يجتمع الفنّ والطبيعة التي مثّلت مصدر إلهام لأدوات ومهارات الفنانين المشاركين في ملتقى التصوير الزيتي "أغافي"، الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة بمشاركة أحد عشر فناناً من محافظات مختلفة.

مدونة وطن "eSyria" زارت الملتقى بتاريخ 23 أيلول 2017، والتقت مدير الفنون الجميلة "عماد كسحوت"، الذي تحدث قائلاً: «ملتقى التصوير الزيتي بعنوان: "أغافي"، تلك الفتاة التي ضحت وقدمت نفسها قرباناً لحماية مدينتها "اللاذقية"، ونجسد من خلال عملنا فيه، أننا قرابين لبلدنا "سورية" وغايتنا المحبة والسلام. والمشاركون من محافظات مختلفة وأعمار متفاوتة وأساليبهم الفنية مختلفة، يعملون بمحبة في المتحف الوطني الذي يضم أعمالاً تعود إلى آلاف السنين، وغايتنا في المكان نشر الثقافة البصرية بين الناس، ويهمنا أن يطلعوا على تجارب الفنانين في "سورية"، وينشأ حوار ثقافي يتيح للمتلقي رؤية اللوحة من بدايتها إلى نهايتها، وبذلك نرتقي بالفنّ والجمال. كما نفتح المجال لمشاركين من أبناء "اللاذقية" من طلاب كلية الفنون الجميلة وأي فنان أو متذوق للفن، ونخلق جوّاً تفاعلياً فيما بينهم».

مشاركة تحقق الفائدة والمتعة، والملتقى سبيل للتعارف والتواصل بيننا، وتطوير تجربتي من خلال اكتساب بعض المعارف بطريقة غير مباشرة. لقد رأيت كيفية بناء اللوحة لأغلب الفنانين، الطابع الغالب على مشاركتي الأسطورة، وتبرز الأنثى وعناصر أخرى كدلالات تعبر عن شيء ما ورموز مختلفة، وأجسد روح الأفكار القديمة، ويغلب على لوحاتي اللونين الأزرق والبنفسجي المستوحيين من الساحل والبحر

أثار المكان دهشة الفنّ بداخلهم، فالفنان التشكيلي "سامي الكور" المحاضر في كلية الفنون الجميلة تحدث قائلاً: «هذا المكان يتسم بالعراقة والجمال، وأغراني في تجسيده بطريقتي الفنية، وهنا الطبيعة تغني المخزون البصري لدى الفنان. هي المشاركة الأولى في "اللاذقية" بعملين: لوحة من وحي المتحف هذا المكان الأثري القديم، والأشجار وجذوعها التي تصوّر منحوتة طبيعية المشهد، فالعمل في الطبيعة يكسب الفنان مهارات من الواقع، فيراقب الإضاءة والظلال، ومن خلال ذلك أعكس الواقع على اللوحة حسب رؤيتي وأسلوبي الخاص في المشهد الذي أختاره.

الفنان عماد كسحوت

والعمل الثاني: طبيعة صامتة، فالفن عمل فردي، وأغلب الأحيان يرسم الفنان في مرسمه، والملتقي عادة يرى اللوحة في المعرض، بينما الملتقى أتاح للناس رؤية الفنان وأدواته وكيفية إنجاز اللوحة، وفتح الحوار والجو التفاعلي بين الأطراف كافة، ونريد أن نعزز فكرة أن الفنان لا يتوقف في الحروب».

فيما وجد الدكتور "عبد الحكيم الحسيني" أستاذ في كليتي الهندسة المعمارية والفنون الجميلة، أهمية كبيرة للمكان وضرورة توثيقه بطريقة فنيّة، ويقول: «المكان حرض الفنانين باتجاهاتهم الفنية المختلفة على الرسم الواقعي المباشر. وعملي لوحة توثّق المتحف كبناء أثري قديم، ومجموعة من الأعمال التي تعود إلى المرحلة الرومانية بالأسلوب الواقعي الانطباعي، والعمل الثاني اخترته معاصراً، أستقيه من البيئة المحيطة أيضاً، وللملتقى أثر إيجابي تجسد بحضور المواطن العادي مع الأطفال ليشاهدوا الفن مباشرة، والتركيز على الذاكرة البصرية، كما برز الأثر التربوي للفن بمجيء الأطفال وحوارهم مع الفنانين».

الفنان سامي الكور

الفنان "بسام ناصر" من "جبلة"، يقول عن مشاركته: «مشاركة تحقق الفائدة والمتعة، والملتقى سبيل للتعارف والتواصل بيننا، وتطوير تجربتي من خلال اكتساب بعض المعارف بطريقة غير مباشرة.

لقد رأيت كيفية بناء اللوحة لأغلب الفنانين، الطابع الغالب على مشاركتي الأسطورة، وتبرز الأنثى وعناصر أخرى كدلالات تعبر عن شيء ما ورموز مختلفة، وأجسد روح الأفكار القديمة، ويغلب على لوحاتي اللونين الأزرق والبنفسجي المستوحيين من الساحل والبحر».

الفنان بسام ناصر

يُذكر أن الملتقى يستمر من 21 ولغاية 30 أيلول 2017 في حديقة المتحف الوطني بـ"اللاذقية"، وسيقام معرض للوحات المنجزة في اليوم الأخير.