شغف المعرفة والبحث في عالم الأعشاب والتداوي بها جعل "بسيم هرمز" يجرّب مرات عدّة ليصل إلى النتيجة الناجعة، حيث استطاع أن يصنع دواءً لعلاج الحروق وشفائها نهائياً، كما أنه يعالج الناس مجاناً منذ عقدين من الزمن.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 تموز 2018 "بسيم هرمز"، فتحدث عن حياته وبوابته الأولى لعالم الأعشاب قائلاً: «عشت مرحلة طفولتي وشبابي في "دمشق"، وأعدّ نفسي عشت في الزمن الجميل حيث الاهتمامات البعيدة عن وسائل التواصل الحالية وشبكة الإنترنت، كنت أميل إلى القراءة كثيراً، ودرست في مدرسة "الدير علي" النموذجية التابعة لمنطقة "الكسوة"، حيث الاهتمام بالمكتبة والكتاب والتحفيز على المطالعة وتأثير المدرسين من خلال وضعنا في بيئة ثقافية تهتم بالبحث والمعلومة، وأذكر الكتاب الذي قرأته في الصف السابع بعنوان: "التداوي بالأعشاب" لـ"أمين رويحة"، وحينئذٍ انجذبت للكتاب والمعلومات الموجودة فيه عن الأعشاب والسرّ والغرابة الذي تحتويه، وقمت بتنفيذ تجارب بسيطة عن الأعشاب وتطبيقها بطريقة بدائية، فاشترى لي والدي الكتاب بستين ليرة سورية ولم يكن مبلغاً عادياً، واستغربَ تعلقي بهذا الكتاب الذي ما زلت أحتفظ به وهو أساس معرفتي وتعلقي بعالم الأعشاب، والتجربة كانت هاجسي الدائم».

انتقلت بعمر 19 سنة إلى قريتي "الدفلة"، وتوقفت عن دراستي في الثانوية العامة، حيث الظروف الاقتصادية المتحولة والتكيف الصعب مع بيئة جديدة مختلفة عن البيئة التي تربيت وكبرت فيها، فأخذت الأعشاب حياتي ووقتي، ووجدت في البيئة الساحلية فضاءً واسعاً ومخزوناً ضخماً من الأعشاب، وبتّ أشاهد على أرض الواقع ما كنت أقرأ عنه في الكتب وفي موروثنا الشعبي

ويتابع القول: «انتقلت بعمر 19 سنة إلى قريتي "الدفلة"، وتوقفت عن دراستي في الثانوية العامة، حيث الظروف الاقتصادية المتحولة والتكيف الصعب مع بيئة جديدة مختلفة عن البيئة التي تربيت وكبرت فيها، فأخذت الأعشاب حياتي ووقتي، ووجدت في البيئة الساحلية فضاءً واسعاً ومخزوناً ضخماً من الأعشاب، وبتّ أشاهد على أرض الواقع ما كنت أقرأ عنه في الكتب وفي موروثنا الشعبي».

بسيم هرمز يجمع الأعشاب

وعن الطب البديل وإضافاته إليه وابتكار دواء لمعالجة الحروق في أشد درجاتها، تحدث "هرمز" قائلاً: «الطب البديل قائم وموجود بجينات الإنسان، ووجودي في منطقة ساحلية غنية بالأعشاب الطبية فتح آفاق التجربة والتنوع، حيث أحصل على 60% من أعشاب المنطقة، ولا أحتاج إلى جهد كبير للحصول عليها، وأحاول نشرها وأعمم فائدتها، فقد أضفت إلى الطب العربي دواءً لمعالجة الحروق؛ وهو من ابتكاري وتعبي الذي أريده أن يعمّ لمصلحة الجميع، وهو دواء طبيعي وخلال عشر دقائق يشعر المصاب بحرق بأن آلامه اختفت، وبتكرار (اللبخة) المادة التي قمت بصنعها لعلاج الحروق تختفي آثار الحرق ويصعب تمييز المنطقة المحروقة من المنطقة السليمة، وأصعب الحروق لا يحتاج سوى 15 يوماً للشفاء، فقد بدأت علاج الحروق منذ 16 سنة، وأقوم بتوثيق حالة كل حرق ومتابعة تقدمه في الشفاء، وأعالج على مدار العام أكثر من تسعين حرقاً ومجاناً، ولا أسعى إلى المردود الاقتصادي».

ممارسته للعمل وخبرته في الأعشاب أكسبته لقب الخبير، وهنا يقول: «اقتصر عملي في هذا المجال على خدمة الناس في قريتي والقرى المحيطة وتقديم المساعدة المجانية، وخاصة أنني أحبّ العمل الاجتماعي، ويعدّني الناس مستوصفاً مدنياً، فقد اكتسبت خلال عقدين من الزمن خبرة ببعض الأمراض البسيطة وتشخيصها من خلال الممارسة والثقة المتبادلة، وهناك الكثيرون ممن يلجؤون إلى خبرتي والتداوي بالأعشاب، كما أخيط الجروح الناتجة عن الحوادث المتنوعة، وأقوم بترميم الجرح بعد القطب وإزالة ندباته، وفوجئت بوجود معرفة شعبية في الأعشاب غير مصقولة وتشوبها بعد الأخطاء من خلال تناقلها بطريقة خاطئة، فالطب الشعبي بحاجة إلى إعادة تسمية وتصحيح، وأحاول تصحيح ما تيسر لي ونشره في المجتمع».

يد ماهر شيخ سليمان بعد العلاج

"ماهر شيخ سليمان" موظف في مؤسسة الكهرباء من أهالي قرية "الدّفلة"، يتحدث عنه قائلاً: «تعرضت أثناء إصلاح عطل كهربائي في خزان القرية إلى حرق كهربائي نتيجة صعقات من الخزان، فاحترق كف يدي وكان حرقاً من الدرجة الثالثة، وأُسعفت إلى المستشفى، لكن بعد عودتي تواصلت مع "بسيم هرمز" المعروف بمعالجة الحروق، وتعامل مع حرقي بسرعة، وكان يبدو التحسن بطريقة فورية وتدريجية، وبعد مرور شهر لم يعد معروفاً مكان الحرق وتعافيت كلياً، كما أنه عالجني مجاناً ولم يتقاضَ أي أجر».

أما مدير مدرسة "الصنوبرية" القريبة من "البدروسية" "هيثم شيخ سليمان"، فيتحدث عنه قائلاً: «خبرته في الأعشاب والطب العربي أكسبته لقب الطبيب العربي، حيث تميز باستخراج مواده الطبيعية من الأعشاب الموجودة في بيئته التي يقوم بقطافها بمفرده ويجمع النباتات والأزهار حسب مواسمها ليضمن توفرها في كل وقت، إضافة إلى معالجته الحروق مجاناً أوجد علاجاً لآلام الظهر والمفاصل والجروح بالأعشاب، ويلبي الحالات في أي وقت، وعمله كمدير لبصمة شباب "سورية" خلق جوّ العمل الجماعي كفريق في خدمة ذوي الشهداء ومساعدة الفقراء وتأسيس جمعية خيرية، ويعمل على إيصال صوت الأهالي إلى الجهات الرسمية ويحلّ المشكلات إن وجدت كمختار يمثل القرية».

هيثم شيخ سليمان

الجدير بالذكر، أن "بسيم هرمز" من مواليد "دمشق" عام 1971، ومختار "رأس البسيط"، ومدير بصمة شباب "سورية" في منطقة "البسّيط" منذ ست سنوات، ويقدم مع فريقه خدمات مجتمعية مختلفة.