"في أمل"، مبادرة قامت بها "سارة يوسف" إيماناً منها بمقولة: "المحبة دواء، والاختلاف تميز"، حيث انطلقت من تجربة عائلية لتنشط في العمل المجتمعي، وتوزّع الأمل على أطفال مرضى السرطان.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 نيسان 2018، "سارة يوسف"، فتحدثت عن حياتها وحبّها للعمل التطوعي قائلة: «ولدت في عائلة ربّتني على مبادئ وقيم أصبحت من نسيج شخصيتي، وعلمتني مهما كان ظرفي أن للآخرين حقّاً لديّ. وأذكر أن بذور هذه التربية نبتت منذ أيام المدرسة حين كنت في الصف الثاني الإعدادي نظّمت رحلات تطوعية لدار الأيتام في "اللاذقية"، حيث كنت أجمع مبالغ بسيطة لشراء بعض الأغراض لزيارة الأيتام، فالشعور بالآخرين حاضر لدي، وخاصة الأشخاص الذين يفتقدون إلى شيء ما في حياتهم. وكان لي نشاطات أيضاً مع جمعية "التوحد" في تلك المرحلة.

عاملت ابنتي "فخرية" المريضة بإنسانية كبيرة، ودعمتنا في شراء الجرعات لها، كما قدمت الألبسة والهدايا، ولا يقتصر عطاؤها على ابنتي، بل تدعم كل قسم الأورام الخاص بالأطفال في مستشفى "تشرين" الجامعي، وتعمل على تنويع الأنشطة في القسم وتزيينه من الباب إلى داخل الغرف، وتقديم الإرشادات والتوعية لأهالي الأطفال. كما تدعم خارج المستشفى، وتتابع بكل إمكانياتها بعض الحالات التي تستطيع دعمها من الناحيتين المادية والمعنوية على الرغم من أنها طالبة جامعية، واتخذت على عاتقها هذه المبادرة لدعم أطفال مرضى السرطان

حين كبرت أوقفت نشاطاتي التطوعية بسبب الدراسة، لكنها كانت بداخلي، ومنذ سنوات أُصيبت جدتي وأم صديقتي بمرض السرطان في الوقت نفسه، وفارقتا الحياة في ذات المدة؛ هذا الأمر أثر فيّ بطريقة كبيرة، وخاصة أن جدتي محبوبة من قبل الجميع وإنسانيتها تغمرهم، وباسم روحها الآن أعمل وأساعد الأطفال».

بعض أفراد الفريق

وعن مبادرة "في أمل" وإطلاقها، تقول: «عن طريق المصادفة علمت بوجود مركز للأورام السرطانية، وبداخله قسم لأطفال مرضى السرطان في مستشفى "تشرين" الجامعي، حيث زرته بمفردي أكثر من مرة، وعلمت أيضاً أن العلاج كان مجانياً، لكن بعد الأزمة تغير الحال وأهل الأطفال يدفعون مبالغ كبيرة لإحضار الجرعات لأطفالهم، فحاولت مساعدة الأهل من مصروفي الشخصي، وقمت ببيع أشياء ثمينة كنت أملكها وتقديمها لهؤلاء الأطفال كدعم مادي، لكن صرت في مرحلة لم يعد بإمكاني تقديم الدعم، وخاصة أنني طالبة جامعية، فقمت باستخدام وسائل التواصل بالإعلان عن حاجتي لدعم أولئك الأطفال، ووجدت تفاعلاً من أصدقائي، فقررت في عام 2016 تأسيس فريق من منطلق إيماني بالعمل المجتمعي والعمل ضمن فريق».

وعن فريق "في أمل" وأساسيات العمل فيه، تتحدث "يوسف" قائلة: «بدأ فريقي يكتمل في منتصف عام 2017، باشرنا خطواتنا بالترتيب لنسير بعمل منظم وتحديد هدفنا من هذا العمل الذي يقوم على دعم أطفال مرضى السرطان مادياً ومعنوياً، حيث بدأنا بأربعة أفراد، ثم ازداد بالتدريج لنصل إلى ثلاثين متطوعاً من طلاب الجامعات وبعض الأطباء والصيادلة، فقد عملنا على تنمية قدراتنا وطاقاتنا وكيفية توظيفها في عملنا مع الأطفال، فالتطوع دراسة وفكر، وليس اعتباطياً، وهذا من الأمور الأساسية التي ركزنا عليها ضمن الفريق، وقسمنا بعضنا في الفريق حسب قدراتنا، فهناك من يلعب معهم ويدعمهم معنوياً، ومن يؤمن الدواء، ويوثق ويصور ويدير الفريق من خلال تدريبات لدى مدربين مختصين تؤهلنا لهذا العمل، فنحن نجتمع على فكر إيجابي لننهض بالمجتمع».

أحد الأطفال

وتتحدث عن نشاطات الفريق وإثبات فعالية المبادرة قائلة: «نشاطاتنا متنوّعة ومختلفة، وتحمل هدفاً، ففي الأعياد نقوم بأنشطة تزيين المستشفى، ونحضر أشياء مفيدة للأطفال، ونقوم بحملات توعية للصحة ونوعيّة الطعام وحملات توعية لأهل الأطفال، ونحيطهم بكل الإرشادات والنشاطات الترفيهية والتعليمية بالقلم والرسم والألوان. كما أن نشاطاتنا مستمرة، وندعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وشاركنا مع جهات مجتمعية كثيرة بطريقة إيجابية. وقصدت باسم المبادرة أن الأمل موجود، فنخلق من المحبة الدواء، ومن الاختلاف التميز، ولدينا إيمان أن الأمل هو العمل ونتاج شغلك وإنسانيتك ومحبتك هو دواء لأشخاص آخرين. وقد انتشرت مبادرتي وترشحت على مستوى الوطن العربي للمشاركة ببرنامج "الملكة"، الذي يلقي الضوء على دور المرأة في مجتمعها وقدرتها على العطاء والتحسين والعمل، وعرضتها بفيديو قصير صوّر العمل، وترشحت للمرحلة الثانية ما قبل الأخيرة فقط، فالمبادرة علّمتني التحدي والإصرار، وأعطتني عائلة جديدة أصبحت جزءاً من حياتي، وعرفتني العمل وقيمته».

أما "نرمين بكري" والدة الطفلة "فخرية خربطلي"، فتتحدث عن "سارة" قائلة: «عاملت ابنتي "فخرية" المريضة بإنسانية كبيرة، ودعمتنا في شراء الجرعات لها، كما قدمت الألبسة والهدايا، ولا يقتصر عطاؤها على ابنتي، بل تدعم كل قسم الأورام الخاص بالأطفال في مستشفى "تشرين" الجامعي، وتعمل على تنويع الأنشطة في القسم وتزيينه من الباب إلى داخل الغرف، وتقديم الإرشادات والتوعية لأهالي الأطفال. كما تدعم خارج المستشفى، وتتابع بكل إمكانياتها بعض الحالات التي تستطيع دعمها من الناحيتين المادية والمعنوية على الرغم من أنها طالبة جامعية، واتخذت على عاتقها هذه المبادرة لدعم أطفال مرضى السرطان».

إحدى النشاطات

الجدير بالذكر، أن "سارة يوسف" من مواليد "اللاذقية" عام 1992، وتتابع دراسة إدارة أعمال وترجمة.