مَلَكة التعامل مع الأطفال وتوجيه سلوكياتهم ساعدته على العمل في هذا المجال، حيث عمل "علي يوسف" على إيجاد الحلّ بعد تحديد مشكلة الطفل من خلال برنامجه الخاص "تعديل السلوك"، وترجمته على أرض الواقع بالنادي الأسري "إدراك"، الذي يستهدف الأسرة والأطفال.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 كانون الثاني 2019، "علي يوسف"، فتحدث عن بداياته في التعامل مع الأطفال التي كونت نواة عمله في مركز "إدراك" قائلاً: «كل مرحلة في حياتي متعلقة بأحداث معينة، وهذه الأحداث خارجية ومرتبطة بالبيئة المحيطة بي، حيث تعرّضت مع بداية الحرب إلى فقد أحد المقربين في العائلة، وكانت صدمة قاسية بالنسبة لي سبّبت نوعاً من الاستسلام، وبعد عام ونصف العام أخذت قراراً بعدم الاستسلام للحزن والعودة إلى الحياة والاستمرار، وتعاملت مع السياق الموجود بحكمة ووعي، فكانت البداية بالتطوّع في المدرسة المسائية عام 2012، واستطعت خلال عام كامل أن أحقق نتائج جيدة مع أطفال المدرسة، ووجدت نفسي في هذا المكان، ولديّ القدرة أن أكون قائداً وأترك أثراً لدى الأطفال، وأثناء تطوعي في المدرسة المسائية قمت بتأسيس شعبة محو أمية للأعمار الكبيرة وكللت عامي التطوعي حينئذٍ بمعرض رسم ومعرض صور وعرض مسرحي قمت بكتابته وإخراجه يصور البيئة المحيطة وأثرها في الفرد».

عام 2014 تطوّعت بدار الأيتام في "اللاذقية"، حيث كنت أنظّم في الدار أنشطة لأطفال تراوح أعمارهم بين خمسة وثلاثة عشر عاماً ضمن النادي الاجتماعي، وأخلق من خلاله مساحة ليعبّروا فيها عن أنفسهم، إضافة إلى تطوعي في مركز الأحداث، وتعاملت مع أحداث تراوح أعمارهم بين تسعة وسبعة عشر عاماً، وللتواصل معهم كنت أعتمد الاهتمام والحبّ وتفهم ما يحدث معهم، وبذلك كسبت ثقة في التعامل مع تلك الفئتين من الأطفال، بالتركيز على أهمية البيئة المحيطة بهم ودورها في عملي لأحقق 75% من نجاح العمل

ويضيف قائلاً: «عام 2014 تطوّعت بدار الأيتام في "اللاذقية"، حيث كنت أنظّم في الدار أنشطة لأطفال تراوح أعمارهم بين خمسة وثلاثة عشر عاماً ضمن النادي الاجتماعي، وأخلق من خلاله مساحة ليعبّروا فيها عن أنفسهم، إضافة إلى تطوعي في مركز الأحداث، وتعاملت مع أحداث تراوح أعمارهم بين تسعة وسبعة عشر عاماً، وللتواصل معهم كنت أعتمد الاهتمام والحبّ وتفهم ما يحدث معهم، وبذلك كسبت ثقة في التعامل مع تلك الفئتين من الأطفال، بالتركيز على أهمية البيئة المحيطة بهم ودورها في عملي لأحقق 75% من نجاح العمل».

جلسة في النادي الأسري

عمله في تسعة نوادٍ وتعامله مع 2000 يافع خلال عمله التطوعي كوّن النواة الأساس لبرنامجه "تعديل السلوك" عن طريق اللعب المحمي من وزارة الثقافة وترجمته عملياً، فيتحدث قائلاً: «أصبح لدي من خلال العمل معرفة وخبرة تراكمية عن كيفية التعامل مع الأطفال، إضافة إلى البيئة المحيطة بهم، معتمداً البحث عن المشكلة ومعرفة حلّها، ووجدت أن أغلب مشكلاتهم مرتبطة بالأهل والتواصل وعدم وجود مساحة آمنة ضمن المنزل، فقمت بتطبيق برنامجي "تعديل السلوك" على أرض الواقع من خلال مركز "إدراك"، ورسمت الخطوط الأساسية له، والهدف التوعية بأهمية دور البيئة المحيطة بدعم الأفراد أثناء المشكلة، إضافة إلى تقريب المسافات بين الأهل والأطفال، وأعمل منذ ثلاثة أعوام، حيث نؤمن ضمن "إدراك" بأن الأسرة هي الخلية الأولى، وحين تكون محمية وأقرب إلى السليمة والصحية، ستترك انعكاساً إيجابياً على المجتمع، ونؤمن بالتفكير الإبداعي لدى الأطفال، فنقوم بكشف قدرات الطفل، ونعمل على تغذيتها وتطويرها أثناء العمل والأنشطة».

