استطاع "روبيل معروف" أن يجعل من التجربة بداية لمشاريع زراعية مستمرة، مستفيداً من نشأته في بيئة ريفية زراعية، حيث ساعدته على العمل الزراعي الذي كان حافزاً للاختراع، وتطوير أدواته بإتقان.

مدوّنة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 27 تشرين الأول 2018، مع "روبيل معروف"، فتحدث عن حياته وعمله قائلاً: «نشأت في أسرة ريفية تهتم بالأرض وزراعتها، حصلت على الثانوية العامة عام 1997، وانتسبت إلى المعهد المتوسط للمراقبين الفنيين في "اللاذقية"، عُرفت منذ الصغر بإيجاد الحلول البديلة لكل عطل أصادفه، خاصة فيما يتعلق بالكهربائيات والأعمال الزراعية التي تستنزف وقت وجهد المزارع، كما كنت أعمل أثناء دراستي في المعهد بمهنة البناء كنجار "بيتون"، وطبقت الدروس النظرية في عملي، وأبرزت إتقاناً وإبداعاً فيه، فقد كنت أهوى الأبنية المعقّدة التي تأخذ الأشكال الدائرية والحلزونية والأشكال الهندسية الصعبة، لكن الجهد والتعب اللذين يحتاج إليهما هذا العمل، وقلة مردوده المادي دفعني منذ سنوات إلى الأعمال الزراعية، ودعمني أخي "فاطر" في أعمالي مادياً ومعنوياً».

التقيته في معرض "دمشق" الدولي، وجدته متحمساً لهذا العمل، وحاولت تقديم الفائدة له من خبرتي في هذا المجال لكوني أعمل بهذه الحرفة التراثية المتوارثة عن أبي وأجدادي، ولاحظت اهتمامه في تعلّم المهنة، خاصة أنه طوّر عمله من خلال الجهاز الكهربائي الذي اخترعه واهتمامه بالحرير وإعادة إحيائه؛ وهذا شجعني على مساعدته وعلمته طريقة تطعيم الخيط، وأعطيته كل المعلومات التي من شأنها أن تطور عمله

استطاع أن يطوّر تجربته بزراعة الفطر إلى مشروع مستمر، ويقول: «انتشرت في السنوات السابقة زراعة الفطر، وكثرت الأحاديث عنها، فعملت على تكوين فكرة عن الفطر وزراعته عن طريق شبكة الإنترنت، ورأيت تجربة لأحد الأصدقاء، فعملت على تطبيق المعلومات التي أخذتها، وأحضرت 3كغ من البذار من مركز إكثار البذار لاختبار نفسي فيما إذا كنت قادراً على زراعته، وأخذت استشارة مهندس زراعي، وجدت نفسي أمام مشروع زراعي طبقته في غرفة زراعية صغيرة مساحتها 12 متراً مربعاً حققت من خلالها الظروف الملائمة لزراعة الفطر، وقمت بمتابعته؛ وهو ما ضمن نجاحه وزيادة إنتاجي خلال ثلاث سنوات من العمل، وأقوم بتسويق منتجي محلياً لبعض الأصدقاء والمطاعم المحيطة، والكمية الفائضة أقوم بحفظها وتسويقها فيما بعد، فقد اعتادوا جودة ونوعية الفطر الذي أنتجه، وأصبحت أزرع فوجين في العام (صيفي، وشتوي)، فيزداد الإنتاج والمردود المادي».

تكريم في معرض دمشق الدولي

إضافة إلى مشروع زراعة الفطر عمل على تربية دودة القزّ التي حفزته على اختراعات تتعلق بحرفة الحرير التراثية، وهنا يقول: «لجأت في البداية إلى شبكة الإنترنت وكبار السن في المناطق التي كانت تتم فيها تربية دودة القزّ، ثم أحضرت منذ ثلاث سنوات من مديرية الزراعة دودة القزّ، واعتنيت بها والتزمت بمراقبتها وتربيتها بدقة فائقة، وأنتجت بعد خمسين يوماً الشرانق، فقطفتها، ثم تلتها مرحلة "حلّ" الشرانق؛ أي (سحب خيط الحرير)، وبدأت سحب الخيوط ولفّها، وبعد ساعة من عملية اللف قمت بابتكار دولاب بدائي لحل الخيط، وبعد عشرة أيام طوّرت الدولاب نفسه، وازداد الإنتاج في العام الثاني، فكان لا بدّ من تحقيق مردود مادي، فابتكرت دولاب حلّ الحرير الكهربائي وزودته بعداد رقمي؛ وهو ما ساعدني في عملي الخاص، إضافة إلى "حلّ" ما يزيد على 80 كيلو غراماً من الحرير، وازداد مردودي من تربية دودة القزّ؛ لكوني ابتكرت هذا الجهاز».

وعن اختراعاته ومشاركته في المعارض والمهرجانات، تحدث قائلاً: «لديّ ثلاثة اختراعات متعلقة بالحرير؛ الأول دولاب "حلّ" الحرير لقياس طول خيط الشرنقة، وهذا الدولاب يمكن أن يطوّر إلى دولاب إلكتروني يعطي القيمة الصحيحة للخيط بنسبة 99%، ويصلح أن يكون دولاباً تجريبياً تعليمياً، والثاني دولاب "حلّ" كهربائي لسحب خيوط شرانق الحرير، والثالث شاركت به في معرض "دمشق" الدولي يسمى جهاز غزل خيط الحرير، وحصلت على شهادة تقدير للمشاركة في معرض "الباسل للإبداع والاختراع"، وشهادة منح ميدالية فضية، وشاركت بمعرض "برهان حيدر" في "عين البيضا"، ومعرض الزهور، وشاركت في "طرطوس" بمهرجان تراثي، ومهرجان "المياه والحرير" في "الدريكيش" بدعم مادي ومعنوي من محافظة "طرطوس"، إضافة إلى مشاركات أخرى».

من مشروع الفطر

أما "محمد سعود" صاحب متحف الحرير الطبيعي في "دير ماما"، فيتحدث عن "روبيل معروف" قائلاً: «التقيته في معرض "دمشق" الدولي، وجدته متحمساً لهذا العمل، وحاولت تقديم الفائدة له من خبرتي في هذا المجال لكوني أعمل بهذه الحرفة التراثية المتوارثة عن أبي وأجدادي، ولاحظت اهتمامه في تعلّم المهنة، خاصة أنه طوّر عمله من خلال الجهاز الكهربائي الذي اخترعه واهتمامه بالحرير وإعادة إحيائه؛ وهذا شجعني على مساعدته وعلمته طريقة تطعيم الخيط، وأعطيته كل المعلومات التي من شأنها أن تطور عمله».

يُذكر أن "روبيل معروف" من مواليد قرية "القنجرة"، عام 1978.

محمد سعود