خبيرة رائدة في مجال الحفاظ على الإرث الثقافي السوري المتضرر بفعل الزمن أو الطبيعة أو النزاع المسلح، تستمر بجهود لا حدود لها في طرح مزيد من الدراسات عن كيفية النهوض بالحضارة والتراث مجدداً، وتقديم رؤى شاملة في الأبحاث العلمية والإفادة التنويرية.

للإضاءة أكثر على المسيرة الحافلة من الأعمال الميدانية والتوثيقية الأثرية داخل "سورية"؛ التقت مدونة وطن "eSyria" الدكتورة والباحثة الخبيرة "هلا أحمد أصلان" بتاريخ 26 كانون الأول 2018، حيث بدأت حديثها بالقول: «درست بدايةً في كلية الهندسة المعمارية في جامعة "تشرين" وتخرّجت فيها سنة 2003، ثم سافرت إلى "فرنسا"؛ وهناك حصلت على الماستر الأوروبي عام 2005 من جامعة "ليون" الثانية "لوميير"، كما نلت درجة الدكتوراه من المدرسة التطبيقية للدراسات العليا "السوربون" في "باريس" أيضاً.

تشاركنا في العديد من ورشات العمل الفرعية في "طرطوس واللاذقية"، وكنا نقدم مقترحاتنا المتكاملة وجدول أعمالنا إلى النقابة المركزية بـ"دمشق"؛ لأن كل عضو في مدينته ممثل للنقابة ضمن اجتماعات دورية نسلط فيها الضوء على أهمية التراث ومعرفة الحفاظ عليه، والدكتورة "هلا" إنسانة نشيطة في عملها تقدم دائماً مقترحات مهمة لها فاعليتها على الأرض، أتمنى لها التوفيق الدائم

قدمت العديد من المحاضرات التي تتحدث عن أهمية التراث الثقافي بالنسبة للسوريين وسبل الحفاظ عليها في المحافظات السورية، أيضاً شاركت في تأليف موسوعة الساحل السوري التاريخية لمصلحة وزارة الثقافة من خلال ثلاثة أبحاث عن جامع السلطان "إبراهيم بن أدهم" في مدينة "جبلة"، ودراسة تاريخية معمارية وأثرية عن جامع "المنصوري" في المدينة نفسها وتطوره المعماري وعن المدينة بوجه عام، كما ساهمت في تحرير مجموعة ثانية من الأبحاث قيد النشر في موسوعة الآثار السورية عن جامع "الحموي" وجامع "الشيخ ضاهر" وجامع الإمام "حسن جلال الدين" في "القدموس"، و"خان الدخان" و"خان الحنطة" في "اللاذقية"».

في مؤتمر إعادة الإعمار وترميم الآثار في بغداد

وتضيف: «شاركت في عدة دورات تدريبية وعدد من المؤتمرات خلال السنوات المنصرمة، وفي عام 2016 خلال فترة الحرب شاركت بورشة عمل كرئيسة للجنة التراث في نقابة مهندسي "اللاذقية"؛ تتمحور حول تقنيات حفظ الوثائق التاريخية و"أرشفتها" ورقمنتها في "سورية" في إطار مشروع الصون العاجل للتراث الثقافي السوري؛ وذلك في مقر "اليونيسكو" في "بيروت"، ويعدّ التوثيق خطوة مبدئية أساسية في مجال أعمال الترميم.

وما بين 11-15 كانون الأول عام 2017، شاركت كخبيرة للمجلس العالمي للصروح والأوابد التاريخية "comos" في اجتماع الجمعية العمومية في مدينة "دلهي" بـ"الهند"، وقدمت بحثاً عن وضع التراث الثقافي السوري ووضع المدن السورية بعد الحرب، كما تم انتخاب 20 شخصاً من جنسيات مختلفة ليكونوا المسؤولين عن إدارة "icomos" مع المؤتمر العلمي المرافق».

مشاركتها في اجتماع (ICOMOS) في الهند

ثم تابعت حديثها عن حضورها مؤتمر "القاهرة" برعاية اتحاد المهندسين العرب ونقابة المهندسين المصرية لتقديم بحث عن مقترح إعادة تأهيل المدن التاريخية بالقول: «تناولت الورشة هناك استراتيجيات إعادة إعمار مدينة "حلب" منطقة "باب قنسرين" تحديداً التي اشتغلت عليها "GIZ" (مشروع إعادة تأهيل المدن التاريخية)، وتمتد المنطقة إلى مدرسة "الشيباني" من ضمنها "البيمارستان الأرغوني" وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، ودراستي في هذا المقترح كانت نقدية للمشروع الرائد ما قبل الأزمة، ووضع هذه المنطقة المدروسة المشمولة بالمشروع أثناء الأزمة، واستراتيجيات إعادة إعمارها بعد الحرب؛ من خلال الاستفادة من الدروس العالمية في إعادة بناء هذه المدن المدمرة نتيجة النزاعات المسلحة».

رئيسة لجنة التراث الهندسي في نقابة المهندسين فرع "طرطوس" "هيام البارودي" تحدثت عن عملها وتعاونها المشترك مع الدكتورة "هلا" في مجال الدراسات الأثرية السورية، قائلة: «تشاركنا في العديد من ورشات العمل الفرعية في "طرطوس واللاذقية"، وكنا نقدم مقترحاتنا المتكاملة وجدول أعمالنا إلى النقابة المركزية بـ"دمشق"؛ لأن كل عضو في مدينته ممثل للنقابة ضمن اجتماعات دورية نسلط فيها الضوء على أهمية التراث ومعرفة الحفاظ عليه، والدكتورة "هلا" إنسانة نشيطة في عملها تقدم دائماً مقترحات مهمة لها فاعليتها على الأرض، أتمنى لها التوفيق الدائم».

شهادة مشاركة (مؤتمر التراث الثقافي في حوض المتوسط)

الدكتور "علي صقر" من جامعة "تشرين" كلية الهندسة المعمارية زميل الدكتورة "أصلان" في مرحلة الدراسة الجامعية، تحدث عنها قائلاً: «إنها باحثة وخبيرة متمكنة في عملها كمهندسة معمارية وباحثة استراتيجية في الدراسات التراثية بكل التفاصيل، لها نشاطات على أكثر من صعيد، ومازالت إلى الآن تبحث عن طرائق حماية المدن القديمة التاريخية في "سورية" بكل الطرائق الممكنة، اشتركنا بورشة عمل معاً وكانت ناجحة جداً، محاضراتها التي تقدمها قيّمة من الناحية النظرية، وعملياً تتابع أعمالها وتعطيها بكل حرفية ومصداقية دائمة بطريقة سلسة وبسيطة».

نذكر أخيراً، أن الدكتورة "هلا أصلان "من مواليد "اللاذقية" عام 1979، انتهت مؤخراً من إعداد ودراسة ترميم أسواق "حلب القديمة" جراء الأعمال الإرهابية، منها سوق "السقطية"، وبدأت أعمال التنفيذ والترميم حالياً، وهي محررة في مجلة "BIMArabia"؛ التي تعنى بمجال تقنيات التصميم والهندسة، كما أنها دار نشر مرخصة من الاتحاد الأوروبي.