بمجهود كبير، وقدرة على تطوير الذات، استطاعت "رشا النوري" أن تسخر عملها في الإرشاد النفسي لخدمة الأسرة والمجتمع، عبر نشر الوعي بقضايا المراهقين والأطفال النفسية والاجتماعية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 25 أيار 2018، وعن دوافعها لدراسة الإرشاد النفسي تقول: «محبتي لحل المشكلات النفسية، ومساعدة الآخرين على تخطي الصعوبات التي يواجهونها في الحياة، ورغبتي في العمل كمرشدة؛ دفعتني لدخول هذا المجال، حيث أعمل مرشدة نفسية منذ عام 2008 في مدرسة للتعليم الأساسي الحلقة الثانية للبنات، ومنذ الصغر اكتشفت ميلي للعمل التربوي والإرشادي عندما كانت أمي تعمل موجهة في إحدى المدارس الثانوية، وعندما كنت أزورها كنت أجلس خلف مكتبها، وأحلم بأن أعمل مثلها، وعندما كبرت، وحصلت على الشهادة الثانوية اخترت دراسة الإرشاد النفسي، مع أنه كان فرعاً حديثاً، وغير معروف بالنسبة لمن حولنا، وبالفعل درسته وتخرجت في كلية التربية قسم الإرشاد النفسي في جامعة "تشرين" عام 2005، وحصلت على شهادة دبلوم تأهيل تربوي عام 2006، وحاولت تطوير مهاراتي في هذا المجال من خلال الدورات التدريبية، وحصلت على شهادة في البرمجة اللغوية العصبية، وشهادة دعم نفسي أولي من "الجمعية الفرنسية"، والعديد من الشهادات في مجال الإرشاد والدعم النفسي».

عند تخرّجي بدأت دراسة هذا العلم، وهو جزء من دراستنا لفهم الشخصية التي نتعامل معها، للدخول إلى أعماقها عن طريق فهم أفكارها ومكنوناتها النفسية، التي لا يستطيع في أغلب الأحيان من لديهم أزمات نفسية التعبير عنها؛ وهو ما ساعدني على تطوير إمكاناتي العملية، وفي عام 2009 تطوعت في عدة جمعيات، كجمعية "المدى" الاجتماعية، وجمعية "المقعدين"، وعندها التحقت بعدة دورات تدريبية تدخل في إطار عملي في الإرشاد النفسي على أرض الواقع، فيما يخص التعامل مع المقعدين ومساعدتهم نفسياً، وتطوير مهاراتهم في "الطاقة"، و"الإسعافات الأولية"، و"البرمجة اللغوية العصبية"، وقمت بتوظيفه ودمجه مع عملي النفسي

وعن الصعوبات التي تواجهها، تقول: «لا توجد مشكلات كبيرة تواجهني، باستثناء بعض الصعوبات التي أعمل مع زميلاتي المرشدات على حلها بمساعدة الطالبات على حل مشكلاتهن، وأهم التحديات التربوية تتمثل في استخدام الشبكة العنكبوتية المفرط من قبل الأطفال والمراهقين، وعدم قدرة أغلب الأهالي على الحد منها، إضافةً إلى المشكلات الأسرية، والأمراض النفسية، والإدمان الذي يحدث بسبب سيطرة مواقع الإنترنت على حياتنا اليومية. وتعمل مديرة المدرسة على دعمنا، وإعطائنا صلاحيات للعمل، لنتمكن من القيام بواجبنا على أكمل وجه، لما للإرشاد النفسي من أهمية كبيرة في العملية التربوية وتطويرها، عبر مساعدة الطلاب على تخطي مشكلاتهم النفسية التي تؤثر في تحصيلهم العلمي، ولا سيما مع وجود أطفال اضطروا بسبب الأزمة إلى الانتقال من محافظة إلى أخرى، وتغيير مدارسهم، فواجبنا مساعدتهم، والتخفيف من آثار الحرب النفسية عليهم، إلى جانب تحديات مرحلة المراهقة، وضرورة التوعية من قبل الأهل والمدرسة للمراهقين، ومراقبتهم، وتصحيح أخطائهم».

