"أرض العنّاب" لقب منحته أشجار العنّاب لأراضي منطقة "الحفّة"، حيث عُرفت بقدم زراعته والاهتمام به، وعُدّت من أبرز المناطق السورية لانتشاره وطعمه المميز، إضافة إلى أهميته الطبية والاقتصادية لسكان المنطقة.

مدوّنة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 22 أيلول 2018، مع "بكري موسى" رئيس مجلس مدينة سابق، ومهتم بالأعشاب والطب البديل من أبناء مدينة "الحفّة"، فتحدث عن عنّاب "الحفة" قائلاً: «ارتبطت "الحفّة" بشجرة العنّاب ارتباطاً لافتاً، حيث تُزرع على مساحات واسعة من أراضي المنطقة، وتحتوي أشجاراً معمّرة، ويكاد لا يخلو منزل في المدينة والقرى المحيطة بها من شجرة عنّاب في محيطه، ويروى أن الصليبيين أتوا بالشجرة أثناء وجودهم في قلعة "صلاح الدين"، حيث كان يتناولها الجنود لفوائدها الكثيرة، إضافة إلى أن بعض الدراسات ذكرت أنها الموطن الأصلي للعنّاب في "سورية"، ومع الزمن أصبحت من الزراعات المهمة في "الحفّة"، وباتت تعدّ مصدراً اقتصادياً كبيراً للسكان، حيث يبلغ سعر الكيلو غرام في بداية الموسم 2000 ليرة سورية، وفي نهايته 500 ليرة سورية.

تعدّ من أقوى أنواع الفاكهة لحرق الدهون ومحاربة البدانة، وللعنّاب قدرة على منع نمو الخلايا السرطانية خاصة "اللوكيميا"، وله خصائص مهدئة للجهاز العصبي، وتحتوي الثمار العديد من مضادات الأكسدة، وهي غنية بالمعادن والفيتامينات، كما يستخدم مغلى الثمار المجففة كوصفة شعبية دارجة في منطقة "الحفّة" لتخفيف التهابات الحلق والفم، والتخفيف من حدّة السعال

ومن طقوس قطاف العنّاب بالماضي في بساتين "الحفّة" اجتماع أهل القرية جميعهم لمساعدة صاحب البستان، وهكذا يتنقلون من بستان إلى آخر حتى نهاية الموسم، كما كانوا يغنّون بعض الأغاني التي تتغنى بالعنّاب وقطافه ونكهته».

بكري موسى

أما صاحب التجربة الرائدة في زراعة العنّاب وإنتاج أفواج عدة منه، المهندس الزراعي "بسام حداد" من قرية "المختارية" التابعة لمنطقة "الحفة"، فيتحدث عن أماكن وجوده قائلاً: «يوجد العنّاب البريّ في أماكن مختلفة من "سورية"؛ وهذا يدل على أنها أحد المواطن الأصلية له؛ مع أن المراجع العلمية تعدّ "الصين" الموطن الأصلي له، ويعدّ هناك من الفواكه الأربع الرئيسة، وتعدّ "الحفّة" إحدى مناطق انتشاره الأساسية، حيث لاقت هذه الشجرة اهتماماً وعناية من قبل المزارعين، وتحوّلت من شجرة برية وحراجية إلى شجرة مزروعة تنتج ثماراً تسويقية ذات نكهة مميزة، وتوجد في "الحفّة" أشجار عنّاب يزيد عمرها على 300 عام وما تزال مثمرة ومنتجة، كما تنتشر زراعة العنّاب حول مدينة "الحفّة" بقرى عدة على أطراف البساتين وكأشجار منفردة ومعدودة؛ وهذا يعني أنها زراعة رديفة لبساتين الزيتون والفواكه والحمضيات، وليست زراعة رئيسة».

وعن صفاتها وكيفية إكثارها يتابع "حداد" قائلاً: «شجرة العنّاب متوسطة الحجم ومتساقطة الأوراق، وتحتوي الكثير من الأشواك؛ خاصة بالأصناف البلدية ذات الثمار التي تشبه حبة الزيتون الكبيرة، لكن في الوقت الحالي دخلت أصناف جديدة إلى زراعة العنّاب، منها "الكروي، والبلحي، والإيطالي"، ويتم إكثار هذه الشجرة عن طريق الفسائل (فسيلة: جزء أو خلفة من النبات يُفصل عنه ويُغرس)، التي تعطيها الشجرة بأعداد كبيرة بعد سنوات من زراعتها».

بسام حداد

وعن الأهمية الطبية لفاكهة العنّاب يضيف "العناب": «تعدّ من أقوى أنواع الفاكهة لحرق الدهون ومحاربة البدانة، وللعنّاب قدرة على منع نمو الخلايا السرطانية خاصة "اللوكيميا"، وله خصائص مهدئة للجهاز العصبي، وتحتوي الثمار العديد من مضادات الأكسدة، وهي غنية بالمعادن والفيتامينات، كما يستخدم مغلى الثمار المجففة كوصفة شعبية دارجة في منطقة "الحفّة" لتخفيف التهابات الحلق والفم، والتخفيف من حدّة السعال».

ثمار فوج ثانٍ