إبداعه في رسم الوجوه رسالة فعل كل ما بوسعه لإيصالها بأجمل صورة، من دون أن يتخلى عن مستقبله العلمي، فصور الفن والنجاح بأسلوبه الخاص، ليترك لنا مساحة واسعة من التعمق برسوماته ويؤثر بنا ببصمة فنية مختلفة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الرسام "علي داغر" بتاريخ 15 تشرين الثاني 2018 لمعرفة سرّ إبداعه برسم الوجوه، فقال: «أنا لم أدرس الرسم ولم أتعلّم فنونه، إنما كنت شغوفاً به.

هو أصعب مراحل الرسم التي يمكن أن يتقنها الرسام، وهو بحاجة إلى قوة التركيز ورؤية واضحة، والنظر إلى الأشياء من زوايا مختلفة تماماً

كنت أحاول رسم جميع الأشياء التي توجد أمامي، وحاولت كثيراً تطوير ذاتي. كنت في المدرسة أرسم جميع رسومات مجلة الحائط وعلى جدران المدرسة، وفي الصف الثامن الإعدادي، شاركت بمعرض برعاية مدرستي في "اللاذقية"، ومن هنا اكتشفت موهبتي برسم الوجوه، لكن في المرحلة الثانوية والجامعية ابتعدت قليلاً عن شغفي الذي كان بنظر الكثيرين لن يبني مستقبلي، ودخلت كلية الأدب الإنكليزي، وتفوقت وتابعت حتى حصلت على الدبلوم.

من رسومات الفنان داغر

أيضاً كنت هاوياً للتمثيل الذي أخذ جزءاً من وقتي، وشاركت بعدة مسرحيات، منها: "كلو دراما"، و"نظرية المؤامرة"، وعدة مسرحيات أخرى.

كنت أعمل بمهنتي (التدريس) بمدارس ومعاهد خاصة، ولم أبتعد عن تحصيلي العلمي، وعندما شعرت بأن الوقت قد حان، قررت العودة إلى شغفي الذي لم يفارقني يوماً، وعلى الرغم من مشاركتي بمعارض محلية في جامعة "تشرين" والمركز الثقافي خلال المرحلة السابقة، إلا أنني كنت أحب أن أهتم بهوايتي بقوة أكبر من تلك».

السيد الرئيس بريشة داغر

وأضاف "داغر": «حين أمسكت القلم من جديد، شعرت بأنني لم أفقد شغفي، وكنت متشوقاً للبدء من جديد الرسم، وبالفعل بدأت، واتجهت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وعبرها بدأ الناس يشاهدون موهبتي، فأصبحت أرسم وجوه المشاهير وأنشرها، وكان كل من يشاهدها يعجب بها، وهذا ما قدم لي الدافع لافتتاح دورات تدريبية لهواة الرسم والناشئين، وخرّجتُ رسامين بارعين.

كنت أخبرهم دوماً أن الفن بكل أنواعه يغذي الروح ويهذبها، وهو موجود بالفطرة؛ يرافقنا ويعيش فينا».

وعن سؤالنا حول الدعم الذي يقدم لشخص موهوب مثله، أجاب: «معظم المعارض التي شاركت بها كانت نتيجة مجهود شخصي، وكنت آمل أن أحصل على دعم معنوي أكثر من الدعم المادي، فالجمهور الذي يحبك هو ثروتك الحقيقية، ومع انتشار مواقع الإنترنت، أصبح لدي جمهور يطلب مني الرسم له أو لمن يحب.

ولم أكتفِ بالرسم لإيصال صوتي الذي ينادي بالجمال في هذا الكون، فكتبت الشعر وعبّرت عن جمال الروح النابع من القلب، وشاركت بأمسيات شعرية، وكتبت النثر والخواطر، وحاولت توضيح أفكاري بأسلوب فني دوماً، فالمجتمع بحاجة دوماً إلى الفن ليظهر جماله من جهة، ومن جهة ثانية ليسلط الضوء على الجوانب السلبية القادرين بجمال روحنا على تغييرها».

وعن البروتريه قال: «هو أصعب مراحل الرسم التي يمكن أن يتقنها الرسام، وهو بحاجة إلى قوة التركيز ورؤية واضحة، والنظر إلى الأشياء من زوايا مختلفة تماماً».

ونصيحتي لهواة الرسم تكمن في عبارة: (لدينا الفن كي لا نموت من الحقيقة)، اتبع شغفك الذي سيأخذك دوماً إلى الصواب ويمنحك الطاقة والقوة لإكمال مسيرتك وتأدية رسالتك، فلكل إنسان رسالة، وبعض الناس فنّهم رسالتهم.

أحاول أن أبقى دوماً في "سورية"، وأفعل أي شيء لأجلها، حتى تكون فخورة بأبنائها، وسأفعل كل ما بوسعي لأثبت نفسي هنا».

الرسامة "علا مثبوت" قالت عنه: «"علي" فنان مبدع، يرسم بإحساس لا يوجد عند الكثيرين من الرسامين، أرى دائماً الإبداع والحس الفني بخطوط رسوماته، يرسم بكل ما أوتي من شغف، أحترمه جداً لأنه أعطى روحاً جديدة للبورتريه الذي كاد يفقد رونقه، وأتواصل معه دائماً وأحاوره حول كل لوحة جديدة يقوم برسمها، ويكسب صاحب الوجه المرسوم قصصاً وتفاصيل احترافية عميقة».

يذكر، أن "علي داغر" من مواليد قرية "ست خريس" في ريف "اللاذقية"، عام 1985.