا "غزل" التي قالت: «بالإضافة إلى ذلك شاركت بنشاطات المكتبة العمومية، ونشرت لوحتي في كتاب "عصافير ووطن"،

كما كان لي مشاركة هامة في معرض (باليت) وهو معرض بانورامي لفنانين صغار بأنامل مبدعة.

اللوحة الأغلى على قلبها

لكن أجمل لوحة رسمتها هي "عازف الكمان" هذه الفكرة أخذتها من المجلة وأدخلت عليها لمساتي الخاصة، استغرقت هذه اللوحة حوالي أسبوعين وأعتبرها الاغلى على قلبي والأكثر قرباً مني».

وعن الألوان التي تعتمد عليها حدثتنا "غزل" قائلة: «هذه الهواية تمنحني القدرة على التعبير عن أفكاري بطريقة غير تقليدية، وأستخدم في التعبير عنها الألوان "الزيتية، المائية، الشمع"، ولكنني أفضل الرسم بالألوان الزيتية لأن هذه الألوان حسب اعتقادي تنقل اللوحة بصورة واقعية.

حقيقة لقد تأثرت كثيراً بإبداعات "بيكاسو" وخصوصاً لوحة "غيرنيكا" التي أعتبرها من أجمل لوحاته على الإطلاق، فهو عبر من خلالها عن مدينة اسبانية تعرضت للقصف وكانت تروي معاناة الناس المنكوبين».

تهتم "غزل" بالعزف على البيانو إلى جانب الرسم، وعن هذه الموهبة تحدثنا قائلة: «بدأت بممارسة هذه الموهبة في الصف الثاني وكانت أول مقطوعة عزفتها هي مقطوعة "باخ" وقد قدمتها بمساعدة النوطة.

وبعد تدريب طويل أصبح لدي مرونة بالعزف ما سهل علي المشاركة في الحفل السنوي للبيت العربي للموسيقا وهناك عزفت مقطوعتين الأولى "لا إنت حبيبي" للسيدة "فيروز"، والثانية "مقطوعة أجنبية"».

وعن طموحاتها وأهدافها تقول "غزل": «أتمنى في النهاية أن يبقى الرسم والعزف عبارة عن موهبتين وأن أتواصل معهما بشكل دائم، وأسعى لأن يكون لي معرضي الخاص في المستقبل.

وعلى صعيد العزف أتمنى أن أعزف مقطوعات أطول وأصعب دون مساعدة النوطة، كل ذلك بشكل لا يؤثر على دراستي».

والد "غزل" السيد "حسام الكردي" مهتم بموهبة ابنته، وهو يقول عنها: «اكتشفت موهبة الرسم لديها بوقت مبكر وقد عملت على تشجيعها والوقوف إلى جانبها كي تصل إلى مرحلة متقدمة في الرسم والعزف وذلك من خلال سماعها وهي تعزف أو من خلال دعمها ماديا ومعنويا.

أشعر بأنها مميزة عن زملائها وأتمنى أن يكون لديها معارض في المستقبل دون أن يؤثر ذلك على دراستها».

أما والدتها "فريال الكردي" فتقول: «أنا سعيدة جدا أنها تمكنت من تنمية موهبتي الرسم والعزف معا، من المعروف أن الأطفال إذا دخلوا إلى محل السمان يطلبون البسكويت والعصير إلا أن طلب "غزل" كان الدفتر والألوان.

أجمل لوحة بنظري هي لوحة العائلة التي رسمتها بالألوان المائية من خلالها عبرت عن التفاف العائلة بالمحبة الكبيرة التي تجمعهم».

فيما تقول مدرسة الرسم "سارة إدريس": «لوحاتها تتميز بدقة عالية بالإضافة إلى الخيال الواسع والتميز في اختيار الألوان ومزجها، في كل لوحة يكون لديها شيء جديد تقرؤه من خلال التمعن بلوحاتها».

كما التقينا الأستاذ "مازن غانم" الذي تعلمت غزل في مرسمه أصول الرسم وحدثنا عن ميزة أناملها قائلا: «تتميز غزل بموهبة ربانية ساعدها الوسط الذي تعيش فيه على تنميتها، إنها مشروع فنانة فهي تمتلك الهدوء وقوة الشخصية والخصوصية التي تتميز بها عن الآخرين.

كما أن لديها القدرة على التحكم بالأدوات واكتشاف الخط وهذا أمر صعب على الأطفال في مثل عمرها».

ويضيف "مازن": «"غزل" متمردة ولا ترسم إلا ما تراه هي مناسباً لها لكي تشكل لوحتها الخاصة، ولها مزاجية في الرسم لأبعد الحدود».