كان لدور الأهل حضور مهم وعلاقة وثيقة ببرنامج "علي يوسف"، ويقول: «في عملنا نساعد الطفل وأهله، فالأهل مكون أساسي في العملية وننقل المفاهيم إليهم، ربما وجدت صعوبة لإقناعهم في البداية، لكن رافقوا أطفالهم بعد أن تحايلت عليهم، وجعلتهم يعيشون الجو مع أطفالهم، وبادلت أدوارهم وجعلتهم يختبرون كل شيء لتعزيز قدرة التواصل والتحرر من فكرة الحبّ المقيّد، فالنادي الأُسري يضمّ الأب والأم والأولاد. كما نواجه صعوبة اختلاف الفئات العمرية، لكن لإنجاح العملية يجب جمعهم؛ معتمداً ابتكار تمارين تقوم على جهد ومخزون معرفي ذاتي، كما أوظف مجموعة من الأفكار والقيم الحياتية لتصميم ألعاب معينة تجعل الطفل يتشرب القيمة والقناعة من دون إجباره؛ معتمداً على الذاكرتين السمعية والبصرية، وغيرهما».

نشاط مع الأطفال

المشرفة في النادي الأُسري "شهد حمّال" تتحدث عنه قائلة: «الفكرة التي يعمل عليها "علي" جديدة، والأهالي لم يقتنعوا في البداية بفكرة حضورهم في نشاط عائلي مع أطفالهم، لكن "علي" لديه رصيد معرفي غني في هذا المجال يؤهله للنجاح والعمل وإقناع الآخر، كما أنه بنى علاقات طيبة مع الناس، وخبرته التدريبية مع كل الفئات، سواء مع الأطفال أو اليافعين أو الشباب خلال السنوات الماضية شجعت الأهالي على إرسال أطفالهم ومرافقتهم أيضاً، واستطاع أن ينال الثقة الكبيرة من قبلهم، ولديه صدق وأمانة في التعامل، ومن خلال عملي معه وجدته يقدر ويحترم العمل والتعب، ويدعم ويعطي الحرية ضمن فريق العمل، وهو مبدع ويعلم ما الذي يريده، ومجتهد يسعى إلى تطوير ذاته باستمرار، ويراعي في المركز الوضع المعيشي للأهالي، ويقدم خدماته مقابل شيء بسيط يضمن الاستمرار وليس الربح».

أما "مصطفى درويش" من روّاد النادي الأُسري مع عائلته، فيتحدث عن تجربته قائلاً: «جذبتني فكرة بناء الشخصية وتقويتها، خاصة أن ابنتي كانت تعاني الخجل، لكنها الآن أصبحت قادرة على التواصل والتعبير عن كل ما تريده في المنزل والمدرسة والمحيط بوجه عام، ولم نكتفِ بإرسال أطفالنا كالسابق لحضور الأنشطة، بل نحضر معهم لتشمل الفائدة كل أفراد الأسرة، ويتم توجيهنا للتعامل مع أطفالنا بأسلوب سليم، حيث انعكس وجودنا كأسرة مع أطفالنا في المركز على أسلوبنا في التربية والرعاية، وكان سبباً في دعم أطفالنا وحلّ المشكلة بواسطة الحوار والنظام الفاعل ضمن المنزل، ولا أنكر أن فكرة "علي" جديرة بالاهتمام، إضافة إلى التزامه واحترامه وصدقه وإيمانه بالفكرة والعمل الذي شجعنا على الحضور برفقة أطفالنا».

نشاط مع شهد حمال

الجدير ذكره، أن "علي يوسف" من مواليد "اللاذقية" عام 1987، درس الأدب الفرنسي بجامعة "تشرين" في "اللاذقية"، ويعمل ميسر مجموعات مع فريق "مبادرون".