على جانبي طريق عام (اللاذقية - الحفة) طبيعة ناطقة بالحياة وبساتين الحمضيات الممتدة على مدّ النظر، ونهضة عمرانية متزايدة؛ فهو يعدّ من الطرق الحيوية التي تصل الريف بالمدينة.

يحاذي الطريق من بدايته حتى نهايته مجرى نهر "الحفة" أو "القش"، ويتقاطع معه في منطقة "الدلبة"، كما يلتقي طريق (حلب - اللاذقية) في قرية "الشير"، ويتقاطع معه في قرية "ستخيرس".

اعتدت الجلوس هنا منذ سنوات، فالاستراحة مصدر رزقي ووجودي على طريق حيوي ساهم باستمراري، حيث تمر آلاف السيارات في كل الأوقات، ويطلب أصحابها المشروبات، ومنهم من ينتظر سيارة فيمضي وقته بشرب القهوة وغيرها، حتى بتّ أعرف أغلبهم؛ فهم يأتون يومياً

مدونة وطن "eSyria" جالت بتاريخ 9 آذار 2017 على طريق "الحفة"، والتقت "نزار الشعّار" مختار منطقة "الحفة"، الذي قال: «يعود تاريخ هذا الطريق إلى قرون ماضية، وتساعدني ذاكرتي بالعودة إلى خمسين سنة مضت، حين كان الطريق الوحيد الذي يقصده الناس لقضاء حاجاتهم، وبيع محاصيلهم الزراعية بواسطة الدواب والسير على الأقدام للذهاب إلى "اللاذقية" و"الحفة". يمتد الطريق من مفرق "المعاكس" إلى "الحفة" بطول عشرين كيلو متراً، وعرض ثمانية أمتار، وهو طريق سياحي يصل باتجاه الشرق إلى "صلنفة"، و"باب جنة" و"سلمى" و"الغاب"، ويصل باتجاه شمال شرق إلى "جسر الشغور"، مروراً بقرى "قبر العبد"، و"كفرية"، و"القسطل"، و"كنسبا". كما يصل إلى قلعة "صلاح الدين" الأثرية التي تبعد عن "الحفة" مسافة سبعة كيلو مترات».

نزار الشعار

وفي قرية "السّاميّة" الواقعة على طريق "الحفة"، التي أكسبتها أهمية وحياة ملأى بالنشاط، تحدث "أكرم برنبو" معاون رئيس بلدية "السامية" عن أهمية الطريق بالقول: «يتوسط طريق عام (اللاذقية - الحفة) بين "صلنفة" السياحية و"اللاذقية"، وموقعه الاستراتيجي أنعش القرى التابعة لها وقريتنا، فكل مفرق على الطريق يشكل عقدة وصل بينه وبين القرى والنواحي، منها: "المزيرعة"، و"عين التينة"، و"البهلولية"، حيث يتجاوز عدد القرى خمس وسبعين قرية، إضافة إلى عدة مزارع، كما أن القرى الملاصقة للطريق تتوافر فيها سبل العيش كافة، فهناك وفرة في المنشآت الإدارية والخدمية، والمحال التجارية، والأفران، والمطاعم والاستراحات، ومحطات الوقود، والصيدليات، ومستشفى "الحفة" الذي ساعد الناس في "صلنفة" و"الحفة" وقراهما الكثيرة أثناء المرض».

ويتابع: «في عام 1950 كان هناك "بوسطة" (وسيلة نقل) ينتظرها الناس لتنقلهم من "الحفة" إلى "اللاذقية" والعكس، وفي الثمانينيات تم توسيع الطريق ليأخذ شكله الحالي بعد أن كان عرضه أربعة أمتار، وتملؤه التعرجات، وبعد ذلك تطور وأصبح طريقاً سياحياً وكثرت وسائل النقل، حيث يكاد لا ينقطع في النهار وحتى ساعات متأخرة من الليل، ويشهد في الصيف حركة كبيرة، كما يشهد الحركة نفسها تقريباً في الشتاء أثناء تساقط الثلوج في "صلنفة". وفي المدة الأخيرة تشجع بعضهم لإقامة الاستثمارات والمنشآت في القرى القريبة من الطريق».

مفرق بحالو

على مفرق "بحالو" الذي يتوسط الطريق يوجد أكثر من عشر سيارات أجرة تقف من الصباح الباكر؛ وهي تمثل مصدر رزق لأصحابها، حيث قال "حسن كحيلة" سائق "تكسي" أجرة: «آتي من الساعة السابعة صباحاً للعمل، لقد اخترت هذا المفرق لأهميته؛ فهو يعد عقدة وصل بين الطريق والقرى القريبة والبعيدة عنه، فهو طريق حيوي ورئيس، وتتفرع عنه طرقات فرعية تؤدي إلى القرى التي تفتقر إلى المواصلات، فالعمل مستمر هنا، وهو مصدر رزق بالنسبة لي وللسائقين الآخرين. يمر على الطريق "سرافيس" قرى "الحفة، وعين التينة، والحارة، وحبيت، وطرجانو، وصلنفة، وعرامو"».

وبما أن القهوة رفيقة الطرقات والمسافات يجلس "باسم فاضل" في استراحته الصغيرة على مفرق آخر من الطريق يبيعها وبعض المشروبات، ويقول: «اعتدت الجلوس هنا منذ سنوات، فالاستراحة مصدر رزقي ووجودي على طريق حيوي ساهم باستمراري، حيث تمر آلاف السيارات في كل الأوقات، ويطلب أصحابها المشروبات، ومنهم من ينتظر سيارة فيمضي وقته بشرب القهوة وغيرها، حتى بتّ أعرف أغلبهم؛ فهم يأتون يومياً».

الطريق من غوغل ايرث