شهادة من "إيلاف ترين"

وعن الرسالة التي تسعى إلى إيصالها، تقول: «أسعى لنشر الوعي بين الأهالي لتربية جيل واع قادر على مواجهة كل الظروف؛ من خلال تعريفهم بكثير من الأمور التي يجهلونها فيما يخص أبنائهم، وكيفية التعامل الصحيح معهم ولا سيما في مرحلة المراهقة، والانتباه إلى مخاطر شبكة الإنترنت التي تفوق قدرتهم على مواجهتها، ومن المواضيع التي لا ينتبه إليها كثيرون من الأهالي (التحرش الجنسي عند الأطفال)، ولهذا الغرض أسست عام 2017 صفحة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم الاستشارات النفسية، وأعمل من خلالها على تحقيق المصداقية، والثقة في التعامل مع الناس، وخاصة المرضى، وأساعدهم على حل مشكلاتهم بسرية تامة، إضافةً إلى تناول قضايا تهم الأسرة والمجتمع، وعملت بمجهود شخصي كبير لنشر صفحتي عن طريق المجموعات الافتراضية لمساعدة الأهالي، وخاصةً الأمهات على تخطي مشكلات أبنائهن، وتخطى عدد متابعيها السبعة آلاف، وأحرص على متابعة كل ما هو جديد في المجالات التربوية والنفسية من خلال القراءة، والاطلاع، والدورات التدريبية».

وعن دوافعها لدراسة البرمجة اللغوية العصبية، تقول: «عند تخرّجي بدأت دراسة هذا العلم، وهو جزء من دراستنا لفهم الشخصية التي نتعامل معها، للدخول إلى أعماقها عن طريق فهم أفكارها ومكنوناتها النفسية، التي لا يستطيع في أغلب الأحيان من لديهم أزمات نفسية التعبير عنها؛ وهو ما ساعدني على تطوير إمكاناتي العملية، وفي عام 2009 تطوعت في عدة جمعيات، كجمعية "المدى" الاجتماعية، وجمعية "المقعدين"، وعندها التحقت بعدة دورات تدريبية تدخل في إطار عملي في الإرشاد النفسي على أرض الواقع، فيما يخص التعامل مع المقعدين ومساعدتهم نفسياً، وتطوير مهاراتهم في "الطاقة"، و"الإسعافات الأولية"، و"البرمجة اللغوية العصبية"، وقمت بتوظيفه ودمجه مع عملي النفسي».

دبلوم تأهيل تربوي

من جهتها "وفاء أبو الشكر" تربوية، ومديرة إحدى المدارس تقول: «تمتلك "رشا النوري" مقومات الشخصية المحببة لدى الطالبات، لقدرتها على تقديم المعلومات التربوية بطرائق سليمة، وهي تلتزم ببرنامج الدعم النفسي المخصص لهذه الفئة العمرية من 12 إلى 14 عاماً، وتفتح قنوات حوار وتواصل معهن، وتستمع لمشكلاتهن، وتضع الحلول، وتقوم بالمتابعة، والتنفيذ لها، كما تكثف من أنشطتها الإرشادية، كالحرب الناعمة؛ وهو برنامج تم تطبيقه في جميع المدارس لحماية المراهقين من قبل الإرشاد النفسي والخريطة الذهنية التي تساعد على تذكر المعلومات، وهي تعتبرهن أخوات لها، ولا تمل من المتابعة والنصح، وفتح قنوات التواصل مع الأهل في حال حدوث أي ظرف طارىء، أعرفها منذ أربع سنوات، وتطورت علاقتي بها لتصبح أختاً وصديقة صدوقة».

الجدير بالذكر، أن "رشا النوري" من مواليد "اللاذقية" عام 1983، حاصلة على عدة شهادات في مجال الإرشاد النفسي، منها شهادة في الدعم النفسي للتعامل مع الأطفال المتضررين في الحروب والأزمات، وأخرى في مهارات التواصل، وغيرهما. أجرت عدة لقاءات إذاعية للحديث عن واقع العمل الإرشادي النفسي في المدارس.