تمكّن "سومر شعبان" من تحويل الهواية التي رافقت طفولته في تربية الطيور والبحث عنها إلى مشروع اقتصادي ينتج منه مردوداً مادياً جيداً ويعمل به بحبّ وصبر شديدين؛ وهو ما أهّله لنيل جائزة في مسابقة مهرجان تربية الطيور.

مدوّنة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 11 تشرين الأول 2018، مع مربي الطيور "سومر شعبان" المقيم في "اللاذقية"، فتحدث عن بداياته في مجال تربية الطيور قائلاً: «منذ طفولتي كنت أهوى الطيور، وكنت أحضر الطيور البريّة المنوّعة كطير البلبل السوري المعروف بـ"الحزير" وهو يتربى من دون قفص، إضافة إلى طير "الطرنجان"، وكان يغريني شكل الطيور وألوانها والأصوات التي تصدرها، كما ربّيت في البدايات بعض طيور الحمام التي حققت لي مردوداً مادياً، وقد نشأت علاقة محبة بيني وبين الطيور، وصرت أفهم حركاتها وإشاراتها؛ وهو ما يجعلني أقتني بعضها ولا أبيعها، وحين كنت بعمر 15 سنة اتجهت إلى تربية طيور "الكنار"، فقد كنت أشتريها وأربّيها إلى مرحلة التكاثر وأنتج أعداداً جديدة، وكانت بداية صقل تجربتي في تربية الطيور واكتساب الخبرة من خلال التعامل معها والإحاطة بكل ما يتعلق بتغذيتها والظروف الملائمة التي تضمن حالتها الصحية الجيدة واستمراريتها، وبعد انقطاع لسنوات عدت إلى تربية طيور الزينة والحمام».

تمّ ترخيص الجمعية السورية لمربي الطيور والحيوانات الأليفة عام 2018 في "ريف دمشق"، وكان أحد نشاطات الجمعية مهرجان عرضنا فيه طيورنا، وتمّ اختيار الطائرين اللذين شاركت بهما كأفضل طائرين بين طيور المشاركين في مسابقة "جمال الطير"، حيث شارك أكثر من 11 مشاركاً، ونلت جائزتين عنهما، وحققا شروط المسابقة التي أهّلتني للفوز فيما بعد بنتائج ممتازة

وعن تحويل هوايته إلى مشروع يقول: «قمت قبل إحدى عشرة سنة بتأسيس مشروعي في تربية طيور الزينة، وبحكم حبي للطيور والصبر على هذا العمل كان لدي طائر "الحسون" المعروف بـ"الدنور" حينئذ، فأحببت أن أزيد عدده ليزداد المردود المادي معتمداً على غرفة صغيرة فوق سطح المنزل، لا أنكر أنها مهنة متعبة نوعاً ما وتحتاج إلى الصبر، لكنني أذلل هذه المعاناة بالمحبة والعشق للعمل، ثم حسّنت مكان تربيتها وجهزتها بكل المقومات التي تضمن حياتها وإنتاجها على الرغم من الظروف التي تعرضنا لها في سنوات الحرب، والتي جعلتني أبتعد قليلاً بسبب قلة الطلب والركود الذي أصاب سوق الطيور، لكن بقيت مثابراً ومهتماً بطيوري إلى أن عاد الطلب والحركة في السنوات الثلاث الأخيرة».

بعض الطيور

وعن تسويق إنتاجه يقول: «أصناف الطائر البلدي "الكنار" المعروف بألوانه وأشكاله المميزة تلقى رواجاً في أسواق "دمشق" وريفها ولدى بعض المهتمين بتربية الطيور، وأصبحت أبيع على دفعات وأجدد في الأصناف كـ"الجزري، والمرقع، والحبشي"، وأزيد عددها، وأتعرّف إلى التجار؛ وهو ما وسّع دائرة العمل، وواكبت كل شيء جديد في عالم الطيور، كـ"المخمل الماوردي" وما ينتجه التهجين من أنواع جديدة، وكنت أحضر الفراخ وأربيها، ثم أزاوجها وأنتج عدداً كبيراً، وأصبحت أصقل معرفتي بالدخول إلى مواقع الإنترنت وجمع المعلومات الخاصة بعالم الطيور وتربيتها، وبدوري أعطيها لكل مهتم في هذا المجال ويريد أن يقوم بمشروع تربية الطيور، خاصة بعد أن أصبحت هناك جمعية لمربي الطيور التي تضمن حقوقنا».

وعن الجمعية والمهرجان الذي كُرّم فيه، يتحدث قائلاً: «تمّ ترخيص الجمعية السورية لمربي الطيور والحيوانات الأليفة عام 2018 في "ريف دمشق"، وكان أحد نشاطات الجمعية مهرجان عرضنا فيه طيورنا، وتمّ اختيار الطائرين اللذين شاركت بهما كأفضل طائرين بين طيور المشاركين في مسابقة "جمال الطير"، حيث شارك أكثر من 11 مشاركاً، ونلت جائزتين عنهما، وحققا شروط المسابقة التي أهّلتني للفوز فيما بعد بنتائج ممتازة».

سومر شعبان أثناء التكريم

أما "طارق معروف" من المهتمين والمتابعين لتربية الطيور، فيتحدث عنه قائلاً: «عرفت "سومر شعبان" قبل عشر سنوات، حين كان في بداية تأسيس مشروعه في تربية الطيور التي أصبحت جزءاً من حياته، فقد تميّز بحبه لهذا العمل والعناية بالطيور بطريقة تضمن زيادة عددها وتنويعها، كما تميز بصبره الشديد على تربيتها وحصاد نتائج هذا المشروع من الناحية المادية، حيث صار بالنسبة له مشروعاً اقتصادياً ومصدر دخل، كما ساعدني في معلومات كثيرة خاصة بتربية الطيور، وعُرف بكرمه في تقديم المعلومة وعدم احتكارها، إضافة إلى اعتماده في الإنتاج على الأدوية الطبيعية وابتعاده عن الصناعية».

الجدير بالذكر، أن مربي الطيور "سومر شعبان" من مواليد بلدة "تل منين"، عام 1980.

طارق معروف