عمل مترجماً للغة الروسية لسنوات طويلة، ومع ذلك سكنه الشعر منذ صغره، فكانت أولى قصائده عن قريته "بسطوير". اطلع على تجارب الكثيرين من الشعراء الذين سبقوه؛ تأثر بها، ثم تميز بأسلوبه الخاص، ونال العديد من الجوائز.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 9 شباط 2017، مع الشاعر "أيمن معروف"، فتحدث عن حياته وبدايات تجربته الشعرية قائلاً: «ولدتُ عام 1967 في قرية "بسطوير" التابعة لمدينة "جبلة"، ثم درست اللغة الرّوسيّة، وأعمل مترجماً منذ خمسة وعشرين عاماً للغة الرّوسيّة بعد أن تركت دراستي في كلية الحقوق. لا أعرف متى كانت الخطوة الأولى في عالم الكتابة ربما في الرابعة عشرة من عمري كتبتُ بضع أوراق لأوّل مرّة، وكلُّ ما أعرفه أنّني كنتُ مسكوناً بالشّعر ومهموماً بالأسئلة منذ أن اختمرت في الطريق الحروفُ واختبرتُ أول المسالك للتعبير عن الذّات، كما كتبتُ في البدايات قصائد كثيرةً ومزّقتها، لكن أستطيعُ أن أحدد أن أوّل قصيدة لي كانت عن قريتي التي عرفتُ فيها النّور الأول، واستمدّتْ لغتي من صفاء سمائِها ونقاء هوائِها صفاء المفردات ونقاء الكلمات؛ فالشاعر ابن المكان».

هو شاعر "رؤياويّ"، يبحر في أفق القصيدة حدّ الخيال الأول، ويعود بمفردات النجوم والأفلاك، فتكون القصيدة قاب قوسين أو أدنى من الإبداع المترف، وحينما تقرأ له، فأنت في حفرة الشعر والشعرية والشاعرية؛ لأنه قابض على مفاتيحها

وعن تأثره خلال تجربته الشعرية تحدث بالقول: «هناك شعراء كثر أثّروا في حياتي وتجربتي الشّعريّة، وقد كنتُ حريصاً على قراءة معظم الشّعراء على اختلاف وتجاور الأنواع الشّعريّة، واطلعتُ على تجارب كثيرة وأسماء مهمة عربية وعالمية في سنّ مبكر، وقد ترك هذا الأمر أثراً في أسلوبي الشّعريّ، إلاّ أنّه لم يكن عائقاً لأظلّ عالقاً هناك، بل كان عاملاً حاسماً في اكتشاف اللغة المفارقة التي تضع قصيدتي أمام تحدي الطّريق، وتأثّرت بالشعراء الذين أعطوا الشعريّة ما لم يعطِه أحد غيرهم من دون أن أخسر صوتي الخاص، الذي يمثّل ملمحاً من ملامح الكون الشّعريّ الذي أنتمي إليه، وأحاول مخلصاً أن أكون شاعراً معافى في ذائقتي ولغتي وصوتي وتجربتي في الكتابة».

بعض الجوائز

الشعر عمل شاق، ويضيف قائلاً: «أؤمن بأن الشعر تمرين دائم في اللّغةِ والحياة، ومثل كل شاعر مرّتْ تجربتي بمراحل متعدّدة، وما زلت أجرّب، وأريد أن أتعلّم من كلّ شيء لكي أخدم تجربتي الشّعريّةَ الّتي تطالبني كل يوم بالمزيد من التّعرّف إلى العالم وأشيائه، واليوم أستطيع أن أقول ببساطة شديدة: أشعر بأنّني أكتبُ كما لو (أنّني سأعيشُ أبداً)، وبالطّريقة ذاتها أشعر بأنّني أكتب كما لو (أنّني سأموتُ غداً)، مع أنّني لا أعرفُ ما المقصود بالأبديَّة تلك، أو بـ(غداً)، ما أعرفه أنّني مشغولٌ ومرتَبِكٌ دائماً باللحظة التي تربط أمسي بغدي».

يرسم الشعر له طريقاً في عبور الحياة، ويقول: «يعلّمني الشعر في كلِّ يوم كيف يمكن أن أقرأَ أيامي وأعوامي بطريقة أفضل، مثلما يعلمني كيف يمكن أن أصغي إلى ذاتي وكلِّ ما يترامى في هذا العالم بطريقة حرَّة وساطعةٍ وذكيّة ومبتكرة، صار الشّعر بالنسبة لي لازمة وجوديَّة تجعلني على موعدٍ دائم مع الجمال والجلال والمطر، كما يجعلني متعلقاً بخيطان المصير تلك وأنا أُحدّقُ في الأقاصي والحواف البعيدة، أتساءل لماذا الشّعر؟ كأنني أقول لماذا الهواء والماء والنّار؟ ولماذا يهطل المطر؟ ولماذا تجري الكواكب؟ ولماذا تدور الأرض أو تجري مع الليل أو النّهار الأفلاك أو المجرّات؟ ولماذا يخفق القلب وترتعش الرّوح ويكون الحبُّ؟ عندما نستطيع الإجابة بدقة عن هذه الأسئلة الحرجة؛ نستطيع أن نجيبَ عن سؤال لماذا الشعر؟»

أيمن معروف

وعن الجوائز التي حصدها والكتب المطبوعة، يقول: «نلت جوائز عربية ومحلية كثيرة تجاوز عددها ثلاث عشرة جائزة، وكتبي المطبوعة: "احتفاءات"، و"العابر"، و"الرنين"، و"لام نون"، و"قوس الحبر.. قوس التراب". ولدي مجموعة شعرية قيد الطباعة، كما أن لدي قصصاً موجهة إلى الأطفال مترجمة عن اللغة الروسية».

عنه يتحدث الشاعر الدكتور "مالك الرفاعي"، قائلاً: «هو شاعر "رؤياويّ"، يبحر في أفق القصيدة حدّ الخيال الأول، ويعود بمفردات النجوم والأفلاك، فتكون القصيدة قاب قوسين أو أدنى من الإبداع المترف، وحينما تقرأ له، فأنت في حفرة الشعر والشعرية والشاعرية؛ لأنه قابض على مفاتيحها».

من مؤلفاته

الجدير بالذكر، أن الشاعر "أيمن معروف" شارك بالعديد من المهرجانات الأدبيّة والأمسيات الشعريّة وورشات العمل الإبداعيّة داخل القطر وخارجه، وعضو اتحاد الكتاب العرب، وكتب في الدوريّات الأدبية والثقافية العربيّة والمحليّة، ولديه زاوية أسبوعية في صحيفة "الوحدة".